الزعبي يكتب: نحن قلقون يا دولة الرئيس
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/15 الساعة 23:05
بقلم ابراهيم الزعبي
أن تعيش في مجتمع لست آمنا فيه على بيتك وأطفالك ، قضية تحتاج الى " صفنة" ، وعندما يكون مجتمعك حاضن لذئاب بشرية تنهش اللحم الآدمي دون رفة جفن أو هزة شعرة في جسد ، حيث تأبى كل قواميس الدنيا أن تصنفهم من ضمن البشر، فصدقا نكون سائرين نحو المجهول.
ما حدث في الزرقاء يوم أمس ، وانتصار الملك لكرامة " فتى الزرقاء" وآدميته ، يجب أن لا يمر مرور الكرام ، ويجب التوقف عنده طويلا ، لأن ما حدث بعيد كل البعد عما تربينا عليه من قيم واخلاق وتعليم في بيوتنا ومدارسنا ،قبل ولوجنا في ثورة التكنولوجيا وعالم " الببجي والبلاي ستيشن" .
أي قلوب يحمل هؤلاء المجرمون ... أناس فاقوا الحيوانات بوحشيتهم وبأي ذنب قطعوا ساعديه وفقأوا عينيه , ذاك الفتى ابن الستة عشر ربيعا ،كل ذنبه انه ابن قاتل ليحاسب على جرم ، ويدفع فاتورة دم لا علاقة له به .
ذاك الفتى ... قبل العلاج الجسدي والأطراف الصناعية، يحتاج الى علاج نفسي مطول لتجاوز هول ما حدث ، ان تمكن من تجاوزه ، وهو يعلم أن من فعلوا تلك الفعلة أرادوا له أن يكمل حياته بعاهة مستديمة لحرق قلبي أمه وأبيه عليه مدى الحياة.
يا دولة الرئيس ... أن تبدأ عهدك بقضية رأي عام هزت المجتمع الأردني والعالم ، وما زالت أصداؤها تتفاعل لبشاعة المشهد الذي تأبى حتى كبريات السينما العالمية تصويره ، يحتاج من حكومتكم تشكيل خلية أزمة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت الى تلك الجريمة وما شابهها من جرائم قتل وبلطجة وتشكيل عصابات ودفع خاوات وأوكار مخدرات ، وربما مدينة الزرقاء تحظى بالنسبة الأكبر من هؤلاء الخارجين عن القانون ، والذين يحفظون نصوص مواد قانون الجنايات أكثر من المحامين والقضاة .
يا دولة الرئيس ... ما تضمنه كتاب التكليف السامي ورد حكومتكم من حديث عن مبدأ سيادة القانون ، يستوجب منكم تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي ومحاربة الفقر والبطالة ، وكذلك اعادة النظر في كل منظومة التشريع المتعلقة بهكذا جرائم يندى لها جبين الانسانية ، وكذلك جرائم الثأر ، وتغليظ العقوبات للتناسب وحجم الفعل المرتكب ، لأننا بتنا في خوف لا مأمن على مستقبل ابنائنا ، وأصبح سلمنا المجتمعي في خطر .
ما نحتاجه من حكومتكم ، هو ما عليكم فعله ، ويتطلب تضافر جميع الجهود الأمنية لمكافحة هؤلاء الذئاب البشرية الضالة والتي تروع السكان الآمنين صباح مساء في الزرقاء وغيرها من احياء العاصمة ومدن المملكة .
من بترت ساعديه وفقئت عينيه اليوم ... ليس ذلك الفتى ، انما مجتمع بأكمله يسكت عن هكذا جرائم وترويع ، وما بتر هو ثقافتنا وأخلاقنا وقيمنا ونحن نشاهد فيديو الفتى مطأطىء الرأس ولا يقوى على الكلام ، وما بتر اليوم ... هو قلب أمه وشعورها وشعور جميع الأمهات المقدس ، وما بتر... هو حق ذاك الفتى في أحلامه بمستقبل واعد ،فهل بتنا اليوم في حالة اغتراب اجتماعي ؟! .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/15 الساعة 23:05