إعلان نتائج استطلاع اتجاهات المثقفين وقادة الرأي نحو الأولويات الثقافية
مدار الساعة - أعلنت وزارة الثقافة، نتائج استطلاع اتجاهات المثقفين الأردنيين وقادة الرأي نحو الأولويات الثقافية في الأردن للعشر سنوات المقبلة، الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية لصالح الوزارة.
وقال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء في المركز الثقافي الملكي، إن الوزارة تسعى من خلال هذا الاستطلاع العلمي والمنهجي، والذي يعد جزءاً مهماً ومؤشراً حقيقياً في الإطار الاستراتيجي للثقافة الذي تشتغل عليه الوزارة، إلى فهم أفضل لحالة الحياة الثقافية في الأردن، وإلى اتخاذ القرارات الإصلاحية المهمة، وتطوير السياسات الثقافية على أسس علمية تراعي الاحتياجات وتسد الثغرات في بنية المجتمع والأفراد.
وأكّد أهمية مشاركة مجتمع المثقفين الأردنيين في الإجابة على أسئلة تشغل الدولة والمجتمعات والمؤسسات في تقديرها للمستقبل واحتياجاته، لمساعدة متخذي القرار على تصميم السياسات والموازنات في المجال الثقافي وتحسينه، مؤكداً أهمية نتائج الدراسة تطوير السياسات الثقافية والتنموية على حد سواء، حيث ستعمل الوزارة على الاستفادة من هذه النتائج إلى جانب الإطار الاستراتيجي في تطوير البرامج الثقافية.
وأوضح الدكتور الطويسي أنّ الدراسة هدفت إلى الكشف عن اتجاهات الفئات المستهدفة حول المشاركة الفاعلة وأهميتها في مختلف نواحي الحياة الثقافية، والتعرف على حالة الثقافة المجتمعية بما تشمله من قيم وعادات وتقاليد وأعراف، وتقييم دور وزارة الثقافة في العديد من مجالات الثقافة والفنون والتراث، والكشف عن اتجاهات الفئات المستهدفة حول نمط الحياة للأفراد والجماعات نحو مجموعة واسعة من الممارسات والأعمال، والتعرف على مصادر تهديد الثقافة والفجوات التي تعاني منها، والنظرة إلى المستقبل الثقافي في الأردن والمجالات التي من الممكن أن يحتويها في صُوَره وأشكاله ومحدداته ومعززاته.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور زيد عيادات، إن منهجية الدراسة تمت وفق استطلاع عينة من المثقفين الأردنيين وقادة الرأي العام والشباب أصحاب المواهب المختلفة في الأردن بلغ عددهم 1000 شخص استجاب منهم 816 شخصا، للوقوف على آرائهم نحو الأولويات الثقافية الوطنية من أجل تحقيق أهداف الدراسة التي تمّ تحديد عينتها من رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين الأردنيين، وأعضاء الجمعية الفلسفية الأردنية، وقيادات الاتحادات العمالية والنقابية، وأعضاء مجلسي النواب والأعيان، والقيادات الحزبية، والأكاديميين في الجامعات الرسمية والخاصة، والشباب من أصحاب المواهب المختلفة.
وتحدث الدكتور عيادات عن أهمية مثل هذا النوع من الدراسات في دعم صناعة القرار في تطوير سياسات على أسس علمية واضحة.
بدوره، عرض مدير الاستطلاعات في المركز الدكتور وليد الخطيب لأهداف الدراسة، وأبرز النتائج، والفئات المستهدفة، وخطوات إجراء الدراسة.
وفيما يتعلق بالمشاركة الثقافية، أظهرت نتائج الاستطلاع ارتفاع نسب المشاركة والانخراط في الأنشطة والبرامج الثقافية، فالغالبية العظمى منهم يشاركون في حضور المحاضرات وبنسبة 81 بالمئة، و78 بالمئة يشاركون في حضور الندوات، و76 بالمئة يشاركون في حضور المؤتمرات، و55 بالمئة يشاركون في حضور الأمسيات الشعرية والقصصية، و52 بالمئة يشاركون في حضور المسرحيات، فيما كانت أقل نسبة في الحضور والمشاركة هي للأنشطة السينمائية بواقع 39 بالمئة.
كما ظهر أنّ نصف المستجيبين تقريباً 47 بالمئة يشاركون في الكتابة، و21 بالمئة يشاركون في كتابة القصص، و20 بالمئة يشاركون في الفن والتصوير، ويشارك في كتابة الشعر 18 بالمئة منهم، فيما يشارك في الإعداد والإنتاج والكتابة 15 بالمئة وتشارك النسبة نفسها في المسرح والموسيقى 15 بالمئة، وفي الفنون التشكيلية والغناء 13 بالمئة، والدراما 10 بالمئة، وبذلك تبين النتائج أن أقل نسبة في الحضور والمشاركة هي للأنشطة السينمائية.
وأفاد 50 بالمئة من الذين يقرأون الكتب والقصص والروايات والمسرحيات بأنهم يقرأونها بشكلها الورقي كل الوقت أو معظمه، فيما أفاد 38 بالمئة بأنهم يقرأونها بشكل ورقي وإلكتروني معاً، وأفاد 12 بالمئة بأنهم يقرأونها بشكلها الإلكتروني كل الوقت أو معظمه.
وأظهرت النتائج أنّ أعضاء مجلسي النواب والأعيان هم الأكثر قراءةً للكتب والروايات بشكلها الورقي 65 بالمئة، يليهم أعضاء الجمعية الفلسفية الأردنية 59 بالمئة، فيما كان أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين الأعلى قراءةً للكتب والروايات والقصص والمسرحيات بشكلها الإلكتروني 15 بالمئة، تليهم فئة قيادات الاتحادات العمالية والنقابية 13 بالمئة، كما أظهرت النتائج أيضاً أنّ المستجيبين الذكور أعلى قراءةً للقصص والكتب والروايات بشكلها الإلكتروني من المستجيبات الإناث 13 بالمئة ذكور، 7 بالمئة إناث.
وحول تقييم أدوار وزارة الثقافة فيما يخص النشر الثقافي، أفادت الغالبية العظمى 75 بالمئة من المستجيبين بعدم معرفتها بالمجلات الثقافية التي تصدر في الأردن، فيما أفاد ربعهم فقط 25 بالمئة بمعرفتهم بهذه المجلات، كما أنّ الغالبية العظمى من المستجيبين الذين يعرفون بهذه المجلات 92 بالمئة منهم قيّموا المحتوى الثقافي للمجلات الثقافية التي تصدر في الأردن بالجيد جداً والجيد.
وفي المهرجانات والفعاليات، أظهرت النتائج أن 37 بالمئة من المستجيبين يعتقدون أنّ المهرجانات التي تقام في الأردن كافية، فيما يعتقد 27 بالمئة بكفاية المحاضرات الثقافية التي تعقدها وزارة الثقافة، ويعتقد 25 بالمئة أن المناظرات والحوارات الأدبية والفنية والثقافية كافية، فيما يعتقد 23 بالمئة بكفاية المعارض والفنون التشكيلية، ويعتقد فقط 17 بالمئة أنَّ الفعاليات المسرحية والمسرحيات كافية، وأفاد 17 بالمئة أن الفعاليات الموسيقية كافية، فيما يعتقد 14 بالمئة بكفاية السينما والدراما وهي الأقلّ كفايةً من الفعاليات الثقافية التي تعقدها وزارة الثقافة.
وحول الاستفادة من برامج وزارة الثقافة، أظهرت نتائج الدراسة أن نصف المستجيبين 52 بالمئة شاركوا أو استفادوا من برامج الوزارة ، وكان أكثر المشاركين أو المستفيدين من هذه البرامج هم من الشباب أصحاب المواهب 96 بالمئة، يليهم أعضاء الجمعية الفلسفية الأردنية 59 بالمئة، ومن ثم أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين 42 بالمئة، فيما كان أقل المشاركين أو المستفيدين من برامج وزارة الثقافة الأكاديميون في الجامعات الرسمية والخاصة وبنسبة 19 بالمئة، إذ جاء ترتيبهم بعد قيادات الاتحادات العمالية والنقابية 28 بالمئة.
وبحسب الدراسة فقد أفادت الغالبية العظمى 72 بالمئة ان النشاطات التي تقام من خلال المراكز التابعة لوزارة الثقافة في المحافظات غير كافية، وتعتقد الغالبية العظمى من المستجيبين 80 بالمئة أنّ تلك المراكز يجب ألا تتبنى الأجندة والفعاليات الثقافية نفسها، ويجب عليها اختيار أجندتها وفعاليتها بناء على خصائص كل محافظة، فيما يعتقد 18 بالمئة أنّه يجب تبني أجندة ثقافية موحدة لجميع محافظات المملكة.
وحول إعادة هيكلة الوزارة، يعتقد أكثر من نصف المستجيبين 56 بالمئة بأنّ وزارة الثقافة بحاجة إلى إعادة هيكلة، فيما يعتقد 28 بالمئة بأنها ليست بحاجة إلى ذلك، كما أن هيكلة الوزارة يجب أن تشمل حسبما أفاد 23 بالمئة من المستجيبين كوادر الوزارة، والعمل على رفع كفاءة العاملين فيها، ويعتقد 11 بالمئة أنه يجب استحداث دائرة تعنى بالشباب والثقافة وربطها مع المدارس والجامعات، كما يعتقد 10 بالمئة أنه يجب استحداث دائرة خاصة بالدراما والمسرح والتمثيل والسينما.
أما عن تقييم الأداء في البرامج الرئيسية، يعتقد 35 بالمئة من المستجيبين أن أداء الوزارة في مشروع المدن الثقافية الأردنية جيد، كما يعتقد 36 بالمئة أنه جيد في مشروع مكتبة الأسرة، و33 بالمئة يعتقدون أنه جيد في برامج ثقافة الطفل، فيما يعتقد 39 بالمئة أنه جيد في برامج المواهبب، كما يعتقد 39 بالمئة من المستجيبين أنّ أداء وزارة الثقافة ضعيفٌ في منصات تدريب الفنون، و41 بالمئة يعتقدون أنّه ضعيفٌ في برامج دعم النشر الثقافي، كما يعتقد 36 بالمئة أنه ضعيفٌ في جوائز الدولة التقديرية، ويعتقد 32 بالمئة أنه ضعيفٌ في مشاريع حماية التراث.
وحول تقييم واقع الإنتاج الثقافي في السنوات العشر الأخيرة، فقد تمّ السؤال عن تقييم واقع الإنتاج الثقافي والفني في الأردن، وأظهرت النتائج أنّ هنالك تراجعاً وبشكل واضح لتقييم المستجيبين، وبصفة عامة لواقع الإنتاج الثقافي والفني في الأردن، حيث أفاد 58 بالمئة من المستجيبين أنّ الدراما التلفزيونية تراجعت وبشكل ملحوظ، والمسرح تراجع وفق اعتقاد 49 بالمئة، وحسب اعتقاد 46 بالمئة فإنّ الإنتاج الأدبي في الشعر تراجع ايضا بشكلٍ ملحوظ، بالإضافة الى تراجع الإنتاج الأدبي في القصة وفق 37 بالمئة من المستجيبين، وان الإنتاج الأدبي في الرواية تراجع ايضا وفق 37 بالمئة منهم، فيما تراجعت صناعة الأفلام حسب اعتقاد 53 بالمئة من المستجيبين، كما تراجعت الفنون التشكيلية حسب اعتقاد 36 بالمئة من المستجيبين.
وبحسب الدراسة فقد تم تحديد أبرز 5 مصادر لتهديد الثقافة وجاءت على النحو التالي: يعتقد 16 بالمئة أن أبرز مصدر يهدد الأمن الثقافي الوطني هو ضعف الإنفاق العام على الثقافة، فيما يعتقد 15 بالمئة أن أبرز مصدر لتهديد الأمن الثقافي الوطني هو العولمة والانفتاح الخارجي غير المدروس والغزو الثقافي، ويعتقد 10 بالمئة أنّ الجهل وقلة الوعي هما ما يهدد الأمن الثقافي الوطني، و9 بالمئة يعتقدون أن الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي هو ما يهدد الأمن الثقافي الوطني، كما يعتقد 5ر5 بالمئة أنّ المشاكل الاجتماعية هي ما يهدد الأمن الثقافي الوطني.
وحول محركات الثقافة في الأردن، فقد سألت الدراسة المسحيّة المستجيبين حول محركات الثقافة في الأردن، وتحديداً الثقافة المجتمعية التي تعنى بنمط الحياة اليومي، وبينت النتائج ان 74 بالمئة يرون أنها قيم الأسرة، و74 بالمئة يعتقدون انها المشاركة، ثمّ التراث بنسبة 72 بالمئة، وتحقيق الذات 69 بالمئة، والحداثة 69 بالمئة، والدين 63 بالمئة، والتوافق 60 بالمئة، فيما لا يوافق 44 بالمئة على أنّ صفة الذكورية هي من محركات الثقافة المجتمعيّة.
أما حول المسؤولية الاجتماعيّة للشركات حيال الثقافة، فقد شملت الدراسة سؤال المستجيبين حول تقييمهم لمدى مساهمة القطاع الخاص والشركات في دعم الثقافة، حيث بيّنت النتائج أنّ الغالبية ترى أنّ 54 بالمئة من الشركات لا تساهم بدعم الحركة الثقافية الأردنية وتقوم بالمسؤولية الاجتماعيّة في هذا المجال، فيما يعتقد 46 بالمئة أنّها تقوم بذلك، وان فئة الشباب هم الأكثر اعتقاداً أنّ الشركات العامة المساهمة تقوم بدورها في دعم الحركة الفنية الثقافية الأردنية 68 بالمئة، تليها فئة قيادات الاتحادات العمالية والنقابيّة، فيما كانت فئة أعضاء الجمعية الفلسفية الأردنية 26 بالمئة الأقل اعتقاداً أنّ الشركات العامة المساهمة تقوم بدورها في دعم الحركة الثقافية الأردنية وتقوم بالمسؤولية الاجتماعيّة، تليها فئة أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين 28 بالمئة.
وخلص الاستطلاع إلى أن الأولويات الثقافية الوطنية من وجهة نظر قادة الرأي والمثقفون والشباب في عينة الدراسة التي يجب التركيز عليها في السنوات العشر المقبلة هي، 4ر12 يعتقدون انه يجب التركيز على حماية اللغة العربية، و12 بالمئة زيادة المحتوى الثقافي الأردني على شبكة الانترنت، و6ر11 بالمئة يعتقدون انه يجب تطوير تعليم الفنون وإدخال الإنتاج الثقافي الأردني في مناهج التعليم المدرسي وفي خطط التعليم الجامعي، و5ر10 بالمئة دعم الدراما والمسرح، و4ر10 بالمئة تطوير البنية التحتية الثقافية في المحافظات، و9ر9 بالمئة اكتشاف مواهب الشباب الأردني ورعايتها، و 7ر8 يعتقدون انه من الاولويات إنشاء صندوق دعم الثقافة والفنون، و6ر8 دعم ثقافة الطفل الأردني، فيما يرى 5ر8 بالمئة انه من اهم الاولويات دمج المجتمعات المحلية في المحافظات بحركة الفنون والإبداع ، فيما يرى 4ر7 اهمية دعم الهيئات والجمعيات الثقافية وتوفير سبل التمويل الملائمة لها.