الزعبي يكتب: مروان الحمود.. يا عباءة السلط الضافية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/05 الساعة 00:15
مدار الساعة - كتب: ابراهيم الزعبي حين يتسامر السلطيون في تعاليلهم، ويستذكرون رجالات السلط الأحياء، ويحتار وصف الزعامات، لا بد أن يكون رجل العمل العام، وقامة السلط "ابو العبد" حاضرا في احاديثهم ومحل اجماع عشائرها، لما يتمتع به الرجل من دماثة خلق، وزعامة ورثها كابراً عن كابر. وان قصدت السلط يوما، طارقا ابوابها، ضيفاً كنت أم صاحب حاجة، لن يحتار الدليل في سوقك عبر واد الأكراد الى تلك الربى في العيزرية، موئل الزعامة، دارة مروان الحمود، التي لا ترد ملهوفاً، وأبوابها مشرعة على الطيب لكل قاصد أو عابر سبيل. مروان الحمود... ولد في بيت سياسي له تاريخ، في كنف والده عبدالحليم النمر الحمود وتتلمذ على يديه، ذلك المفكر القومي والسياسي الذي كانت دارته ملتقى لأصحاب الفكر والمشورة، واصلاح ذات البين و"فك النشب" بين العشائر من شمال الاردن الى جنوبه. أبو العبد... ان جالسته يوما، تأسرك تلك الهالة التي حباه الله بها، ويذهلك هدوءة المستكين، فهو رجل مقل في الكلام، لكن صمته أحيانا أبلغ من ألف حكمة في بطون الكتب، وهو ليس رمادي الموقف، خصوصا اذا تعلق الأمر بحب الوطن، تجده متطرفا الى حد النخاع، لكنه لا يحب المزايدات، ولا تبهره أضواء الاعلام والصحافة، وهو بحق رجل أفعال لا أقوال. الزعامة أو المشيخة... وان كانت تورث، لكن هم قلة من يحافظون على ارث آبائهم وأجدادهم، ولا يعتبرونها جواز سفر وعبور الى منصب أو جاه، ويثبتون أن النار لا تخلف الا نارا لا رماد، وهم شيوخ باخلاقهم ووطنيتهم وحبهم للناس. ذاك الشيخ... لم يخلع عباءته السلطية، ولم يغادر مدينته، نائبا كان أم وزيرا، والسلط كل شيء بالنسبة له، وهو حال أي سلطي اذا أغربت عليه الشمس وهو خارج مدينته صاح "يا غربتي"، وله في كل شارع منها أو زقاق، حكاية طيب ومحبة لناسها الذين احبوه فبادلهم الحب بالحب. مروان الحمود... لم تفتنه المناصب يوما، لكنه رجل وجد نفسه في خدمة السلط ومنحازاً لناسها، وهو فلاح بالفطرة، يعشق المحراث والفلاحة، وان ألبسته المدنية ثوبها، تبقى الأرض صندوق ذكرياته الذي يهرب اليه في لحظة حنين، ولسانه حاله يقول منها بدأت واليها أعود. هناك أناس اختارهم الله كقمح الأرض ينبتون الخير سنابلا أينما حلوا، وينثرون طيبا وعطرا في جميع الأمكنة التي يرتادونها، وهم من اختصهم الله لقضاء حوائج الناس، ليفزع الناس إليهم، و"ابن حمود" من هولاء الرجال الذين ما توانوا يوما عن فعل الخير ومحبة الناس. Ibrahim.z1965@gmail.com
  • مدار الساعة
  • السلط
  • مال
  • الاردن
  • وزير
  • منح
  • لحظة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/05 الساعة 00:15