رسائل ورد.. للشاعرة عايدة تحبسم
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/11 الساعة 23:40
الساعة - تشهر الشاعرة الأديبة عايدة تحبسم ديوان رسائل ورد ؛ في حفل يرعاه معالي السيد سعيد شقم، مساء يوم السبت المقبل في النادي الاهلي في العاصمة عمان. 17/12/2016
المجموعة الشعرية :رسائل ورد للشاعرة :عايدة تحبسم "نصوص بعطر الورد تؤنسن الوجود"
قراءة:عقيل هاشم
"رسائل ورد" في عيد الحب
يكتب الورد رسائله
على جدران القمر...ص103
كتب الأستاذ "نايف النوايسة"مقدمة المجموعة التي جاء فيها:(في كتابها "بين ألليلك والأزرق"التزمت الأديبة عايدة تحبسم ثلاث مرتكزات ولم تتخلى عنها في الكتاب الثاني واول هذه المرتكزات هي صدمة الفقد التي ولد منها عدة متلازمات مثل (الذكرى بعد الرحيل ،الحنين،عند هياج الذكريات ،الشوق الى أيام خلت ،ومتلازمة التمني والآمل والوصول الى حافة اليأس والجنوح الى رصيف الصبر..)ومتلازمة الحلم والوهم والاصطدام بتابشير الفجر والولوج من جديد الى النهار عند شروق الشمس....)
" إذا كان الحب عاطفة إنسانية وحاجة بشرية فإن مادته هو (الانا/الآخرون), حتى لا تتحول هذه العاطفة الى مستنقع راكد معزول عن مجرى الحياة جسدت الشاعرة حركة تلك الموتيفات الاشارية اليومية الى مدلولات قصدية وموحية بشكل جمالي وفني كمعادل موضوعي عبر هذا الإحساس الواقعي بعاطفة الحب ورمزيته النصية (رسائل ورد)..
إقتباس1(عذابات عشق...)
سيدي..
هذا البريق في عينيك،
يسحرني..
يثيرني..
يحدثني...ص12
في هذه القصائد الشعرية للشاعرة "عايدة تحبسم" وفي بداية تجربتها مع الشعر ظلت تتلمس طريقها الى فضاء شعري رحب ويمكن رصد نمو هذه التجربة عبر مسار زمني خصب نسبيا من خلال التأثر في الفضاء الشعري المعاصر لقصيدة النثر ..ونشرت الشاعرة أولى محاولاتها الشعرية في المجلات والصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي .. والتي تميزت بقوة العاطفة المتدفقة والخيال الخصب واختارها للمفرد البلاغية ، حتى يبدو بعض قصائدها وكأنها قصائد عاطفية ذات نفس ذاتي محض بتقنيات كتابية ، هي محاولة الانفلات من شكل القصيدة المتعارف عليه وهذا ماوسمت به الشاعرة قصائدها واصبحت علامتها الفارقة ..
إقتباس(2خيول الليل...)
يختار الحلم
كل الليلة
يصعد أعالي الجبال
يعاود النزول...ص90
تستند المجموعة الشعرية (رسائل ورد) إلى اكتناز وجداني واضح. كما يفصح عن صراع وجودي محتدم بين (الذات/الموضوع)، وهذه الذات التي ترزح تحت وطأة تساؤلاتها الشاقة ورهبتها وانشغالها في البحث عن ردها الوجودي الخاص، ومنسحبة إلى عالمها الباطني، لتمارس سيرورتها السرية بشكل شفاف وهادئ.
أقتباس3(مرثية والدتي...)
آماه
من بعدك لاحضن يأويني
لاحضن يرويني
لاصدر اتكئ عليه ..يحمل همي
يمسح الدمع من عيني...ص3
ومن خلال عنوان المجموعة الشعرية وعناوين الرئيسية للنصوص يلاحظ في الغالب الارتكاز النسقي للعلامات التاويلية جاءت من تراكيب دلالية هي بالاساس انساق مضمرة تأكيدا وتقريرا وإثباتا. ويبدو أن الشاعرة تفضل العنوان القائم على الحذف والإضمار الخبري ، ونجد في هذه العناوين عدة مكونات كالمكون النعتي، والمكون المكاني، والمكون الزمني والمكون الشخوصي والمكون الحدثي ..
وإذا كان هذا العنوان (رسائل ورد) يتخذ دلالة حرفية، فإن العناوين الأخرى تتخذ صيغا بلاغية إيحائية كالترميز ، والاستعارة ، والكناية . وتحضر في ملفوظات هذه العناوين نبرة الحزن وتحيل هذه العناوين على ثنائية (الأنا /الآخرون) ..والإشارة الى العنونة هو من يحدد دلالات القصيدة وأبعادها الذاتية والموضوعية. وتعزف عناوين القصائد في المجموعة الشعرية المذكورة على كلمة اوجملة اسمية (مسند ومسند إليه،مضاف والمضاف إليه..(أوراق الورد/عذابات عشق/قارورة عطر/غيمة ماطرة/نم قرير العين/جذور هواك /برج شمسك/عزف أشواق/شاطئ مسحور/نجمة الدرب/نوافذ حب ونار/رقصة غياب/بقايا حلم /نوافذ ضوء/عمان/مرثية والدتي /أمل وألم/فوق جناح الغيم ......الخ)
لذا جاءت هذه العنوانات في النصوص الشعرية موحية ومعبرة لتتجاوز الشاعرة كلمات الإهداء الأولى الخطابية والمباشرة, وليقفز هذه الإيحاء إلى عالم شعري مكتمل توافرت له كل مقومات الخلق الشعري الجديد.وتمكنت فيه الشاعرة من أدائها الفني ومن إبداع قاموسها الشعري وعالمها الشعري ،ومن شحن أبيات قصائدها بصورة الواقع ورموزه ورؤاه .
وإذ تميل الشاعرة إلى التصورات الذهنية، فان تفكيرها يجيء شعريا لرصدها الواقعي بلغة اليومي وبالمفردة البسيطة كدليل لفداحة مايجري من نبرة دفينة من الحزن الوجودي والإحساس باللاجدوى وعب الحياة والشعور الدفين بخطاب مواجهة الإنسان لمصيره، جاء في ذلك جلياً في المتون النصية والتي هي نزوع من المشاعر الرومانسية الشفافة والتي لا يمكن فصلها عن عيون المرأة المحدقة في أحوال الوطن ومأساويته ومن جانب آخر الهم الشخصي للعلاقات الاجتماعية الهادئة .. هذا الخلط بين المشاعر الوطنية والشخصية الممتزج مابين الرمزي الشفاف بالواقع المعاش يعطي انطباعا بحتمية استمرار الحياة والغلبة إلى انسنة الإنسان ..
إقتباس 4(معاذ الكساسبة ...)
من رفاتك
رائحة مسك
لاتنتهي
تنثر عطري
فوق هامات شاغلت
شموخ الوطن ...ص76
وهكذا تستمر نصوص الشاعرة وكملمح اللحظة الشعرية ــ الومضة . وهذه القصائد هي من تجليات الرومانسية عبر لغة مكثفة فتزداد لغة الشاعرة أكثر اختزالا بأناة وتأمل عن تلك الذات التي تعي شباكها وشركها. وتستمر قصائدها المتأملة والمحتفية بالحياة والطبيعة قصائد معنونة"الحب/الروح/الورد/الحلم..الخ" علامات نصية تمثل شعرية في عالم الأنوثة والمشاعر والحب وتأخذ موقف الاحتفاء بالحياة لتي تبحث عن الانتعاق الدائم للتغلب على القديم . وتأجج مشاعر الحب، وتمقت الحرب والموت من خلال سبر أغوار حميمية الأمكنة التي عاشت في ضمير الشاعرة. وهكذا تكون ملكة البوح. وشهوة الإنشاد من قرائن القصيدة..وعن الحب في قصائدها يتقد النص الشعري بجماليات حالمة. وأنوثات رؤومات ويشتعل باللهفة والحنين، وتستنهض الذاكرة مراياها الاسترجاعية. كي تولف نشيد عشق عابقا بروائح الأرض وألوان الفصول.. وإذا كان الشعر في تشعباته يحتمل الكثير من الهواجس والظنون ، ويسعى لمقابسات الروح، وتصعيد الرغبات الجامحة وتفتيق مغاليق سجنها الدرامية ..
إقتباس5(بساتين الروح...)
وإنني..
إذا حرمت على نفسي
عشقا مجنون
تركت نبضي
يخاطب مجهولا
يسكن في بساتين روحي
سيتحول منذ قرون...ص137
وفي الختام أقول إن الخطاب الإنساني عند الشاعرة شفاف وجلي. وحافل بالمعاني والروح ..وإن هذا التأمل الاستكشافي لنصوصها يمر عبر السؤال والإحساس عبر تلمس الوجود الأنثوي الخاص –لمشاعر المرأة الدفينة –لازال ينمو بشكل تصاعدي ناقلا إيحاءاتها التي تحاول أن تؤنسن الوجود من خلاله عبر التأكيد الذاتي لحقيقة أن ذلك الصوت ينطلق من حقيقة وجود " الذات الأنثوية "كفعل انتهاك للثابت الساكن لتسلط الذكورية في مجتمع يتنفس الحرية واستيهام الفرح والسعادة وافتراضهما، وما جدل الخطاب الشعري عند الشاعرة إلا من هذه السيمات المتحررة..!
" إذا كان الحب عاطفة إنسانية وحاجة بشرية فإن مادته هو (الانا/الآخرون), حتى لا تتحول هذه العاطفة الى مستنقع راكد معزول عن مجرى الحياة جسدت الشاعرة حركة تلك الموتيفات الاشارية اليومية الى مدلولات قصدية وموحية بشكل جمالي وفني كمعادل موضوعي عبر هذا الإحساس الواقعي بعاطفة الحب ورمزيته النصية (رسائل ورد)..
إقتباس1(عذابات عشق...)
سيدي..
هذا البريق في عينيك،
يسحرني..
يثيرني..
يحدثني...ص12
في هذه القصائد الشعرية للشاعرة "عايدة تحبسم" وفي بداية تجربتها مع الشعر ظلت تتلمس طريقها الى فضاء شعري رحب ويمكن رصد نمو هذه التجربة عبر مسار زمني خصب نسبيا من خلال التأثر في الفضاء الشعري المعاصر لقصيدة النثر ..ونشرت الشاعرة أولى محاولاتها الشعرية في المجلات والصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي .. والتي تميزت بقوة العاطفة المتدفقة والخيال الخصب واختارها للمفرد البلاغية ، حتى يبدو بعض قصائدها وكأنها قصائد عاطفية ذات نفس ذاتي محض بتقنيات كتابية ، هي محاولة الانفلات من شكل القصيدة المتعارف عليه وهذا ماوسمت به الشاعرة قصائدها واصبحت علامتها الفارقة ..
إقتباس(2خيول الليل...)
يختار الحلم
كل الليلة
يصعد أعالي الجبال
يعاود النزول...ص90
تستند المجموعة الشعرية (رسائل ورد) إلى اكتناز وجداني واضح. كما يفصح عن صراع وجودي محتدم بين (الذات/الموضوع)، وهذه الذات التي ترزح تحت وطأة تساؤلاتها الشاقة ورهبتها وانشغالها في البحث عن ردها الوجودي الخاص، ومنسحبة إلى عالمها الباطني، لتمارس سيرورتها السرية بشكل شفاف وهادئ.
أقتباس3(مرثية والدتي...)
آماه
من بعدك لاحضن يأويني
لاحضن يرويني
لاصدر اتكئ عليه ..يحمل همي
يمسح الدمع من عيني...ص3
ومن خلال عنوان المجموعة الشعرية وعناوين الرئيسية للنصوص يلاحظ في الغالب الارتكاز النسقي للعلامات التاويلية جاءت من تراكيب دلالية هي بالاساس انساق مضمرة تأكيدا وتقريرا وإثباتا. ويبدو أن الشاعرة تفضل العنوان القائم على الحذف والإضمار الخبري ، ونجد في هذه العناوين عدة مكونات كالمكون النعتي، والمكون المكاني، والمكون الزمني والمكون الشخوصي والمكون الحدثي ..
وإذا كان هذا العنوان (رسائل ورد) يتخذ دلالة حرفية، فإن العناوين الأخرى تتخذ صيغا بلاغية إيحائية كالترميز ، والاستعارة ، والكناية . وتحضر في ملفوظات هذه العناوين نبرة الحزن وتحيل هذه العناوين على ثنائية (الأنا /الآخرون) ..والإشارة الى العنونة هو من يحدد دلالات القصيدة وأبعادها الذاتية والموضوعية. وتعزف عناوين القصائد في المجموعة الشعرية المذكورة على كلمة اوجملة اسمية (مسند ومسند إليه،مضاف والمضاف إليه..(أوراق الورد/عذابات عشق/قارورة عطر/غيمة ماطرة/نم قرير العين/جذور هواك /برج شمسك/عزف أشواق/شاطئ مسحور/نجمة الدرب/نوافذ حب ونار/رقصة غياب/بقايا حلم /نوافذ ضوء/عمان/مرثية والدتي /أمل وألم/فوق جناح الغيم ......الخ)
لذا جاءت هذه العنوانات في النصوص الشعرية موحية ومعبرة لتتجاوز الشاعرة كلمات الإهداء الأولى الخطابية والمباشرة, وليقفز هذه الإيحاء إلى عالم شعري مكتمل توافرت له كل مقومات الخلق الشعري الجديد.وتمكنت فيه الشاعرة من أدائها الفني ومن إبداع قاموسها الشعري وعالمها الشعري ،ومن شحن أبيات قصائدها بصورة الواقع ورموزه ورؤاه .
وإذ تميل الشاعرة إلى التصورات الذهنية، فان تفكيرها يجيء شعريا لرصدها الواقعي بلغة اليومي وبالمفردة البسيطة كدليل لفداحة مايجري من نبرة دفينة من الحزن الوجودي والإحساس باللاجدوى وعب الحياة والشعور الدفين بخطاب مواجهة الإنسان لمصيره، جاء في ذلك جلياً في المتون النصية والتي هي نزوع من المشاعر الرومانسية الشفافة والتي لا يمكن فصلها عن عيون المرأة المحدقة في أحوال الوطن ومأساويته ومن جانب آخر الهم الشخصي للعلاقات الاجتماعية الهادئة .. هذا الخلط بين المشاعر الوطنية والشخصية الممتزج مابين الرمزي الشفاف بالواقع المعاش يعطي انطباعا بحتمية استمرار الحياة والغلبة إلى انسنة الإنسان ..
إقتباس 4(معاذ الكساسبة ...)
من رفاتك
رائحة مسك
لاتنتهي
تنثر عطري
فوق هامات شاغلت
شموخ الوطن ...ص76
وهكذا تستمر نصوص الشاعرة وكملمح اللحظة الشعرية ــ الومضة . وهذه القصائد هي من تجليات الرومانسية عبر لغة مكثفة فتزداد لغة الشاعرة أكثر اختزالا بأناة وتأمل عن تلك الذات التي تعي شباكها وشركها. وتستمر قصائدها المتأملة والمحتفية بالحياة والطبيعة قصائد معنونة"الحب/الروح/الورد/الحلم..الخ" علامات نصية تمثل شعرية في عالم الأنوثة والمشاعر والحب وتأخذ موقف الاحتفاء بالحياة لتي تبحث عن الانتعاق الدائم للتغلب على القديم . وتأجج مشاعر الحب، وتمقت الحرب والموت من خلال سبر أغوار حميمية الأمكنة التي عاشت في ضمير الشاعرة. وهكذا تكون ملكة البوح. وشهوة الإنشاد من قرائن القصيدة..وعن الحب في قصائدها يتقد النص الشعري بجماليات حالمة. وأنوثات رؤومات ويشتعل باللهفة والحنين، وتستنهض الذاكرة مراياها الاسترجاعية. كي تولف نشيد عشق عابقا بروائح الأرض وألوان الفصول.. وإذا كان الشعر في تشعباته يحتمل الكثير من الهواجس والظنون ، ويسعى لمقابسات الروح، وتصعيد الرغبات الجامحة وتفتيق مغاليق سجنها الدرامية ..
إقتباس5(بساتين الروح...)
وإنني..
إذا حرمت على نفسي
عشقا مجنون
تركت نبضي
يخاطب مجهولا
يسكن في بساتين روحي
سيتحول منذ قرون...ص137
وفي الختام أقول إن الخطاب الإنساني عند الشاعرة شفاف وجلي. وحافل بالمعاني والروح ..وإن هذا التأمل الاستكشافي لنصوصها يمر عبر السؤال والإحساس عبر تلمس الوجود الأنثوي الخاص –لمشاعر المرأة الدفينة –لازال ينمو بشكل تصاعدي ناقلا إيحاءاتها التي تحاول أن تؤنسن الوجود من خلاله عبر التأكيد الذاتي لحقيقة أن ذلك الصوت ينطلق من حقيقة وجود " الذات الأنثوية "كفعل انتهاك للثابت الساكن لتسلط الذكورية في مجتمع يتنفس الحرية واستيهام الفرح والسعادة وافتراضهما، وما جدل الخطاب الشعري عند الشاعرة إلا من هذه السيمات المتحررة..!
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/11 الساعة 23:40