زيد الخوالدة يكتب: أون لاين!
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/22 الساعة 14:50
تحملنا أجنحة الذاكرة المليئة بالحياة بالرغم من شح الإمكانيات في المدارس الحكومية ويزداد الأمر سوءاً إذا كنت في الفترة المسائية، حيث يصيبك نوع من الحسرة على ضياع اليوم.. وفي الشتاء نعود متعبين مع اذان المغرب .. كل هذا ونحن نأخذ دروسنا في المدرسة ولا زالت كلمات مدير مدرسة الأمير محمد.." الفراهيدي" التي قالها في الطابور الصباحي "يا خسارة !. راح يوم من عمرهم دون أن يتعلموا" قالها عندما أقدم عدد من الطلبة على الغياب الجماعي في ظرف نسيت تفاصيله .. حينها كنت متعباً وهو يخطب فوق رؤوسنا ..
وفي مرة رافقت اختي الكبيرة إلى جامعة اليرموك وكنت سأهم بالمغادرة بعد "الفرصة" فيما تولى الاستاذ زكريا التحقق من الأمر وبيان تفاصيله.. أما الاستاذ فؤاد إستاذي في الرياضيات فقد وصل الأمر بيني وبينه حد الاحتراب ورفضت تقديم امتحان الرياضيات لأني لم اعلم به إلا عند وصولي للمدرسة.. فأشفق علي في الاسبوع التالي شفقة الأب على الابن.. إلى مثل هؤلاء ننحني..
ولا ننسى الرعيل الاول مثل الاستاذ ارشيد العموش الذي كان يحضر الطلبة المتسيبين على زوايا المدرسة والطرقات لينقذهم من الجهل والانحراف ... نمر بظرف عصيب ونثمن عالياً دور كل استاذ ومعلم ومسؤول ومدير وفي ظل اجتهادات الحكومة في قضية التعليم عن بعد في ظل الجائحة..
أشفق على الأطفال الذين يتلقون تلك الدروس عن بعد، فظروف الناس مختلفة وهناك من يعيش في غرفة واحدة وهناك من لا يوفق في التركيز على الدروس وهناك قضية المرأة العاملة من سيرعى الاطفال فهي وزوجها في العمل.
كل هذا والطفل محروم من بيئة المدرسة .. فالدرس ليس كتاباً وورقة وقلماً.. ولكن حالة تفاعل وتعلم واكتساب خبرات وثقافات بينية جميلة.. كان الله في عون أطفالنا وأهاليهم.. وهناك من لا يملك ثمن التكنولوجيا من هاتف ذكي وربما لا يملك ثمن الكهرباء حيث سيعمل جهاز التكييف ساعات إضافية إن وجد أصلا .. ولا بد هنا من التركيز على الإرشاد والدعم النفسي.. ولا بد من تعظيم كل من يقوم بواجبه .. هذه أمانة ثقيلة .. أول ما نزل من القرآن الكريم " إقرأ ".. سيكشف الله الوباء.. ويبقى "العشم" بالمسؤولين بإيجاد حلول توافقية، فمستقبل هذا الجيل أمانة في أعناقكم..
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/22 الساعة 14:50