ذوقان عبيدات يكتب: أصحاب الرؤى
كتب: د. ذوقان عبيدات
في نقاش حول أهمية أصحاب الرؤى في العمل العام والعمل الشخصي، كانت اختلافات الآراء واضحة على الرغم من الاتفاق على أن كل عامل في المجال العام يجب أن يمتلك رؤية، والإجابة عن سؤال مثل: كيف ترى مؤسستك في السنوات القادمة؟
ما التغيرات التي ستحدثها في المؤسسة خلال عام؟
ما الإجراءات التي ستتخذها لتحقيق أهدافك؟
كيف تقيم ما تسعى إليه؟
لكن الاختلاف كان واضحاً في النظر إلى مصير من يمتلكون الرؤى!
فمنهم من قال: إنهم مبدعون ولذلك سيتمسك بهم رؤساؤهم، وسيمدد لهم، فليس معقولاً أن يستغني عن أصحاب رؤى! لكن هناك من يشكك ويقول: أصحاب الرؤى هم مثل المدارس الأقل حظاً، ولذلك يقبعون في ذيل أي قائمة.
وتطبيقاً لما سبق، كان وزير الشباب بريزات يمتلك رؤية شاملة لتطوير العمل الشبابي، وقال: إنه سينتج منهاجاً للشباب على ضوء مواصفات يضعها الخبراء للشاب الأردني، أما إجراءاته فكانت في تشكيل لجنة وطنية لبناء هذا المنهاج، إذن وضع رؤية وبدأ في تنفيذها، ولكنه لم يستمر أو خرج ولم يعد!
وامتلك د. توق وزير التعليم العالي رؤية لتطوير عمليات الدخول إلى الجامعات، وحدد إجراءاته ببناء امتحان قبول غير التوجيهي لتحقيق خيارات أفضل.. وما أن بدأ حتى خرج ولم يعد!!
إذن من يكسب الرهان: الداعمون للدولة أم الشّاكون في نزاهتها؟
قيل أيضاً، إذا خرج أصحاب الرؤى فهذا ليس عيباً، فقد يأتي مكانهم من هو مثلهم أو أبعد رؤية!! هذا ما ستكشف عنه السياسات الشبابية الجديدة والسياسات الجامعية الجديدة، وأعتقد أن القادمين سيتابعون.
ومن المهم أن لا يسأل أحد ما، هل من بقي هم أصحاب الرؤية والإنجاز؟ هذا سؤال بريء! أما أنا شخصياً فأعتقد أن قليلاً منهم يمتلك رؤية وقدرة، فالمعادلة إذن: ليس المجد لأصحاب الرؤية، وليس البقاء لأصحاب الرؤية، وليس الذهاب لأصحاب انعدام الرؤية؛ لأن الرؤية ليست من معايير البقاء، ولا من معايير الذهاب:
تحية إلى الدكتور بريزات والدكتور توق وإلى آخرين من الخارجين. وتحية إلى بعض القادمين.