مزارعون في جرش متخوفون من نقص العمالة الوافدة
مدار الساعة - أبدى مئات من مزارعي الزيتون في محافظة جرش تخوفهم من نقص العمالة الزراعية للموسم القادم، الذي شارف على البدء في ظل ظروف الجائحة وقرارات وزارة العمل قبل أشهر بإعفاء العمال الراغبين بالمغادرة من غرامات تصريح العمل، والتي تسببت في مغادرة آلاف من العمال الوافدين العاملين في قطاع الزراعة، وسط عزوف العمالة المحلية عن العمل في القطاع الزراعي بشكل عام.
وقال مزارعون، إن موسم قطاف ثمار الزيتون يبدأ منتصف الشهر المقبل، ويحتاج فيه المزارعون إلى الآلاف من الأيدي العاملة الوافدة، التي تعمل في القطاف وتقديم كافة الخدمات الزراعية لها، وفق يومية الغد.
وبين المزارع أمجد العتوم، أن موسم قطاف الزيتون من أهم المواسم الزراعية، التي ينتظرها المزارعون بفارغ الصبر لتغطية تكاليف العمل الزراعي، وتسديد الالتزامات الشهرية والديون المتراكمة، وتغطية تكاليف العمل الزراعي والعناية بالأراضي.
وقال إن المزارعين بحاجة إلى عمالة وافدة في قطاع الزراعة، سيما وأن العمالة الوافدة تحجم عن العمل في الزراعة، لانخفاض أجورها، فضلا عن أنهم لا يتحملون ساعات العمل الطويلة، والتي ما زالت ثقافة العيب تقف حاجزا بينهم وبين العمل في القطاع الزراعي.
ويعتقد مزارع الزيتون موسى القادري، أن الجهات المعنية بجب أن تخفف من إجراءات استقدام العمالة الزراعية الوافدة بشكل خاص، سيما وأن قطاع الزراعة هو صمام الأمان، وهو ثروة الأردن ويجب الحفاظ عليه وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها من أسمدة ومبيدات وعمالة وآليات زراعية.
واضاف أن الاردن تتميز بموسم الزيت والزيتون، الذي تصدره لكافة دول العالم، نظرا لجودته المرتفعة، مؤكدا ضرورة أن تتوفر له كافة الخدمات التي يحتاجها المزارعون قبل بدء موسم القطاف، تجنبا لحدوث اي إشكاليات في العمل، سيما وأن تأخر القطاف يقلل من جودة ونوعية الزيت المنتج، فيما المزارعون بأمس الحاجة حاليا لزيت زيتون بمواصفات وجودة عالية، ليتمكنوا من تسويقه في ظل تكدس آلاف الصفائح من زيت الموسم الماضي في مستودعاتهم.
من جانبه قال مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة، إن موسم الزيتون المقبل سيكون بشكل استثنائي وخاص ويختلف عن باقي المواسم الزراعية، خاصة في ظروف الجائحة التي ستلزم المزارعين بلبس الكمامات والتباعد الاجتماعي وتخفيف الأيدي العاملة والتجمعات، وعدم التجمهر أمام المعاصر، واعتماد آلية عمل معينة في المعاصر لمنع تجمع المزارعين عند عصر ثمار الزيتون، وتنسيق عملهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة.
وأضاف أن العمالة المحلية متوفرة، ويجب أن تتجه للعمل في القطاع الزراعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم توفر أي فرص عمل بديلة وتوقف قطاعات عديدة عن استقبال أيد عاملة، مما يجبر المتعطلين عن العمل على التوجه للعمل في القطاع الزراعي بغض النظر عن ظروف العمل وصعوبته والأجور المتوفرة.
وتوقع العياصرة، أن تنخفض كمية إنتاج زيت الزيتون هذا العام عن العام الماضي، بسبب التغيرات المناخية واعتماد موسم الزيتون على المعاومة، وهي اختلاف كمية الإنتاج من عام لعام وقد بلغت كمية الإنتاج العام الماضي من الزيت 2400 طن و300 طن من ثمار الزيتون.
وقال إن هذا العام من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 1500 طن من زيت الزيتون و300 طن من ثمار الزيتون.
وناشد العياصرة، المزارعين بالتخلي عن العادات والتقاليد القديمة في عمليات القطاف وجني الثمار وآلية نقله إلى المعاصر، والتي تتسبب بتخفيض مستوى جودة الزيت المنتج، سيما وأن نقل الزيتون بواسطة العبوات البلاستيكية الكبيرة يتسبب بتلف الثمار قبل عصرها، ومن الافضل نقلها في عبوات مهيأة لهذه الغاية يدخل لها الهواء بشكل مناسب ولا تتعرض للتلف أثناء انتظار عمليات العصر والتي قد تمتد إلى أيام، فضلا عن ضرورة التخلي عن عادة تعبئة الزيت في عبوات لها نفس الحجم وبكمية كبيرة.
وقال انه من الأولى حاليا مراعاة لظروف المواطنين الاقتصادية تعبئة العبوات في عبوات صغيرة الحجم ومتوسطة وبيعها بأسعار تناسب مدخول كافة الأسر، للحد من تكدس الزيت لسنوات في المستودعات وإعطاء المواطنين فرصة شراء زيت الزيتون.
وأوضح العياصرة أن اللجان الفنية تقوم يوميا بالكشف الدوري على معاصر جرش، والبالغ عددها 15 معصرة والتأكد من جاهزيتها قبل موعد تشغيلها المتوقع منتصف الشهر القادم، وتصويب أوضاعها خاصة في ظل الظروف الصحية الراهنة والتي تتطلب إجراءات صحية خاصة، تضمن الحفاظ على جودة المنتج وصحة المزارعين والعاملين في المعاصر.
وكان وزير العمل نضال البطاينة قد قرر قبل ايام، السماح للعمالة غير الأردنية من الجنسيات المقيدة ممن غادروا المملكة قبل تاريخ 18/3/2020 دخول البلاد في حال كان تصريح عمله وإقامته ساريي المفعول.
كما قرر الوزير البطاينة السماح للعمالة غير الأردنية من الجنسيات المقيدة بمغادرة أراضي المملكة في حال كان تصريح عمله وإقامته ساريي المفعول.
وسمح قرار الوزير للعمال غير الأردنيين من الجنسية المصرية والحاصلين على إجازة (خروج وعودة) وهم خارج البلاد دخول أراضي المملكة بموجب الإجازات السارية المفعول التي يحملونها دون إبراز بطاقة تصريح العمل ساري المفعول، شريطة أن تظهر بيانات تصريح عمل ساري المفعول للعامل على نظام العمالة الوافدة الإلكتروني.
كما سمح القرار للعمالة غير الأردنية من الجنسية المصرية ممن غادروا أراضي المملكة قبل تاريخ 18/3/2020 وتصاريح عملهم ما زالت سارية المفعول بدخول البلاد بغض النظر عن تاريخ سريان الإجازة والاكتفاء بالتصريح ساري المفعول وحسب الإجراءات المتبعة.
وأكد قرار البطاينة استمرار العمل بقرار مجلس الوزراء القاضي بإعفاء العمالة غير الأردنية وعائلاتها الذين سيغادرون أراضي المملكة بشكل نهائي من جميع رسوم تصاريح العمل وغرامات الإقامة المترتبة عليهم لغاية 31/10/2020 .