عبدالله الخوالدة يكتب: التغطيات الإعلامية إلى متى؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/14 الساعة 15:27
بقلم عبدالله الخوالدة في كل حادثٍ أو جريمةٍ يهرول الصحافيون بحثًا عن تغطيةٍ إعلامية تليقُ بالحدث ، لكن في كل حادثة يقع المحظور ويختلط حابل التغطية الإعلامية بنابل انعدام المهنية وفقدان اخلاقيات الصحفية ، مشاهدٌ كثيرةٌ رأيناها في الآونة الأخيرة تركت الأفعال ومدى بشاعتها وركّزت على السبق الصحفي بكلمات تفضح أسوأ ما في داخلنا من انتهازية " أول مقابلة ، وحصرياً وغيرها الكثير " وكأن الجِراح النازفة التي تدهن الصبر عليها ، والقلوب المحطمة التي لاترتجي من الإعلام وغيره عودة من فقدوا ، أصبحت وجبة شهية على موائد الوسائل الإعلامية تؤكل بلتذذٍ مهما كان حجم الدماء وراء ذلك. علينا إعادة النظر في قضايا التغطيات الإعلامية والصحفية في أوقات الألم ، فالضحايا وذويهم يكونوا في أضعف حالاتهم النفسية يتحدثون دون تركيز أو وعي ، لأنهم يرزحون تحت نير الفاجعة والأسى ، يبحثون عن من يقف معهم في شدّتهم لا من يسألهم عن شعورهم ولمن يبعثون رسائل الشكر والعرفان ، مشكلتنا تتعمق يوماً بعد يوم دون رادع أخلاقي أو قانوني ، وكاميرات الحمقى تقلتنا جميعًا بلا رحمة . أخيراً ، اتركوا دموع الأمهات تسيل على الوجنات فلا بواكي لهنَّ ، واتركوا عيون الآباء تطفح حزناً بعيداً عن كاميراتكم ومشاعركم المزيفة ، اتركوا الناس تحزن بصمتٍ ولا تجعلوا من ضعفهم فيديو يبقى عبر الزمن لا يُمحى ولا يُغتفر
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/14 الساعة 15:27