إبراهيم الزعبي يكتب: 65 عاماً من العطاء في «الأمم المتحدة»
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/22 الساعة 00:04
حين يقف الملك اليوم.. مخاطباً العالم من أعلى منبر أممي، فهو استكمال لمسيرة أردنية امتدت على مدى خمسة وستين عاماً منذ انضمامنا للأمم المتحدة عام 1955 ،تعززت خلالها مكانة الأردن الدولية بحضور دبلوماسي لافت، وسياسة خارجية ثابتة، قادها الملك الباني الحسين رحمه االله، وحمل لواء استمرارها الملك عبداالله الثاني باقتدار ومسؤولية.
والأردن، إذ يشارك في أعمال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل ظرف استثنائي فرضته جائحة كورونا، فهو يدرك حجم التحديات التي تواجه الأمة وتواجهه، وهو لم يكل عبر هذه العقود من مناداة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية والاقتصادية والاخلاقية، تجاه جميع القضايا العالقة في المنطقة.
الملك... يخاطب اليوم المجتمع الدولي - عبر تقنية الاتصال المرئي - متسلحاً بالثوابت الأردنية المستمدة من القيم الإنسانية الحية، والعروبة الصادقة، والحق العربي الذي حمله الهاشميون منذ نشوء الدولة قبل مئة عام، مستنداً إلى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، باعتباره حق تاريخي كفلته المواثيق والأعراف الدولية.
الأردن... وعلى مدى خمسة وستين عاماً، منذ انضمامه لهذه المنظمة الأممية، كان دوماً صاحب رؤية، ومبادراً في طرح الحلول للكثيرمن القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لإيجاد تسوية عادلة تنهي الاحتلال وتعيد الحق لأصحابه، فكان الدعم الأردني للعديد من مشاريع القرارات ذات الصلة في الجمعية العامة ومجلس الأمن، التي تدعو لانهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإيجاد حل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين.
القضية الفلسطينية.. وبجميع أبعادها، كانت وما زالت محور الدبلوماسية الأردنية، التي لم تغلق قنواتها مع المنظمات الدولية المعنية بـ «الأرض والانسان»، من خلال المطالبة بدعم «الأونروا» وحقوق اللاجئين، و«اليونسكو» القائمة على بناء السلام والقضاء على الفقر، والتنمية الدائمة والحوار بين الثقافات، والمساهمة في التوصل إلى قرارات تدين انتهاكات إسرائيل في القدس، ومنع طمس هويتها التاريخية، وكذلك مساهمة الأردن في إنجاح العديد من البرامج والأنشطة التي تنفذ على أرضه من قبل منظمات أممية، مثل «اليونسيف» والتي تعنى بالطفولة، والمنظمات المعنية بالشأن السوري الإنساني.
الأردن، ومن خلال موقعه الجيوسياسي، ومكانته في المعادلات الإقليمية، وعضويته في الأمم المتحدة، ساهم بدعم الكثير من المبادرات التي تعزز دور الشباب ومشاركتهم في صنع القرار، وشمولهم بمكاسب التنمية وتوفير فرص العمل لهم، ومحاربة التطرف والتكفير، إضافة للدور الأردني في مكافحة الإرهاب، والمساهمة بقوات حفظ السلام دولياً.
ما يسعى له الأردن.. هو تحقيق الأمن والسلام والتنمية والرفاه لجميع شعوب المنطقة، ومساعدة الدول التي تعاني من ظروف اقتصادية قاهرة، تحملتها نتيجة التزامها بالقيم الإنسانية.الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/22 الساعة 00:04