كمال زكارنة يكتب: اشاعات خطيرة تعزز سلوكاً اجتماعياً غريباً
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/24 الساعة 00:52
الكاتب: كمال زكارنة
رغم التطور السريع والخطير والمتسارع في اعداد اصابات فيروس الكورونا في المملكة، والانتقال الى مواقع متقدمة في تلك الاعداد، والتخلي عن الميزة التي حافظنا عليها في اقل الاعداد من الاصابات لمدة زادت عن الستة اشهر، وما رافق ذلك من ارتفاع في اعداد الوفيات ايضا، الا ان هناك بعض الاشخاص يستهويهم حب الظهور وتسيطر "الأنا" على سلوكهم العام، يقومون باختلاق القصص الخيالية والوهمية، وتأليف احداث لم تحصل، ويعملون على بثها على شكل وقائع حصلت معهم او مع اشخاص يعرفونهم عبروسائل التواصل الاجتماعي، وهي في الحقيقة اشاعات كاذبة مختلقة مؤلفة، الهدف منها الظهورعلى وسائل التواصل الاجتماعي اولا، ثم توجيه الانتقادات والاتهامات لاشخاص يصلون الليل بالنهار وهم يعملون دون توقف في جميع محافظات المملكة، وهم كوادر القطاع الصحي جميعا دون استثناء، حتى وصلت الاساءة لفرق التقصي الوبائي التي يعمل افرادها وطواقمها ليل نهار، ليس هذا فقط، بل يتعرضون لمخاطر صحية اكثر بكثير من المصابين انفسهم، وقد اصيب عدد منهم، ويوجه اليهم بعض المتمردين سلوكيا على القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية، وعلى الاخلاق العامة والانسانية، تهما لا يقبلها عقل ولا منطق، ولا تصلح الا "خراريف" وقصصاً لاطفال من اجل زيادة رغبتهم بالنوم بعد ان اعياهم البكاء والنكد.
نسمع ونشاهد يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصصا وتمثيليات غريبة جدا، لو صدقت لضاع المجتمع وتفكك وعمّت الفوضى وتعطلت الحياة بكل تفاصيلها
انه التشكيك، الذي اصبح يشكل احد اخطر الامراض النفسية والاجتماعية، وغياب الثقة وعدم الاقتناع بالمصداقية، ورفض تقبل كل ما يصدر عن الاخر "المسؤول"، من قبل تلك الفئة المتمردة سلوكيا، والتي تحاول نشر افكارها بين افراد المجتمع، لمنعهم من الالتزام الذي يعتبر السلاح الاقوى حاليا في مواجهة وباء كورونا العالمي، في ظل غياب الادوية واللقاحات الكفيلة بالتصدي بنجاح لهذا الوباء الخطير.
وصلت الامور لدى بعض ناشري الفيديوهات المصورة والصوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى حد اتهام بعض الجهات، بأنها تبيع اعضاء بشرية، وانها تتقاضى اموالا كلما قتل الوباء شخصا،وكلما ارتفعت اعداد المصابين،الى هذا المستوى وصل تفكير هؤلاء الناس.
المعركة الحقيقية بين الوعي واللا وعي، من سينتصر على الآخر، الجواب يكمن في حجم وشكل الالتزام الذي يحدده المواطن.
الشك والاستهتار واتهام مؤسسات الدولة بالاستفادة والتنفع من هذا لوباء، كلها تعتبر عوامل مساعدة لزيادة رقعة وسرعة انتشار الفيروس،وتعقيد وزيادة صعوبة عملية مكافحته والتصدي له في الوقت الذي وصل فيه الخطر المباشر لكل مواطن
الاولى بهؤلاء الناس، ان يشجعوا الجميع على الالتزام بتنفيذ التعليمات والارشادات الصحية والوقائية التي تكفل الحماية الشخصية والمجتمعية من مخاطر الفيروس والوباء، وليس العكس.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/24 الساعة 00:52