بلال خماش يكتب: إستقالت حكومة الرزَّاز وستأتي حكومة جديدة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/05 الساعة 09:44
هكذا تسيرالأمور في بلدنا العزيز تستقيل حكومة وتُشَّكَلُ حكومة جديدة وفقاً للظروف السياسية المحلية والإقليمية والعالمية. وتعود بعضنا للأسف الشديد عندما تقدم الحكومة الحالية إستقالتها أو قبل ذلك بأيام عقد لقاءات تلفزيونية سواء أكان على قناة التلفزيون الأردني الرسمية أو على القنوات والفضائيات الأخرى ويكون التركيز في حواراتهم وحديثهم على سلبيات (إن وجدت سلبيات) رئيس الحكومة التي إستقالت وأعضاء وزارته. فكما نقول دائماً، الكمال لله وكل إنسان يجتهد وفق ما يتوفر لديه من إمكانات وقدرات (ومن يجتهد ويصيب فله أجرين ومن لم يصب فله أجر واحد) في تلك الظروف التي ترأس فيها الحكومة أو شارك و ترأس وزاراتها أشخاص معينون (لا أريد أن أدخل في متاهات كيف تم إختيار الوزراء ... إلخ في النهاية هم جميعاً أبناء الوطن، لم نستورد لا رئيس وزراء ولا وزير من خارج البلاد). فالحكومة وما يتبعها من وزارات ودوائر عامة وفروع لها في جميع أنحاء المملكة هي الجهاز التنفيذي في الدولة، وهناك الجهاز الرقابي على الجهاز التنفيذي وهو مجلس النواب والمنتخب من قبل الشعب في الدولة. فيا حبذا أن يقوم كل جهاز بواجباته التي تخصه وحددها الدستور الأردني وبشكل حضاري وموضوعي ومنطقي ولا يتجاوز أي جهاز حدود مسؤولياته على الأجهزة الأخرى، وأن لا يحيل جهاز اللوم والمسؤولية علي غيره من الأجهزه لأن أجهزة الدولة تكمل بعضها البعض (القضائي والتنفيذي والرقابي). وكما يقال لكل زمان دولة (حكومة بما تشمله من وزارات مختلفة يتبع لها الدوائر العامة والفرعية في الدولة) ورجال (مسؤولي تلك الحكومات والوزارات والدوائر). ولكن علينا جميعاً متعلمين ومثقفين وأبناء شعب أن ندرك جيدا ومنذ سنين أن جلالة الملك المعظم وحكوماته العديدة ومسؤوليها لا يستطيعوا عزل أنفسهم عن بقية دول وأنظمة العالم التي تحيط بهم. ولهذا السبب هناك وزارة الخارجية تقوم بتنظيم علاقات الدولة مع جميع دول الإقليم والعالم وفق انظمة وقوانين دولتنا مع مراعاة علاقات حسن الجوار وعلاقات التعاون المشترك بين الأردن وغيره من دول الإقليم والعالم من كل نواحي الحياة المالية والإقتصادية والصحية والتجارية والعلمية والتعليمية والثقافية والإجتماعية والإنسانية... إلخ وفق ما تسمح به إمكانات الأردن وتمليه علينا المواثيق والمعاهدات الدولية في العالم. وكما ذكرنا سابقاً ونذكر بإستمرار أنه علينا أن نحمد الله ونشكره على ما حبانا من قيادة هاشمية حكيمة، واعية، مثقفة، ومتزنه ... إلخ في قراراتها رغم شح الإمكانات والقدرات مقارنة بغيرنا من الدول المحيطة التي تملك المليارات والقدرات المالية والإقتصادية التي لا حدود لها. وعلينا أن نشكر الله أيضاً على ما نحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى بحكمة رُبَّان السفينة الخبير في الملاحه في بحار ومحيطات السياسة العالمية وما تواجهه السفينة من أمواج كالجبال وعواصف عاتية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، إذا ما قارنا حياتنا مع غيرنا من دول الجوار. فالكل يعلم ما حدث مع دول وشعوب المنطقة في العراق وسوريا وليبيا ومصر ولبنان ... إلخ من دمار للحياة الإقتصادية والإجتماعية والصحية والبنية التحتية. وكل شعوب تلك الدول تتمنى لو تعود حياتهم كما كانت عليه سابقاً. فنقول لكل المتشدقين والذين يركزون في حواراتهم ولقاءاتهم التلفزيونية وعلى القنوات الفضائية المختلفة وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي: إستبيحوا لإخوانكم عذراً بل سبعين عذراً، واللي إيديه في النار(في المسؤولية هذه الأيام) ليس مثل من يراقب ويشاهد عن بعد. ونعلم جيداً أنه ما مرَّت به حكومة الرزَّاز من صعوبات إقتصادية ومالية وإجتماعية ... إلخ خلال جائحة الكورونا كوفيد-19 والتي ألمَّت في العالم أجمع وحتى يومنا هذا. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما رواه الترمذي‌. وكما يقول المثل العامي: أترك الباب موارب، أي لا تغلق باب العلاقات الودية والأخوية والإنسانية بينك وبين غيرك ممن تتعامل معهم في هذه الحياة الدنيا. نرجوا أن لا يفهمنا القارئ خطاً نحن نقول عليك بذكر الإيجابيات قبل السلبيات (الكمال لله ربِّ العالمين) وإن ذكرت السلبيات أن تقولها بشكل بنَّاء وإيجابي لمن تنتقد ولا تؤذي أحداً ممن تنتقد. وهناك أمور لا يستطيع المسؤول أن يكشف عنها لكل الناس وعلى الملآ وتكون من سرية العمل وكما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود وهو مروي من حديث معاذ بن جبل، وعلي بن أبي طالب وابن عباس وأبي هريرة وأبي بردة.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/05 الساعة 09:44