عبدالحافظ الهروط يكتب: يا وزارة ما دخلك شر
بقلم عبدالحافظ الهروط
تبدو وزارة الشباب وكأنها وزارة فائضة عن الحاجة وأن من يشغلها آخر ما يفكّر به رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، أي حكومة!.
هذا ما يتداوله عامة الناس عند كل تشكيل حكومي، حيث تظل تتردد على ألسنة المتابعين والصحفيين أسماء من سيشغلون الوزارات، فيما حقيبة وزارة الشباب غائبة إلا عند موظفي الوزارة.
لقد تناهى لأسماعنا في سنوات سابقة، أيضاً، بأن هناك من ذّكر الرئيس المكلف -او تذّكربنفسه- بتسمية الشخص الذي سيحمل هذه الحقيبة، وربما هناك من بالغ بأن أكثر من وزير للشباب آنذاك، تم استدعاؤهم قبل الذهاب الى أداء القسم، دون النظرالى شخوصهم وما هي سيرتهم الذاتية!.
بالرجوع الى الوزراء الذين تولوا وزارة الشباب منذ تأسيس الوزارة في عهدي الراحل الحسين طيب الله ثراه، والملك عبدالله الثاني، فإن عدد من تسّلم دفتها من المتخصصين بالعمل الشبابي والرياضي (قبل فصل اللجنة الاولمبية) لا يتجاوزعدد أصابع اليد الواحدة، من بين أكثر من 30 وزيراً.
وزارة الشباب، من الوزارات المهمة، لا الفائضة، والعمل فيها متعب ولكنه ممتع، فهي وزارة تهتم بأكبر قطاع من المكوّن السكاني، كما في الوزارة مرافق رياضية وشبابية جذبت اليها القطاعات الرسمية والشعبية، في أغراض شتى، وكانت وما تزال وجهة للوفود العربية، في استحقاقات على المستويين العربي والقاري.
على أن أهم الأمور التي يجب على الحكومات الأخذ بها عند تشكيلاتها وعند تعديلاتها، هو منح الوزير (الكفؤ) الوقت الكافي، اذ ليس من المعقول أن يمكث وزير الشباب بضعة أشهر أو سنة ثم يغادر.
لقد شغل وزارة الشباب منذ تولى الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية عام 1999 وللعام الحالي 2020 اربعة عشر وزيراً مع الأشارة الى أطول مرحلة تسلم فيها الدكتور مأمون نور الدين حيث أمضى نحو 6 سنوات عندما قاد الوزارة التي تم الغاؤها وتشكيل المجلس الاعلى للشباب بديلاً لها، وكانت مرحلة ذهبية للعمل الشبابي فعلاً.
الأمرالآخر الذي يجب أن تأخذ به الحكومات، أيضاً، ترسيخ العمل المؤسسي لوزارة الشباب، بحيث لا يتأثر هذا العمل بقدوم وزير وبمغادرته، فقد عانت الوزارة وكوادرها وحتى مرافقها عند مجيء وزير او تعيين أمين عام، سواء في نظرتهما الى البرامج ونسفها او اجراء التنقلات غير المدروسة واستقطاب أشخاص من خارج الوزارة بمهمات شتى.
مع قدوم حكومة الدكتور بشر الخصاونة جيء بالوزير "محمد سلامة" فارس النابلسي خلفاً للوزير الدكتور فارس بريزات، الذي لم يأخذ كـ"غيره" وقته الكافي رغم ما انجزه، ولا نعرف ما اذا النابلسي سيأخذ فرصة الاستقرار لينجز، أم سيكون على طريق سابقيه و"يا وزارة ما دخلك شر".