زعماء شماليون في الحكومة.. وسبعة وزراء من خلفية دبلوماسية.. و17 وزيرا من خريجي لندن.. أما الرئيس فمش شغل خدمات، فما هي مهمته إذن؟ تذكروا أن الخصاونة الأقرب إلى القصر

مدار الساعة – لقمان إسكندر - زعماء شماليون في الحكومة.. "عبيدات والخصاونة والشريدة والتل". ومن يعرف الخريطة الاجتماعية هناك يعرف ماذا يعني ذلك. المسألة ليست محاصصة.

اختيار هؤلاء الوزراء دون غيرهم له أبعاد سياسية. بالطبع لا الشمال ولا الوسط ولا الجنوب يخلو من الكفاءات. لكن لِمَ الأربعة زعماء؟ وليس هذا وحسب، فالحكومة ذات ثقل "دبلوماسي"، نحن نتحدث عن سبعة وزراء من خلفية دبلوماسية. هذا يعني أن هناك مهمات، فما هي؟

بعيدا عن أجواء التكنوقراط، هناك أيضا فريق قانوني لافت. حضور يستدعي السؤال عن كل هذا الحِمل لرجال قانون في الجسم الحكومي.. لم؟ وماذا يعني أيضا الدفع بوجود 17 وزيرا من خريجي لندن.

ضع هذا في الركن، وتذكر أن العرف الأردني دائم الاشتباك مع فلسطين. هذا ليس جديدا، لكن ماذا لو ربطناه بالسفير الأمريكي الذي أقام في المملكة، برتبة وزير مفوض، وتركيز الرئيس بشر الخصاونة في رده على تكليف الملك ان الأردن لن يتنازل عن مقدساته ووصايته، وحدود الرابع من حزيران؟

المعلومات التي يجري تداولها في الأوساط الدبلوماسية أن المملكة لن تقبل بمقايضة المقدسات مهما كان الثمن. حتى لو أدى ذلك إلى الانتحار الاقتصادي. وهذا بالطبع له ارتدادات محلية على شكل قرارات.. فما هي؟

من يقول إن فايروس كورونا هو من رسم خريطة التركيبة الحكومية غَفِل عن الملفات الملتهبة الأخرى. وكأن بشر يُعِدّ الأرضية لتشغيل مسارات لا تعيق بعضها.

ماذا أيضا؟ هناك ثلاثة نواب للملفات المتلهبة لابن الوزير هاني الخصاونة في حكومة احمد عبيدات، ما يتيح له حرية الحركة أكثر، خاصة وأنه، "مش شغل" خدمات" فما هي مهمته إذن؟

إذن نحن أمام تركيبة من شعبتين: داخلية وخارجية، ثم تذكروا أن الخصاونة الأقرب إلى القصر من بين المسؤولين الأردنيين. المسألة لم تعد إشارات في الخطوط العريضة. اليوم يبدو أننا دخلنا في العمق.

لكن على حد قول أمين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشناق دعونا ننتظر.

عموما دعونا من كل هذا.. امس قال الرئيس ان هناك قرارات مقبلة مؤلمة يفكر باتخاذها؟

يبدو أن أول هذا الوجع: الحظر الشامل. فالوباء يتصاعد والخطة أنْ يجري التضييق المرحلي لاستبعاد دفعة واحدة من مخاوف الانهيار الصحي والاقتصادي، ثم إعادة الحياة إلى طبيعتها من جديد.

هذا عن الفايروس. أما عن الاقتصاد، فهناك الموازنة. ليس سرا انها ستكون مختلفة. ما هو سر أنها بحسب المعلومات لن تحوي على بنود وهمية كما العادة. أما في خلفية المشهد، فالتالي: لن تذهب الحكومة الى الاقتراض. وهذا يعني الكثير بالطبع. الكثير من القرارات المؤلمة.