زيد النوايسة يكتب: مرحلة وبائية حرجة لا تحتمل التساهل
أسهل شيء هو أن نرمي على الحكومات ونحملها المسؤولية عن الإخفاق وانتشار الوباء اللعين المخادع بهذه الاندفاعة الكبيرة منذ السابع من آب، هذا طبعا لا يقلل بأي شكل من مسؤوليتها عن الثغرات وخصوصا الحدودية والتردد أو المرونة في التطبيق الحازم لأوامر الدفاع أو ما رافق العديد من قراراتها من ارتباك وتخبط ولكن علينا حتى ننجح في التقليل مما يجري أن نسمي الأشياء بمسمياتها.
هذا الكلام لن يعجب كثيرين ممن اعتادوا على كليشيهات التحلل من المسؤولية دائما، دعونا نتحدث بصراحة، مجرد متابعة سلوك حياتنا اليومية يعطي انطباعا بأن هناك من لم يقتنع حتى اللحظة بخطورة الوباء رغم كل هذا القلق والخوف الذي يجري على امتداد الكون وهذا ينسحب على نسبة ليست قليلة من الناس بمن فيهم من يملكون مستوى تعليميا ومعرفيا وإلا كيف نفسر هذا الانتشار المتسارع؟!
مجرد جولة للتسوق في المولات والمتاجر أو زيارة العيادات والمستشفيات وأغلب الأحيان في المؤسسات الرسمية وبين الموظفين أنفسهم وفي حافلات النقل العام يُفاجئك حجم الاستهتار وعدم التقيد بارتداء الكمامة أو ارتدائها بطريقة شكلية كما يصفها البعض أنها للفم والأنف وليست للذقن تلافيا للعقوبة أو لأجل مراجعة الدوائر الرسمية.
تشعر أحيانا أن هناك من يخرج يوميا ليبحث عن كورونا لا لتفادي الإصابة بها بل لجلبها له ولغيره، قبل يومين دخلت أحد المتاجر القريبة من سكني وكدت الوحيد الذي يرتدي الكمامة، لا صاحب المتاجر ولا المتسوقين، سيدة معها العائلة كاملة كأنها في رحلة، بمجرد استفساري عن سبب عدم التقيد اجابني أحدهم غاضبا يا رجل أنت مصدق القصة؟!!
بكل بساطة علينا أن نعترف، هناك فئة كبيرة بيننا ما تزال تصر أن كورونا مؤامرة كونية بل أن البعض تجرأ قبل أيام بالاستقواء على أوامر الدفاع بالدعوة لإقامة التجمعات العائلية والدينية في سلوك فيه من الاستعراض والتحدي ما لا يعقل وبمقاطع مصورة صدرت ممن يفترض فيهم نصح الناس لا تحريضهم.
المؤشرات الوبائية مقلقة، بلغنا عمليا حاجز الـ5 % من عدد الفحوص الاجمالية أسبوعياً لكنها مرشحة للزيادة في حال عدم التقيد وقد تؤدي بنا لتسجيل ألفي حالة يوميا كما تقول نماذج الإحصاء الوباء وهو ما يربك أكبر جهاز صحي مهما كانت كفاءته.
المبتدأ والخبر في التعامل مع هذا الفيروس اللعين قبل التوصل للقاح موثوق علميا ومر بكل المراحل سهل وفي متناول وقدرة الجميع وهو ارتداء الكمامة التي تستطيع القيام بعمل اللقاح بنسبة تتراوح بين 80 % الى 90 % حسب أهم وأحدث الدراسات المنشورة في أعرق المجلات الطبية عالميا بالإضافة للتباعد الاجتماعي والنظافة المستمرة لا أكثر ولا أقل.
الخبراء والمختصون الوبائيون وفي مقدمتهم مرجعيات طبية في هذا الحقل كمعالي الاستاذ الدكتور عزمي محافظة والأستاذ الدكتور نذير عبيدات والأستاذ الدكتور وائل الهياجنة وغيرهم يجمعون على أن الوقاية هي جوهر المكافحة.
الغد