العموش يكتب: بِشر.. ولعلك بِشرٌ للأردنيين

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/09 الساعة 18:18

كتب: د.سامي علي العموش

الأردنيون من شتى أصولهم ومنابتهم يتطلعون إلى انفراج يرون من خلاله النور ليوم جديد لعله ينسيهم ما قد مضى... ولدى سماع الأردنيين نبأ اختيار دولة السيد بشر الخصاونة رئيساً للوزراء تبادر إلى ذهن كل الذين يعرفون تاريخ هذه الأسرة المجذرة سياسياً وحزبياً بصدق الانتماء والولاء للوطن والقيادة ومن هنا فإن الطموحات والأماني كثيرة جداً صوب هذا الاختيار وإنني إذ أقول أعانه الله على هذا الحمل الثقيل وثقة سيد البلاد كل هذا وذاك يجعل هذا الرجل أمام ملفات كثيرة وكبيرة بعضها بحاجة إلى قراءة سريعة لاتخاذ قرارات في مجال معين يخص الوطن وتجاذباته ما بين المد والجزر مثل جائحة كورونا وما لها وما عليها من آثار صحية واقتصادية مترامية الأطراف وهذا الملف الصاخب الضاغط الذي يشكل تحدياً رئيساً فلا بد من تحويل هذا التحديات إلى فرص سانحة يلمسها المواطن على أرض الواقع لتستطيع من خلالها الحكومة تحقيق أهداف ذات بعد داخلي واقليمي وعالمي وعند الوصول لهذه المرحلة أعتقد جازماً بأن الحكومة تكون بنت جسور ثقة ما بينها وبين المواطن.

وهذه الحكومة لا تحسد على تسلمها ملف الانتخابات النيابية ونحن نعلم كما تعلم الحكومة بأن هذا الملف ملف حساس ولابد من التعامل معه بطريقة تحقق الأمن والأمان والاستقرار لهذا البلد وبغض النظر عن كون هناك هيئة مستقلة للانتخاب إلا أن هناك مضلة عامة للحكومة تمارس من خلالها السياسة العامة للدولة بالإضافة إلى التشكيل الحكومي وبما يراعي توجهات الدولة وإشراك الجميع في اتخاذ القرارات المهمة ولعل أولى أولوياتها بعد إجراء الانتخاب هي إعداد الموازنة العامة والتي تمثل السياسة المالية لمرحلة العام القادم في ضوء هذه التحديات الاستثنائية وما يتطلع إليه المواطن في قضايا البطالة والتوظيف والفقر وكيفية معالجته وملفات كثيرة منها ما يتعلق في الوضع الداخلي أو الإقليمي أو الدولي ولعل أبرزها ملف القضية الفلسطينية وهنا يسجل لدولة الرئيس خبرته الكافية في هذا المجال والتي تساعد في صناعة قرارات عقلانية بما يخص هذا الملف إلا أن أولى الأولويات للأردنيين بهذه المرحلة الملف الاقتصادي وطرح حلول قابلة للتنفيذ تساعد المواطن وتعين الدولة في آن واحد من خلال شفافية الطرح ومصداقية القول وأن تكون مبادرة لا متأخرة في الطرح بحيث تذهب إلى المعضلات وتقدم حلول لا أن تبقى عصية في المكاتب تأتيها المشاكل وتراكمها في ملفات مؤجلة فالمكاشفة والمصارحة في الواقع من خلال فريق إعلامي يستطيع الوصول إلى المواطن ويعمل بتناسق ما بين الحكومة والديوان والوسائل الإعلامية المختلفة والتغذية الراجعة من الشارع والتي تعمل على مدار الساعة يجعل الحكومة بعيدة كل البعد بأن يكون مرماها قابل للتهديف وتسجيل أهداف قد تكون الحكومة في منأى عنها ونحن نعلم بأن هناك كثير من أصحاب الأجندة والمصالح وجماعات الضغط لا يريدون لأي عمل أن يسير إن لم يكن لهم مصالح تتحقق من خلالها فأعانك الله وسدد خطاك في خياراتك وقراراتك لأن الأردنيين بطبعهم متفائلون ولعل البشر خير.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/09 الساعة 18:18