محمد القرعان يكتب: هل هذا مقبول أخلاقيا ووطنيا وسياسيا؟
بقلم د محمد كامل القرعان
أن كل الخطر في أن نصغي لأي صوت يدعونا إلى الاستسلام، والقعود، و قتل الهمة ، وقتل الروح المعنوية ، فهذا ليس من متطلبات المرحلة الحالية التي تحتاج الى المزيد من الحذر واليقظة في ظل الاردياد الكبير بعدد المصابين في وباء كورونا.
لا احد يعارض اي نوع من السياسة او اي قرار اذا كان معتمدا على علم ومعرفة وناتج عن عمق وطني و دراسات عملية وتطبيقية ، ويراعي كل الجوانب التي تتعلق بحياة البشر ومصالحهم ، لكن الاخطر اذا كانت هذه القرارات على قاعدة (اذهبوا انتم وربكم وقاتلوا إنا هاهنا قاعدون)، وناجمة عن سياسات قصيرة النظر وغير مقنعة وتقود إلى الفشل لا سيما ان التجارب السابقة اثبتت ذلك.
والقرار الفاشل هو الذي يُكلّف الوطن كثيرا ماديا وسياسيا واخلاقيا، وهو الذي يجرب فيه كل أنواع الطرق للوصول الى الهدف بغض النظر عن النتائج ، وعلى ما يبدو ان الثقة هي الشيء الوحيد الذي ظل الإنسان متورطا به على أمل التغيير والاصلاح، لكن على الثابت أن الفشل له جاذبية كبيرة جدا ، ويبدو ان الخداع وكسب الوقت، هدف المرحلة وعنوانها.
الكل مع الوطن ولا اثنين يختلفان على هذا المبدأ ، لكن الناس اصابها الملل والكدر جراء تقلب السياسات والاضطراب في اتخاذ القرارات وكثرة الوعود وقلة التنفيذ ، وعلى ارض الواقع كل شي على ما هو عليه ، (ليس هناك جديد ) ، فالحياة تزداد صعوية وتعقيدا ، والتحديات جسام وهي ماثلة امام الجميع في رزقهم وتعليمهم وصحتهم،، فكل شي اصبح صعب امام الشعب ،وليس من السهل الحصول عليه الا (بطلوع الروح).
ومروا لمناعة القطيع التي تنتهجها الحكومة اليوم والسماح بتفشي وباء كورونا بين اوساط الناس، فان الاقدام على مثل الخطوة يحتاج الى استعداد قوي ، وقدرات صحية واسرة ومستشفيات ومختصين وكوادر طبية تستوعب المصابين الى جانب القدرة على التخفيف من الاثار الاقتصادية الكارثية على الطبقات الاجتماعية الاقل حظا ، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه ، هل لدى الحكومة الامكانيات المتوفرة لتحمل تبعات مثل هذه القرارات ؟ جراء عدم قدرة القطاع الصحي لمواجهة اية ازمة او ظرف استثنائي.
وموازاة مع ذلك، يفترض ان تستعد الحكومة بتهيئة القطاع الصحي لاستيعاب الحالات المصابة الاكثر سوء، وتقوم بواجبها كما امرها سيد البلاد الملك وولي عهده ، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا ومضاعفاته مثل كبار السن والاطفال ومن يعانون الأمراض المزمنة خاصة في ظل عدم وجود لقاح للمرض واضح ومعتمد ضمن معايير منظمة الصحة العالمية.
يجب ان نفكر ونخطط على المدى الطويل والقصير لكي نوقف قتل الروح المعنوية لدى الناس ومن أجل ان نستعيد ألقنا ، ونصوب المسار ، وأن نوقف اي عملية تضر بالبلد وبحق الشعب.
ان أكثر الحكومات لا ترى انها لابساً رداء الشر ، بل تظن انها ترتدي رداء الخير ، ومن هنا تضل وتتجبر ، لقد فقدت هذه الحكومة كل مصطلحات الانتقاد والنقد ، ولم تعد تعبر مطلقا عن حالة الرضا والسخط الساكن فى صدور الاردنيين بكل انتماءاتهم. هل هذا منطقى ومقبول أخلاقيا وقيميا ووطنيا وسياسيا؟