ميس الايوب تكتب: صراع الانتخابات بين الهاوي والمستحق
بقلم ميس نبيل الايوب
أصبحت الانتخابات هذه الأيام حديث الوطن و المواطن ، فلا بيت يخلو من النقاشات السياسية و زيارة المرشحين ، ولا شارع يخلو من صور المرشحين و عباراتهم التي تدعو الى العدالة و المساواة ومحاربة الفقر والبطاله ، و هناك اضافة نوعيه حديثه في ظل الظروف القاهرة التي نعيشها والتي استدعت الغاء المقرات الانتخابيه، فتوجه حينها الجميع إلى اطلاق مقرات الكترونيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت منبرا حرا لكل رأي حر .
خلال فترة الترشح شهدنا العديد من البيانات الانتخابية للمرشحين وهدفها الرئيسي النهوض بالوطن ، رفع مستوى المعيشة ، توفير فرص عمل ، القضاء على الفقر والبطالة و رفع مستوى الخدمات ..حتى القضية الفلسطينية: قضيتنا ، محورا رئيسيا وهدفا مقصودا للكثير من القوائم بل و جميعها ...فلم يخلو ذكر القضية الفلسطينية من اي بيان انتخابي ﻷي مرشح وقائمة ، ونحن لا نلبث ان نستمع ﻷقوالهم منتظرين افعالهم .
وبما اننا لم نشهد فعلا وتغييرا ملحوظا في المجالس السابقة ، فإننا نضع آمالا كثيرة ، ونبني أحلاما كبيرة على كتفي هذا المجلس البرلماني (المجلس التاسع عشر ) ، نناشدهم بالتغيير الذي رجوناه ولم نحصل عليه ، وما زلنا نرجوه .....ولهذا آمالنا وتطلعاتنا نحن نغرسها بكلتا يدينا وبالتالي نحصدها ايضا بكلتا يدينا ، وهنا يقع على عاتقنا حسن الاختيار و صحته .
كثيرا ما يتردد على افواه المقترعين عبارة " من ننتخب ؟ "
انا سأقول لك عزيزي المواطن من تنتخب :
أولا - الوطن ينهض بأبنائه المثقفين ؛ فثقافة المجتمع من ثقافة ابنائه ؛ فهي تسهم في نشر الوعي بين افراد المجتمع المدني ، وتحث دوما على التطور و مواكبة العصر...لذلك يجب ان ننتخب نخبة مثقفة من خيرة الخيرة من أبناء هذا الوطن الغالي .
ثانياً- الحزبيين ...لما يمتازون به من جرأة في طرح المواضيع ، و جرأة في إبداء المعارضة لها ان لزم الأمر ؛ فالمواطن الحزبي لا يرضى بأن تمر أي قضية دون اطلاع وثيق من نظرة سياسية محنكة ...واذ لم يقتنع بها ترى صوته يتعالى مطالبا اعادة النظر بها مرة اخرى ، لذلك يجب عليك ان تنتخب مرشحا حزبي ذو صوت حق جهير .
ثالثا - الناشطيين الاجتماعيين و المتطوعين .... افعالهم تسبق اقوالهم قبل الترشح ..همومهم الوطن والمواطن ...و راحتهم من راحة المواطن … نشاطهم لا يقتصر على فترة الترشح بل يستمر طوال العام ، هم ايضا يحتاجون الى دعمنا وعلينا اللا نبخل عليهم بصوتنا .
رابعاً_ الشباب ، خلال فترة الترشح شهدنا حماس الشباب القاهر للوصول إلى القبه ليضعوا على الطاوله همومهم و مشاكلهم ، فلندعم هذا الحماس ونتبناه لكي يصل صوت الحق مكانه .
خامسا وسادسا و تسعة وتسعين ومئة - من يمتهنون مهنة التعليم و التدريس ...مربيي الاجيال ..من يخرجون أفواجا معلمة مثقفة تساهم في بناء الوطن و رفعته ، و أخص بالذكر هذه الفئة عن دون فئات المجتمع ، ﻷنه قيل لي منذ الصغر : من علمني حرفا صرت له عبدا ، وما زالت عالقة في ذهني لا تغادره ...فأنا لست بطبيب دون معلمي ...لست بمهندس دون معلمي ...ولست بمحام ناجح او اعلامي مشهور دون معلمي .....ووالدي انا معلم و افتخر به كثيرا ..حتى لو كانت هذه الفئة مهمشه و مهمله ...لكن صداها يضرب بالارجاء ......علموني كيف يكون قلمي سلاحي و انا سأحارب معهم جنبا الى جنب بسلاحي في هذا اليوم المنشود .
لن أنتخب من يعرض علي بيع صوتي ...فأنا مواطن حر ... و من يشتري صوتي اليوم ... سيشترون صوته غدا عند منح الثقه تحت القبة ...من يعرض علي بيع صوتي ..لا يحق له ان يجلس بظل قبة البرلمان ..... لا يستحق ان يكون ممثلا عني انا الشعب .
اليوم المنشود على الأبواب ..المعركة السياسية الاردنية .
اﻷردن أمنا ..كلنا رضعنا من حليبها ...كلنا ارتوينا من مياهها ...أرض جمعتنا ...في عزها ربتنا ...وبالامن والامان أحاطتنا .....فكيف لا نرد لها جزءا من تعبها و نضالها ؟، ...ولن نجد مناسبة احق من هذه حتى نرد جزء من طيبة أفعالها .
كبارا كنا ام صغار ..شبابا ام شابات ....كلنا مدعوون للمشاركة في هذا اليوم المنشود ...، فلنحمل سلاحنا متوجهين الى صناديق الاقتراع ،معبرين عن آرائنا ، مظهرين ولاءنا وانتمائنا ، فالانتخابات قائمه قائمه فلا تعطي الفرصه للآخرين بأن يقرروا عنك ، فلا وطن يحيا دون شعبه ...، نحن اساس هذا الوطن و نحن عماده .... البرلمان لنا نحن الشعب لا للنواب ..
البرلمان حق لك عزيزي المواطن ...و صوتك يدوي فيه حق لك ايضا ...فلتكن حذرا بمنح صوتك لمن يستحق .