بلال خماش يكتب: لِجَانُ تَرْشِيْحُ وَإِخْتِيَارُ اَلْمَنَاصِب اَلْقِيَادِيَة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/26 الساعة 15:06
لقد تعبنا ومللنا من الاستماع إلى تشكيل لجان لاختيار المناصب القيادية في الدولة سواء أكان في المجال الأكاديمي أو غيره. ألم يخطر على بال أحد مثلاً سؤال: من اختار هذه اللجان؟ وبناءً على أية معايير أو مقاييس؟ وهل هذه اللجان لديها الخبرة والمعرفة والدراية الكافية في وضع المعايير والمقاييس لإختيار الأشخاص القياديين للمناصب القيادية الشاغرة؟ وهل كلف أعضاء هذه اللجان خواطرهم الإطلاع على السير الذاتية للأشخاص الذين تم ترشيحهم بشكل تفصيلي حتى يتم الإختيار بشكل منصف؟ أم تم الترشيح بناءً على مكالمات هاتفية أو توصيات من فلان وعلان؟ هل حقيقة تم إختيار عدد من الأشخاص بناءً على المعايير والمقاييس المطلوبة للمنصب القيادي أم وضعت بعض الأسماء لإرضاء بعض الأشخاص مجرد ذكر أسمائهم في القائمة أم وفقاً للواسطات والعلاقات والمنافع الشخصية؟ وهل هناك أشخاص أكفأ ممن تم اختيارهم؟ وتم إستثناؤهم تحت أي ذريعة واهيه (مثل أنهم مش مع خط الجماعة، أو مش متعاونين أو لا يقبلون الواسطات في التعيينات ... إلخ؟) علماً بأنهم قبلوا سابقاً وتم ترشيحهم للمناصب القيادية. فإذا كان أسس إختيار اللجان واهٍ وضعيف فكيف نتوقع أن يتم إختيار الأشخاص القياديين بشكل صحيح؟ وقد كتبنا سابقاً أكثر من مقالة حول هذا الموضوع وذكرنا أن كل الإجراءات التي تمت سابقاً من التعليم العالي في أردننا العزيز لترشيح وإختيار القياديين كانت عبارة عن فصول مسرحية هزلية كشفت وفضحت أهدافها المخفية على الملأ فيما بعد. والدليل على ذلك أن أكثر من قيادي لرئاسة جامعة معينة تم إختياره بعد حضور ومشاهدة فصول المسرحية بالكامل وبالتالي تم إعفاؤه أو إقالته قبل أن يكمل مدته في رئاسة الجامعة رغم كل محاولات الدعم والتأييد من قبل كل من إختاروه. ونتفأجأ قبل آيام أن هناك لجنة (لم يعلن عن أسماء أعضائها وعن كيفية إختيارهم) إختارت ثلاثون اسماً قيادياً لرئاسة جامعة اليرموك وجامعة الحسين بن طلال. وهل بالفعل أعضاء اللجنة إطَّلعت على السيِّر الذاتية لمن تم إختيارهم؟ وهل هم أفضل ممن تقدموا سابقاً للمناصب القيادية وقبلت طلباتهم من قبل مجلس التعليم العالي؟ ولماذا تم إستثناء الآخرين؟ هل لأنهم فعلاً ليسوا كفؤاين كالذين تم إختيارهم؟ أم لأنهم ليس عندهم واسطات وعلاقات شخصية ومنافع متبادلة ومشتركة ... إلخ؟. يا أهل العلم ويا علماء الأمة، كيف ترضون على أنفسكم أن تكونوا غير منصفين في إختيار الأفضل لمصلحة القيادة والمؤسسة والوطن والشعب؟. فنحن نبشركم من الآن بأن التاريخ عاد ويعيد نفسه وأنكم سوف تندمون على اختياركم غير المنصف وغير العادل عاجلاً أم آجلاً. ولكن لماذا لا نتعلم من أخطائنا؟ ولماذا نكرر الأخطاء؟ ولماذا نضيع الوقت والجهد والمال ونحن بأمس الحاجة للمحافظه عليهم؟. فنقول لأعضاء اللجان المحترمين: معظمكم إذا لم تكونوا أجمعين تخرجتم من جامعات أجنبية وتعلمون جيداً كيف يتم إختيار رؤساء الجامعات في العالم. لماذا لم تطلبون من كل من يجد في نفسه الكفاءة لرئاسة أي جامعة أو تولي أي مسؤولية قيادية أن يتقدم بخطة عمل تفصيلية لإدارة الجامعة أو اي مؤسسة لحل جميع مشاكلها المالية وغيرها وتقيم الخطط ويتم بعد ذلك إختيار الشخص الأنسب ويحاسب على خطة عمله. وإذا لم يف بما وعد يتم إقالته وهنا تكون اللجان خالية المسؤولية ولا تلام. وفكونا سيره لأن المناصب القيادية ما عادت كما يفكر الكثيرون أنها مشيخة وبشت وغطرة ومجالس للقهوة والشاي ولأني ابن فلان أو علاَّن. المطلوب قياديون عندهم القدرات لحل مشاكل الجامعات والمؤسسات وتطويرها للأمام ممن يخدمون القيادة والمؤسسة وأنفسهم والشعب.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/26 الساعة 15:06