علي القضاة يكتب: شذرات عجلونية (16).. إيران في سوريا (1)
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/19 الساعة 10:56
الدكتور: علي منعم القضاة *
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
المجرمــونَ نراهــم كيفمــا استتروا وإِنْ تَخَفّوا عن الأنظار أو ظهــــروا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، تتواصل شذراتنا لنشر الوعي عن أطماع إيران في بلاد العرب؛ وبيان أنها تشكل مع أعداء الإسلام؛ ثالوثاً قذراً (صادات ثلاثة) صفوية، صهيونية، صليبية
(https://www.facebook.com/mahmoud.obeidat.351/videos/26168355386451)، لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين، هذا ما قاله أحد أئمة الشيعة الذي انشق عنهم؛ وهو الشيخ حسين المؤيد؛ زوج ابنة عبدالعزيز الحكيم، مؤسس حزب الدعوة العراقي التابع لإيران؛ وهي أخت عمار الحكيم، زعيم الحزب حالياً. ترسيخ الاحتلال بالغزو الثقافي بدأ الغزو الثقافي الإيراني لسوريا بعد ثورة خميني الطائفية (ثورة الولي الفقيه) عام 1979، وقد استهلها بتصدير الثورة خارج الحدود الإيرانية، وقد بدأ الغزو الثقافي بحجة التقارب مع بعض الأنظمة، الطائفية. وكان من مظاهر التبعية لإيران، وبسبب عداوتها مع العراق؛ كان يكتب على جوازات السفر السورية؛ يسمح لحامله السفر إلى كل بلاد العالم ماعدا العراق وإسرائيل. وبعدها ترسخ الغزو الثقافي أكثر، بالترويج للروح الطائفية لدى الشيعة، وإقناعهم أن الطائفة هي الأساس، وليس قوميتهم التي يتبعونها، وأن نظام ولاية الفقيه هو الدين الحقيقي، الذي يجب إتباعه، ثم بتشكيل ميليشيات مسلحة، مثل حزب الله في لبنان، الذي يعدُ أكثر الفصائل إجراماً في سوريا، ثم أصبحت إيران تعزف على نغمة ثنائية الخطاب (علوي سني)، وترديد مصطلح نظام نصيري، لحشد الناس طائفياً وليس وطنياً. كما ويتغلغل النشاط الإيراني الثقافي في المجتمع السوري، بوتيرة متسارعة، تبعاً لسقوط مناطق كانت تحتفظ بها المعارضة المسلحة، وتقوم بأنشطة مستمرة في المدن السورية، وتدعم مشاريع ثقافية بهدف الهيمنة الفعلية والتأثير في وعي الشباب السوري، من خلال المنح الدراسية ونشر الكتب الزاخرة بالأحداث المزورة، بما يحقق أهدافها الطائفية. مساجد الضرار (الحسينيات) تجسد الغزو الثقافي الإيراني بشكل أوضح بقيامها بشراء عقارات في سوريا، وبافتتاح حسينيات تدير فيها إيران فعالياتها على شكل أنشطة ثقافية مختلفة، رغم خطورتها، فإن الفكرة لم تجد معارضة من النظام السوري ولم يُبالِ بها، بل واعتبر أن التحالف مع إيران فرصة سانحة لضخ أموال إيرانية داخل سوريا، أموال مدفوعة مباشرة من نظام الولي الفقيه. تقوم إيران الآن بالعديد من الإجراءات في سوريا لتثبت أن حربها عقائدية، وأطماعها مذهبية، فقد سيطرت ميليشيات إيرانية مختلفة على العديد من المساجد في مدن وقرى، شرقي سوريا ووسطها، ثم قامت بتحويل هذه، المساجد إلى مساجد ضرار (مراكز دينية)، ومقامات شيعية، لإحياء ثقافة مزارات شيعية لأشخاص يعتقدون أنهم مقدسون. ولذلك تحول التقارب بين البلدين إلى خضوع مُهين، وتبعية كاملة لنظام الولي الفقيه في إيران، وخاصة بعد انطلاق الثورة السورية التي وصفها النظام بأنها حركة إرهابية، واستدعى لمحاربتها كل أنواع الميلشيات، والقوات العسكرية سواءً أكانت إيرانية أم روسية، وانتشرت في كل مناطق سوريا. بلدة السيدة زينب عاصمة الإجرام الفارسي تحولت بلدة السيدة زينب في أطراف العاصمة السورية دمشق بعد عام (2011) من بلدة سكنية إلى مكان لإدارة عمليات ميليشيات مدعومة من إيران، ومكان لعقد اجتماعات المسؤولين الإيرانيين السياسية. ولكونها تضم قبر بنت الخليفة علي بن أبي طالب، وقبري زينب ورقية بنات الحسين، بدأ ظهور شعارات طائفية في أحياء البلدة، مثل (لن تُسبى زينب مرتين)، ذريعة اتخذتها إيران مبرراً لتأسيس ميليشيات تابعة لها تحت عنوان (الدفاع عن المراقد المقدسة)، مثل: (حركة النجباء)، و(فدائيو السيدة زينب)، و(لواء أبي الفضل العباس). أصبحت بلدة السيدة زينب مركزاً إيرانياً لإدارة وجودها العسكري ونشر التشيع الفارسي في سوريا. وبذلك شكلت إيران في سوريا حاضنة اجتماعية لمشروعها على أرضية مذهبية ودينية، في هذه المنطقة السيدة قرب دمشق، وفتحت مدارس، لغة التدريس فيها هي الفارسية، وقدمت منحاً للدراسة في إيران، وعملت على توقيع اتفاقيات ثقافية طويلة الأمد بين جامعات سورية وجامعات إيرانية، لترسيخ كل المعاني الطائفية والعقائدية وفقاً للمذهب الصفوي. تهجير السكان بقوانين ظالمة حرصت طهران على ألا يقتصر تواجدها في سوريا على الانتشار العسكري، فعملت على استقطاب عناصر موالية لها طائفياً واقتصادياً، مستغلة الأوضاع الصعبة في البلاد، وقامت بعمليات استبدال وتهجير السكان السنّة من قراهم وأراضيهم، وتعمل بوتيرة متسارعة على زيادة رقعة الاستيطان الإيراني في سوريا؛ وعلى توطين عائلات شيعية في سوريا على حساب السكان السنة الذين غادروا ديارهم مكرهين. وبسبب خضوع النظام السوري للإرادة الإيرانية، فقد أصدر القانون رقم (10)، الذي وضع من خلاله السوريين الذين غادروا عقاراتهم وأراضيهم، تحت الأمر الواقع لبيع أراضيهم؛ بمنحهم مهلة (30) يوماً فقط، لإيجاد وكيل عنهم في إثبات ملكية عقاراتهم، وإلا فإنهم يفقدون الحق فيها. الحرس الثوري قوة قادرة وفاجرة يعتبر الحرس الثوري الإيرانيّ الجهة الإيرانيَّة العسكريَّة المنوط بها مهامّ تنفيذ السياسة الإيرانيَّة التوسعية خارج إيران؛ وبحكم معتقداته الفكرية، فإنه يعمل على تحقيق أهداف فارس بتحويل إيران إلى جمهورية عالَمية تحت قيادة الولي الفقيه، حيث يمتلك الحرس الثوري قوة مالية، وميزانية مستقلة حتى عن ميزانية الدولة في إيران، (مليارات أموال الخمس)، مع سيطرته على موارد مستقلة غير خاضعة لأي رقابة برلمانية، أو حكومية مِمَّا يتيح له حرية التصرف في شراء العقارات والأراضي من النظام السوري. بطبيعة الحال فإن الحرس الثوري الإيراني الذي يملك ميزانية لا تدخل ضمن ميزانية جمهورية إيران، ولا تخضع لحساب أو مراقبة أحد؛ قد استغل هو وحزب الله اللبناني هذا القانون، وقاما بشراء عقارات زاد عددها عن (8000) ثمانية آلاف عقار في منطقة دمشق وضواحيها، لتأمين الطريق والمنطقة الممتدة من مقام السيدة زينب إلى الحدود اللبنانية. * أستاذ مشارك في الصحافة والنشر الإلكتروني
E-mail:dralialqudah2@gmail.com
(https://www.facebook.com/mahmoud.obeidat.351/videos/26168355386451)، لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين، هذا ما قاله أحد أئمة الشيعة الذي انشق عنهم؛ وهو الشيخ حسين المؤيد؛ زوج ابنة عبدالعزيز الحكيم، مؤسس حزب الدعوة العراقي التابع لإيران؛ وهي أخت عمار الحكيم، زعيم الحزب حالياً. ترسيخ الاحتلال بالغزو الثقافي بدأ الغزو الثقافي الإيراني لسوريا بعد ثورة خميني الطائفية (ثورة الولي الفقيه) عام 1979، وقد استهلها بتصدير الثورة خارج الحدود الإيرانية، وقد بدأ الغزو الثقافي بحجة التقارب مع بعض الأنظمة، الطائفية. وكان من مظاهر التبعية لإيران، وبسبب عداوتها مع العراق؛ كان يكتب على جوازات السفر السورية؛ يسمح لحامله السفر إلى كل بلاد العالم ماعدا العراق وإسرائيل. وبعدها ترسخ الغزو الثقافي أكثر، بالترويج للروح الطائفية لدى الشيعة، وإقناعهم أن الطائفة هي الأساس، وليس قوميتهم التي يتبعونها، وأن نظام ولاية الفقيه هو الدين الحقيقي، الذي يجب إتباعه، ثم بتشكيل ميليشيات مسلحة، مثل حزب الله في لبنان، الذي يعدُ أكثر الفصائل إجراماً في سوريا، ثم أصبحت إيران تعزف على نغمة ثنائية الخطاب (علوي سني)، وترديد مصطلح نظام نصيري، لحشد الناس طائفياً وليس وطنياً. كما ويتغلغل النشاط الإيراني الثقافي في المجتمع السوري، بوتيرة متسارعة، تبعاً لسقوط مناطق كانت تحتفظ بها المعارضة المسلحة، وتقوم بأنشطة مستمرة في المدن السورية، وتدعم مشاريع ثقافية بهدف الهيمنة الفعلية والتأثير في وعي الشباب السوري، من خلال المنح الدراسية ونشر الكتب الزاخرة بالأحداث المزورة، بما يحقق أهدافها الطائفية. مساجد الضرار (الحسينيات) تجسد الغزو الثقافي الإيراني بشكل أوضح بقيامها بشراء عقارات في سوريا، وبافتتاح حسينيات تدير فيها إيران فعالياتها على شكل أنشطة ثقافية مختلفة، رغم خطورتها، فإن الفكرة لم تجد معارضة من النظام السوري ولم يُبالِ بها، بل واعتبر أن التحالف مع إيران فرصة سانحة لضخ أموال إيرانية داخل سوريا، أموال مدفوعة مباشرة من نظام الولي الفقيه. تقوم إيران الآن بالعديد من الإجراءات في سوريا لتثبت أن حربها عقائدية، وأطماعها مذهبية، فقد سيطرت ميليشيات إيرانية مختلفة على العديد من المساجد في مدن وقرى، شرقي سوريا ووسطها، ثم قامت بتحويل هذه، المساجد إلى مساجد ضرار (مراكز دينية)، ومقامات شيعية، لإحياء ثقافة مزارات شيعية لأشخاص يعتقدون أنهم مقدسون. ولذلك تحول التقارب بين البلدين إلى خضوع مُهين، وتبعية كاملة لنظام الولي الفقيه في إيران، وخاصة بعد انطلاق الثورة السورية التي وصفها النظام بأنها حركة إرهابية، واستدعى لمحاربتها كل أنواع الميلشيات، والقوات العسكرية سواءً أكانت إيرانية أم روسية، وانتشرت في كل مناطق سوريا. بلدة السيدة زينب عاصمة الإجرام الفارسي تحولت بلدة السيدة زينب في أطراف العاصمة السورية دمشق بعد عام (2011) من بلدة سكنية إلى مكان لإدارة عمليات ميليشيات مدعومة من إيران، ومكان لعقد اجتماعات المسؤولين الإيرانيين السياسية. ولكونها تضم قبر بنت الخليفة علي بن أبي طالب، وقبري زينب ورقية بنات الحسين، بدأ ظهور شعارات طائفية في أحياء البلدة، مثل (لن تُسبى زينب مرتين)، ذريعة اتخذتها إيران مبرراً لتأسيس ميليشيات تابعة لها تحت عنوان (الدفاع عن المراقد المقدسة)، مثل: (حركة النجباء)، و(فدائيو السيدة زينب)، و(لواء أبي الفضل العباس). أصبحت بلدة السيدة زينب مركزاً إيرانياً لإدارة وجودها العسكري ونشر التشيع الفارسي في سوريا. وبذلك شكلت إيران في سوريا حاضنة اجتماعية لمشروعها على أرضية مذهبية ودينية، في هذه المنطقة السيدة قرب دمشق، وفتحت مدارس، لغة التدريس فيها هي الفارسية، وقدمت منحاً للدراسة في إيران، وعملت على توقيع اتفاقيات ثقافية طويلة الأمد بين جامعات سورية وجامعات إيرانية، لترسيخ كل المعاني الطائفية والعقائدية وفقاً للمذهب الصفوي. تهجير السكان بقوانين ظالمة حرصت طهران على ألا يقتصر تواجدها في سوريا على الانتشار العسكري، فعملت على استقطاب عناصر موالية لها طائفياً واقتصادياً، مستغلة الأوضاع الصعبة في البلاد، وقامت بعمليات استبدال وتهجير السكان السنّة من قراهم وأراضيهم، وتعمل بوتيرة متسارعة على زيادة رقعة الاستيطان الإيراني في سوريا؛ وعلى توطين عائلات شيعية في سوريا على حساب السكان السنة الذين غادروا ديارهم مكرهين. وبسبب خضوع النظام السوري للإرادة الإيرانية، فقد أصدر القانون رقم (10)، الذي وضع من خلاله السوريين الذين غادروا عقاراتهم وأراضيهم، تحت الأمر الواقع لبيع أراضيهم؛ بمنحهم مهلة (30) يوماً فقط، لإيجاد وكيل عنهم في إثبات ملكية عقاراتهم، وإلا فإنهم يفقدون الحق فيها. الحرس الثوري قوة قادرة وفاجرة يعتبر الحرس الثوري الإيرانيّ الجهة الإيرانيَّة العسكريَّة المنوط بها مهامّ تنفيذ السياسة الإيرانيَّة التوسعية خارج إيران؛ وبحكم معتقداته الفكرية، فإنه يعمل على تحقيق أهداف فارس بتحويل إيران إلى جمهورية عالَمية تحت قيادة الولي الفقيه، حيث يمتلك الحرس الثوري قوة مالية، وميزانية مستقلة حتى عن ميزانية الدولة في إيران، (مليارات أموال الخمس)، مع سيطرته على موارد مستقلة غير خاضعة لأي رقابة برلمانية، أو حكومية مِمَّا يتيح له حرية التصرف في شراء العقارات والأراضي من النظام السوري. بطبيعة الحال فإن الحرس الثوري الإيراني الذي يملك ميزانية لا تدخل ضمن ميزانية جمهورية إيران، ولا تخضع لحساب أو مراقبة أحد؛ قد استغل هو وحزب الله اللبناني هذا القانون، وقاما بشراء عقارات زاد عددها عن (8000) ثمانية آلاف عقار في منطقة دمشق وضواحيها، لتأمين الطريق والمنطقة الممتدة من مقام السيدة زينب إلى الحدود اللبنانية. * أستاذ مشارك في الصحافة والنشر الإلكتروني
E-mail:dralialqudah2@gmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/19 الساعة 10:56