الهياجنة: تأخر نتائج الفحوصات يزيد انتشار كورونا
مدار الساعة - أكد مسؤول كورونا في محافظة إربد، عضو لجنة الأوبئة الوطنية الدكتور وائل الهياجنة، أن التركيز على سحب العينات بشكل كبير دون النظر إلى سرعة استخراج النتائج، زاد من انتشار فيروس كورونا، لا سيما وأن النتائج عادة ما تظهر بعد 5 أيام، بعد أن يكون صاحب العينة اذا كان مصابا قد خالط العشرات.
وأوضح أن المشتبه بإصابته بفيروس كورونا بات ينتظر 3 أيام من أجل سحب العينة منه و 5 أيام لحين ظهور نتيجت، وفقاً ليومية الغد.
وأكد الهياجنة أنه في بداية جائحة كورونا كانت تجرى الفحوصات للمشتبه بهم وتستخرج نتائجها خلال أقل من 24 ساعة، وبالتالي فإن الشخص الذي يثبت إصابته لا يكون قد خالط آخرين، في الوقت الذي كان يتم حجره في المستشفى لحين شفائه، وبالتالي السيطرة على عدد الإصابات.
وأوضح أن فقدان الثقة بين الحكومة والمواطن، تسبب بعدم التزام المواطنين بالاشتراطات الصحية لمواجهة فيروس كورونا، وخصوصا في بعض الأمور كمنع إقامة الحفلات في الصالات وإقامتها في المنازل والمزارع ومنع إجراء انتخابات النقابات والسماح بأخرى.
وأوضح أن التراخي في تطبيق أوامر الدفاع، تسبب بعدم التزام المواطنين بالاشتراطات الصحية وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، مشيرا إلى أن نسبة الالتزام في الأماكن الشعبية لا تتجاوز 10 % وتزيد على ذلك في الدوائر الرسمية والمنشآت الخاصة.
وأكد الهياجنة أن مسألة النجاحات السهلة كما كانت في بداية الجائحة قد ولت والمطلوب في هذه المرحلة وللعودة إلى تسطيح المنحى الوبائي ضرورة تطبيق أوامر الدفاع بحذافيرها، خصوصا وأن رقم الإصابات تضاعف 40 مرة من شهر آب (أغسطس) ولغاية اليوم.
وأشار إلى ضرورة توجيه فرق التقصي الوبائي نحو البؤر الساخنة والمناطق ذات الخطورة كالمستشفيات والمراكز الحدودية والمدارس، مع ضرورة تطوير القدرات التشخيصية لموازاة قدرات فرق التقصي الوبائي.
وأوضح أن كفاءة العينة في اليوم الأول من سحبها تختلف عن كفاءتها بعد 5 أيام انتظار، لحين إخراج النتائج سواء كانت سلبية أم إيجابية.
وأكد ضرورة التوجه إلى استحداث مختبرات مركزية وزيادة عدد فرق التقصي الوبائي في كل محافظة، وتقوية الأطراف في المحافظات بدلا من الاعتماد على المختبر المركزي في عمان لإجراء الفحوصات لاستخراجها خلال 24 ساعة.
وبين الهياجنة أن الأردن أمام مرض مستمر ولا بد من التكيف معه من خلال الالتزام بالاشتراطات الصحية وتطبيق أوامر الدفاع وعدم التهاون مع المخالفين، مؤكدا أن الالتزام بالاشتراطات الصحية يمكن أن يقلل الإصابات بنسبة 4 أضعاف.
وعن خيار الحظر الشامل أو الجزئي للتعامل مع ارتفاع الإصابات، أكد الهياجنة أن الحظر الشامل في ظل انتشار المرض في أنحاء المملكة كافة بات غير مجد، في ظل الخسائر الكبيرة التي ستتكبدها الأطراف كافة؛ المواطنون والحكومة والاقتصاد.
ونوه إلى أنه في بداية جائحة كورونا كانت هناك بؤر ساخنة للمرض، وبالتالي كانت الإغلاقات وعزل المناطق هي الطريق للسيطرة عليه، ونجحت تلك الخطط في السيطرة على الفيروس في محافظة إربد التي تم عزلها.
وأكد أنه في ظل انتشار فيروس كورونا بأعداد كبيرة، فإن خيار إغلاق أي منشأة كالصالات أو المدارس والمساجد بات غير مجد ولن يتم السيطرة على عدد الإصابات، موضحا أن تطبيق أوامر الدفاع والالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي واستخدام المعقمات هي الطريقة الوحيدة لتسطيح المنحى الوبائي.
وردا على سؤال حول المناعة المجتمعية، أكد الهياجنة أنه في الأحوال العادية، وفي ظل عدم اتباع الاشتراطات للوقاية من المرض، فإن المناعة المجتمعية لدى المجتمع يمكن الوصول إليها؛ إذ تم تحصين 60 – 65 % من المجتمع على الأقل، ويتم هذا التحصين عن طريق المطاعيم المتوقع إنتاجها أو الإصابة الضيقة.
وقال إنه يمكن للشعب المساهمة في الوصول إلى مناعة مجتمعية بنسب إصابة أقل من 35-50 % إذا اتبع الاشتراطات الصحية اللازمة، كارتداء الكمامات والتباعد الجسدي واستخدام المعقمات.
وأضاف أن الوصول إلى نسب أعلى من الإصابة داخل المجتمع يمكن أن يحصل بسرعة شديدة في حال عدم اتباع الاشتراطات الصحية، ما سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات وبالتالي إرهاق النظام الصحي واستنزاف مقدرة الكوادر الطبية.
وقال الهياجنة، إن توزيع الإصابات على فترات زمنية متباعدة، يمكن أن يسهم في (تسطيح المنحى الوبائي) ويؤدي إلى التعامل المريح مع المرضى ذوي الحالات الحرة من قبل الكوادر الصحية، ما ينتج عنه انخفاض نسبة الوفاة كأن يكون في غرف العناية الحثيثة 10 مصابين بدلا من 20.
وردا على جدوى العزل المنزلي، أكد الهياجنة أنه وفي ظل ارتفاع أعداد الإصابات، فإن العزل المنزلي أصبح الخيار المتاح، في ظل عدم القدرة على استيعاب جميع المصابين في العزل المؤسسي، لا سيما وأن العزل المؤسسي يؤدي إلى إحجام المواطنين عن التصريح عن المرض في حاله الاشتباه لخوفهم من العزل خارج المنزل.
وقال إن العزل المنزلي يؤدي بالضرورة إلى تقليل الأضرار النفسية التي تلحق بالمصابين، إلا أن العزل المنزلي يجب أن يكون مشروطا بعدم مخالطته بآخرين ويجب أن يكون تحت الرقابة، وفي حال المخالفة يتم تطبيق أوامر الدفاع عليه.
وأكد الهياجنة، أن اتباع المصارحة والمكاشفة والشفافية وإشراك الفاعليات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات ذات الصلة، هي الطريق الوحيد لتقليل عدد الإصابات.
وأشار إلى مبادرة “وطن” التي أطلقتها نقابة الأطباء، وهي عبارة عن فرق تقص وبائي، وعددها 25 فرقة من الأطباء عملت بشكل تطوعي ببداية جائحة كورونا في محافظة إربد، أسهمت إلى حد كبير بالسيطرة على الوباء في محافظة إربد، إلا أن هؤلاء الأطباء تم إقصاؤهم.
وعن إجراء الانتخابات النيابية، أكد الهياجنة أنه يمكن أن يتم إجراء الانتخابات بالموعد المقرر باستخدام الطرق الذكية وعلى فترات، بما يسمح به القانون وأنه لا داعي لتأجيل أي انتخابات كالنقابات وغيرها لكن ضمن خطة ذكية تحافظ على الصحة والسلامة العامة.
ودعا الهياجنة إلى ضرورة إجراء تحقيقات شفافة في المعابر الحدودية والتي كانت السبب الرئيسي في ازدياد عدد الإصابات ومصارحة الشعب الأردني بها.
وردا على سؤال حول ارتفاع عدد الإصابات في فصل الشتاء، توقع الهياجنة حدوث إرباك كبير في المستشفيات والمراكز الصحية بداية فصل الشتاء لتشابه أعراض الانفلونزا العادية مع مرض فيروس كورونا.
ونصح الهياجنة المواطنين بضرورة تلقي مطعوم الانفلونزا الموسمية الذي سيؤدي إلى تخفيف أعداد المراجعين للمستشفيات وتخفيف العبء على الكوادر الصحية، مؤكدا ضرورة أن تعطى المطاعيم لكل شخص تجاوز عمره الـ6 أشهر.
وتوقع الهياجنة أن يتم توفير المطاعيم مجانا للمواطنين ذوي الأخطار العالية والمصابين بالأمراض المزمنة والكوادر الصحية، بعدما ضاعفت وزارة الصحة الكميات إلى 235 ألف مطعوم.
كما توقع الهياجنة ألا ينتهي مرض كورونا قبل نهاية العام المقبل، إلا إذا تم الحصول على مطعوم ناجح وفعال والذي لن يكون متوفرا قبل نهاية العام الحالي، الأمر الذي يتطلب من الجميع التكيف مع المرض والالتزام بالاشتراطات الصحية.
ودعا الهياجنة إلى اعتماد الإحصائيات الأسبوعية في إعلان أعداد المصابين بكورونا كونها تعطي مؤشرا أدق من الإحصائيات اليومية.
الغد