نصيحة لوزير الشباب
كتب: عبدالحافظ الهروط
قطع رئيس الوزراء د.بشر الخصاونة حبال التهاني له ولأعضاء الحكومة ليكتفي المهنئون بالاتصال الهاتفي، وأجزم ان هذا ما يريح ويريده معظم الاردنيين.
على أنني، وجدت في تصريح وزير الشباب الشاب محمد فارس النابلسي وهو الأول له، أنه سابق لأوانه، نصيحة وتهنئة له، فهو وزير جديد على الحكومة وعلى وزارة الشباب التي يظن البعض من المسؤولين والمجتمع الاردني بأنها وزارة "جائزة الترضية"، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق.
وبحكم عملي في وزارة الشباب لسنوات وعمل الصحافة قبل الالتحاق بهذه الوزارة وبعد مغادرتها، اقول أنها وزارة سيادية ومن أهم الوزارات، وتحتاج لمال وجهود بشرية وكوادر نشطة وتعاون حقيقي وشراكة مع مؤسسات فاعلة وكفاءات خبيرة، وفرق عمل في الميادين وليس في المكاتب، فقط، ذلك ان القطاع الشبابي هو القاسم المشترك بين الوزارة ومؤسسات الدولة، دون استثناء وزارة أو مؤسسة واحدة.
وعندما اقول، أنصح الوزير النابلسي الذي أتمنى له التوفيق، وأن يأخذ وقته الكافي، فلأني نصحت كثيراً من الوزراء الذين سبقوه، بأن يستهلوا عملهم بالتعرف على كوادر الوزارة، والوقوف عند وفي مرافق وزارة الشباب المنتشرة، والتعرف على البرامج المعمول بها وتقييمها، وأن تكون التصريحات الاعلامية متأنية، والاكتفاء بما يصدرعن الوزارة من أخبار تتعلق ببرامجها.
لا أٌنصّب نفسي واعظاً، ولست من الذين ينظّرون، او الذين يبحثون عن فرصة او مصلحة شخصية، ولا أعرف اغتيال الشخصية، بقدرما اشعر بأنه يفترض بكل مواطن او صحفي أن ينتقد نفسه قبل ان يكون من حقه انتقاد الآخرين او المسؤول، فالانتفاد الموضوعي ظاهرة صحية ويمكن تداوله ونشره بين الجميع، وإلا فإننا جميعاً شركاء في التقصيرتجاه عملنا الوطني، ومسؤولياتنا.
لا أريد تكرار ما قلته وتناولته من أمور تتعلق بعمل وزارة الشباب والحديث عن وزراء عملوا وكدّوا وواصلوا مع كوادر الوزارة الليل بالنهار، ومن مرّوا مرور الكرام وظلوا مسكونين بالإعلام والحديث عن انفسهم وكأنهم الوزارة ذاتها وأنهم المنقذون لها، متجاهلين جهود الآخرين، موهمين أنفسهم بأنهم مخلّدون في موقعهم، او أنهم مغادرون في اليوم التالي، فلم يعرفوا موظفاً او مرفقاً أين يقع.
تمنياتي الصادقة للوزير النابلسي بالتوفيق وأن يكون قدومه اضافة لإضافات من عملوا بجهد واجتهاد، والله من وراء القصد.