خلف الزيود: تقييم الذات امام المسؤولية العامة والخاصة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/04 الساعة 10:54
كتب: الدكتور خلف ياسين الزيود إن قمة الشجاعة وأفضل اساليب النجاح الهامة في حياة الإنسان هي تقييم الذات، لبذل المزيد من الجهد في تحقيق المزيد من النجاح في الحياة أو للحفاظ على المكتسبات المحققة والتي بذل من أجلها الكثير من الجهد والعناء وحسن التخطيط والتنفيذ. وعليه فان تقدير الذات مهم جدا لأنه البوصلة الوحيدة لتحقيق كل أنواع النجاح وامتلاكها، فمهما قدم وتقدم العلم من تعليم وتدريب الشخص على طرق النجاح وتطويرالذات، فإنه وبالمقابل ان كان تقدير الذات وتقييمها مهزوزاً ضعيفا فلن ينجح بأي من هذه الطرق، لأنه يرى نفسه ضعيفة وغير قادرة على تحمل أي مسؤلية يصل بها الى النجاح أو انه يراها فقط لتحقيق المنافع الشخصية وانتهاز الفرص ومع ذلك كله سوف يحس بأنه معها غير مؤهل وناجح في الحياة ويعيش مشوشاً وينتابه الهلع والخوف من المستقبل. هذه الحالة "عدم تقدير الذات" تأتي وتكبر وتستقر بسبب الهروب الى الامام من مواجهة المشاكل والصعاب التي تعترض طرق النجاح في الحياة، فيحاول تغطيتها وعدم السماح بالحديث فيها وعنها خصوصاً تلك العامة، لا بل ويبعد ويحارب كل من يرى انه قادر على ايجاد الحلول لكي لا تنكشف ذاته، ولكنه لا يعلم أن الحل في مواجهتها ومعالجتها بسرعة، وهو لا يعرف ولا يرى ان هذا يتطلب شجاعة في أن يعترف الإنسان بأخطائه وبعيوب نفسه، لذلك كانت المهمة الأولى في معالجة نقص تقدير الذات هي رفع مستوى الشجاعة عند الشخص ليواجه عيوبه ويعمل على حلها. وكثيرا ما رأينا الرجل الاول يساعد ويعطي الفرص ويشجع الجسارة على القرار وقوة الحضور الا ان المسؤل مهزوزاً ويختبئ هنا وهناك الى أن يحين وقت الرحيل. وحيث أن تقدير الذات لا يولد بالفطرة، بل هو مكتسب من تجارب صنوف الدهر في الحياة، لهذا لا نرى مسؤولاً صغيراً بالعمر، لسبب أن ردة فعله تجاه التحديات والمشكلات لن تنعكس على أدائه كما هو صاحب التجارب في المسؤلية سواء حياته العمليه العامة اوالشخصية التي مرت لسنون كثيرة. ولأن المسؤلية الحقيقية تتمثل في تحمل الشخص نتيجة قراراته واختياراته واجتهاداته ايجاباً وسلباً، أولاً أمام الله وضميره، وأمام الوطن والمجتمع. وهنا سيأمن ويؤمن أرقى سبل الوطنية بالخير والاصلاح، وسيستشعر عظم المسؤولية الفردية والجماعية المشتركة، ليرتقي العمل، وتنمو المؤسسات، وينهض ويرتفع الوطن. ولقد خلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة لغايات واضحة منها إعمار الأرض وبنائها، ولا يتحقق تعمير الأرض بلا مسئولية يتحملها الانسان نحو نفسه وأهله ووطنه، وللاسف فأنه عندما غاب استشعار المسئولية عند الناس ضاعت القيم وتغيرت الاخلاق وتبدلت المبادئ، وزاد خراب البلدان، وضاعت الحضارة. وتفشت الانانية ونسي البشر انهم الى الله راجعون وانهم سيحاسبون على ما قدموا وما فعلوا. لذلك لتكن صالحًا مصلحًا في نفسك ووطنك بقدر استطاعتك، ولا تعيش لأهوائك، ولا لأنانية فاسدة مفسدة، والمبدأ الذي يقول "وانا مالي" أو "فخار يكسر بعضه"، لن يغنيك ولن ينجيك.
  • تقبل
  • لب
  • الرحيل
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/04 الساعة 10:54