فايز الفايز يكتب: هذه حكومة الملك

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/11 الساعة 11:20
بقيت التوقعات تراوح مكانها حول شكل الحكومة الجديدة، وهل ستكون جديدة بالكليّة أم مزيج من القديم ووجوه جديدة، ورغم تداول قوائم هزلية تتوقع أسماء لشخصيات ووزراء سابقين فإن الغموض كان سيد الموقف طيلة أسابيع مضت ثقيلة وقدر التشكيلة يطبخ على نار هادئة، حتى أن المعلومات تشي بأن القائمة كانت شبه جاهزة قبل رحيل حكومة الرزاز، ولكن ليست هنا المشكلة بل هي في خارطة الطريق الجديدة، كم ستتسع لمنافذ خارجية وداخلية تخرجنا من حالة الانحباس الشديد سياسيا واقتصاديا. الرئيس بشر الخصاونة جاء من الديوان الملكي مباشرة لدار الرئاسة، ولم يسبقه في هذا سوى فيصل الفايز الذي كان قبيل تكليفه بالحكومة 2003 وزيرا للبلاط الملكي، وهذا يعطي الانطباع أن الخصاونة سيملك القرار بيديه الاثنتين، فهذه حكومة الملك، وهو خلال سنيتن مضتا بات يعرف عن قرب كافة التفاصيل التي كان يتم نقاشها واستعراضها بحكم موقعه الأقرب من الملك، ومن المؤكد أنه سمع ورأى الكثير من النقاشات التي كانت تعقد في حضرة الملك، وفي مجلس السياسات ومطلع على إرهاصات المرحلة السابقة، ويعرف جيدا ما هي مثالب الحكومة الراحلة والانعطافات الخطيرة التي وقعت بها جراء حالة البرود التي أصابت كثير من أعضائها. لقد بات جلالة الملك يدرك تماما أن استحقاقات المرحلة المقبلة تشبه بيت عنكبوت على حائط قديم، فكل خططنا للتخلص من المشاكل المزمنة ابتداءً من المديونية المرتفعة الى انعدام الرؤية المستقبلية للوضع السياسي الذي راوح مكانه منذ مجيء دونالد ترمب الى عرش أميركا، وبين هذا وتلك هناك الكثير من المصاعب والتحديات المتفاقمة اجتماعيا واقتصاديا التي أزّ فيروس كورونا النار تحتها، وبات الضغط النفسي يلف غالبية المجتمع، فقيرهم وغنيّهم، وهذا ليس بالسهل القفز عنه أو التغاضي عن معالجة ما أفسدته المرحلة السابقة، ولهذا انتقلنا من مرحلة القيادة من الخلف الى القيادة مباشرة. لقد رأينا كيف كان عمل الحكومة وكافة الأجهزة الرسمية متناسقا ومتكاملا خلال المرحلة الأولى من هجمة الفيروس، وهذا يرجع الى تولي الملك شخصيا قيادة العمليات، والدخول في كافة التفاصيل وتحفيز المسؤولين للعمل، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة، حتى وصلنا الى نتائج مرضية صحياً، فافترضنا أن الحكومة برئيسها سيكمل القيادة بيده وقدمه، ولكن التراجع الحاد لمركزية الرئيس حال دون استكمال خطة العمل الأساسية، فبات تضارب القرارات والجهل بنتائجها بين الوزراء والتردد والخوف والاعتماد على التجارب دون علم عائقا أمام الرئيس الرزاز لفرض سلطة القرار، ما استدعى أن ياتي شخص يمكنه تنفيذ الرؤية بأسرع وقت، إلا إذا تفجرت المفاجآت كالعادة أمامنا. اليوم ستولد الحكومة الجديدة وسنبدأ مما انتهت إليه الحكومة السابقة، فلا جديد في مستقبلنا سوى ما يتعلق بالانتخابات الأميركية وارتدادها على المنطقة العربية والقضية الفلسطينية ودورنا المحوري فيها، وهناك استحقاقات يجب أن تلبى وتُنفذ ولسنا عن ذلك ببعيد، ما يستدعي تمكين الجبهة الأردنية والنهوض بشروطنا لحماية الأردن ومصالحه. اليوم يبدأ العد لانجازات مختلفة يجب أن تقدمها حكومة "تكنوسياسية" على ما يبدو، وتعود عمان بوابة للعمل السياسي الشرق أوسطي، وفي رهاننا الأخير ينظر الشعب كله للفرصة الأخيرة بتغيير الواقع المرّ لتذوق حلاوة المستقبل قبل فوات الآوان. Royal430@hotmail.com الراي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/11 الساعة 11:20