ابراهيم الزعبي يكتب: حقيقة دورنا في حرب تشرين

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/07 الساعة 00:49

الكاتب: ابراهيم الزعبي

ومن فمهم ندينهم.. «أنقذونا من اللواء الأردني انهم يتقدمون باتجاهنا ولا يعرفون التراجع ونحن نخلي مواقعنا لهم».. هذا ما التقطته كتيبة الاستطلاع السورية لضباط اسرائيليين مخاطبين قادتهم، وقام وزير الدفاع السوري حينها العماد مصطفى طلاس بتسليم التسجيل الى قائد لواء الاربعين خالد هجهوج المجالي بعد انتهاء المعركة.

الأردن.. وفي السادس من تشرين 1973 ،كان بين خيارين: المشاركة او عدمها، وكيف تكون المشاركة، ونحن خارجين للتو من ثلاثة احداث مهمة، نكسة حرب 1967 ،وحالة النصر التي أنتجتها معركة الكرامة 1969 ،وأحداث أيلول 1970 ،والجيش يحتاج الى زمن كاف لاعادة بناء منظومته العسكرية وتسليح وحداته.

الحسين.. كان بين أمرين احلاهما مر، وقرار المشاركة في الحرب ربما يكون باهض الثمن، وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر في حال خسر الاشقاء الحرب، لكن ما جبلنا عليه نحن الاردنيين من عشق للعروبة ومبادئ ثورتها الكبرى، وحين يسكن الوجع أرض سوريا، وحلم التحرير ترنو له قلوب العسكر، يجعل قرار المشاركة لنجدة الاشقاء، خيارا استراتيجيا، وانحيازا للعروبة مهما كان الثمن.

وعندما نستعيد اليوم الذكرى 47 لحرب تشرين «رمضان المجيدة »، نستذكر بكل فخر ما سطره ابناؤنا، أبطال اللواء المدرع 40) لواء الشهداء) الى جانب الاشقاء السوريين والعراقيين في الجولان، وكيف صنعوا المعجزات في حرمان الجيش الاسرائيلي من الالتفاف على محور درعا – دمشق، ومشاغلة قوات العدو، لتبقى العاصمة السورية في مأمن منهم.

حرب تشرين، أعادت الثقة بقدرة العرب على تحقيق النصر، وهزيمة الجيش الذي لا يقهر، وقد حقق الاشقاء السوريون والمصريون، نتائج مهمة على الصعيدين العسكري والسياسي، في حين حققت مصر أهدافها، بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، توقف زحف قواتها اثر قبولها بوقف إطلاق النار، مما شكل صدمة لسوريا التي كانت تستعد لهجوم مضاد لاستعادة الجولان، لتخوض بعدها حرب استنزاف لحين توقيع اتفاقية فض الاشتباك مع الجانب الإسرائيلي، استعادت على اثرها القنيطره وجزءا من أراضيها المحتلة.

المشاركة الأردنية في «تشرين» رغم محدوديتها، لكنها كانت فاعلة، أجبرت العدو على التموضع من حالة الهجوم الى الدفاع، وعادت علينا بنتائج ايجابية أهمها عودة علاقاتنا المقطوعة مع بعض الاشقاء، واستئناف المساعدات العربية للأردن كونه أحدى دول الطوق.

وحين نستذكر » تشرين» الملحمة، لا بد من استذكار أبطالها من الجيش العربي ولواء الأربعين، بدءا من القائد العام المغفور له الحسين بن طلال ومتابعته لمجريات المعركة، إلى خالد هجهوج المجالي، حماد أبو جاموس، مفرح المعايطة، محمود المواجدة، وجميع الضباط والعسكر المشاركين، وتضحيات الشهيد فريد الشيشاني الذي أقبل على االله وهو صائم، ورفاقه الشهداء الأربعة والعشرين الذي رووا بدمائهم ثرى سوريا العروبة، مقبلين لا مدبرين، وما سطره جنود «الأربعين» لا ينكره إلا جاحد.الرأي 

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/07 الساعة 00:49