عبدالله الخوالدة يكتب: كورونا إن عدتم عدنا

مدار الساعة - كتب: عبدالله الخوالدة يبدو أن معركتنا مع كورونا لم تبدأ بعد ، فمنذ تسجيل الحالة الأولى اتخذت الدولة الأردنية إجراءات صارمة ، وصلت إلى عزل البلاد عن بقية العالم وفرض حظر تجوال شامل ، وتعطيل قسري للمنشآت الحكومية والخاصة للبقاء في مأمن عن الفايروس ، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن إلا تأجيلا مؤقتًا لمعركة حتمية لا مفر من خوضها. الحكومة الأردنية وجدت بأن الإجراءات الصارمة لن تجدِ نفعًا ؛ بل ستزيد طين الإقتصاد المنهك بِلةً ، لذا قررت على حين غرة بعودة القطاعات تدريجياً دون تخطيط مسبق ، وكأنها لم تستفد من فترة الحظر إلا شراء الوقت لعل الفايروس ينشف ويموت ويصبح في طي صفحات التاريخ. عادت القطاعات وعاد كورونا للظهور مجددًا أكثر صلابةّ وقوةً ليشن الهجمات المتتالية مُخلفًا عشرات الإصابات يومياً ، بينما كان الرد الحكومي على تلك الهجمات بتحميل المواطنين مسؤولية ما يجري بسبب الاستهتار والمخالطة ، متناسيةً التراخي الذي حدث على المعابر الحدودية الأمر الذي أدى إلى حالة من الانفلات الوبائي . لا أنكر غياب الوعي لدى الكثير من المواطنين تجاه الفايروس وانعدام الإلتزام بسبل الوقائية الصحية ، إلا أن تلك الممارسات والتصرفات اللامسؤولة لا يمكن ضبطها إلا بقوة وسلطة القانون الذي تشرف الحكومة على تنفيذه