حسان ملكاوي يكتب: حيرة المسؤولين والحكومات

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/06 الساعة 15:36
بقلم:
حسان عمر ملكاوي

من الثابت أننا جزء من عالم نتأثر بما يجري به، ولا شك أننا من الدول التي تعاني اقتصادياً، وكما نعلم أن حجم التأثر في الأزمة يكون بمقدار مخزونك وقدراتك السابقة، ومن اليقين أننا أمام ظرف استثنائي يواجه العالم، إضافة إلى ظرف خاص بما نتعرض له من ضغوط نتيجة مواقف ومبادىء ما تنازلنا يوم عنها، ولن نتازل طال الزمان أو قصر جاد الزمان أو جف، فلا التحسين الاقتصادي ولا الضيق المعيشي يجعلنا نتازل عن معتقدات أو مبادى أو حقوق لنا في أرض أو مقدسات، ولا نقبل بسياسة التضيق لقبول واقع ولا نرضى بيع الموقف وقبض الثمن، ولا ننسى هدفنا وحاجتنا إلى محاربة الفساد وما جر أصحابه على الوطن من ويلات. نعم نحن أصلاً نعاني من صعوبات اقتصادية لأسباب عديدة منها قلة الموارد، ومنها فساد البعض، ومنها عدم التعامل الإيجابي مع حالات سابقة ، اضافة إلى صعوبات فرضها الموقع الجغرافي وظروف الجوار .....الخ، كل ما سبق يضاف إليه أن الحكومة جاءت في وقت صعب محملة بعبىء كبير نتيجة الظروف السابقة، ونتيجة اسهامات البعض و اخطاء اناس سابقين ساهمت في تضخم اقتصادي وضنك معيشي مع ارتفاع مديونية الدولة رغم رفع الاسعار وسياسة جباية انتهجوها ودفع الشعب ثمنها لكنه لم يلمس آثار تحسن، وللأسف أن البعض يتغنى بهم ويطالب بوجودهم، وما يزيد الحيرة لدى الحكومة أو المسؤول أن البعض ما زال يمارس الانتقاد أياً كان القرار فلا هو مع الحظر الشامل ولا الجزئي وعند حظر يوم الجمعة لم يكتفي البعض بالانتقاد بل وصل حديثهم حد السخرية و إطلاق النكات، والتعليم عن بعد من وجهة نظرهم غير مقبول والتعليم المنتظم خطا وخطر، والانتخابات استحقاق دستوري اذا اجريت قال البعض لا حاجة، وإذا الغيت قالوا هروباً وتراجعا عن الديمقراطية، وعند استكمال النشاط الرياضي قالوا ما أهمية ذلك، وعند وقفه قالوا دول تعاني من حروب ووباء وتستمر بانشطتها الرياضية، وعند فتح القطاعات ومحاولة التعايش مع الوباء وهذا اتجاه عالمي الآن أيضًا لم يخلو الأمر من الانتقاد، وفوق كل ذلك اصر البعض على مخالفة التعليمات، وممارسة بعض السلوكيات، وزاد في الاختلاط وتنظيم المناسبات، وابتعد البعض عن تلبية نداءات الوطن في تقديم تبرعات أو حاجات أو أساسيات. ولكن كنت أتمنى أن لا اسمع تبرير حول نقص الكوادر الصحية فنحن نصدر كفاءات وموضوع التعين متاح ويخفف من بطالة مكدسة حتى لو كان ذو تكلفة اقتصادية وكان من الأولى بنظري معالجة ومراعاة ذلك النقص من اليوم الاول وليس عند استقالة أو مطالبة أحدهم بذلك.
وايضا حبذا لو يتم معالجة بعض المتناقضات فمثلا المتعثرين ماليا لا يتم تجديد جوازات سفرهم وبنفس الوقت يرفع التعميم والمطالبة عن المتعثرين ماليا في الداخل ومن باب اولى اعطاء المتعثر فرصة العمل خارجيا املا في السداد او على الاقل سد الحاجات المعيشية لعائلته واسرته، وهناك فرق بين متعثر مالي يقيم ويعمل في الخارج وبين فاسد او سارق يهرب، ولا نريد لاجل الثاني ان نظلم الاول.
قلت في مقالات سابقة وأعيد التمسك بما أعتقد من رأي أو أرى من قناعات أنه بالتأكيد في مثل هذه الأزمات لا يوجد قرار مثالي يخلو من السلبيات ولا يوجد كتاب أو حالة مثاليه بالتعامل مع الوباء نظراً للضعف العالمي في المعلومات عن ذلك الوباء مما أوجد وفرض أنه لا توجد تجارب مثالية عالمياً للاقتداء بها والاحتذاء بها
أنا ادرك أن العديد من الاجراءات لها سلبيات، ولكن من يتخذ القرار هو لا يبحث الان عن قرار يخلو من السلبيات، لانه لن يجده، ولكن يبحث على الأقل ضررا، معتمدا على قاعدة أن درء المفاتن والضرر أولى من جلب المنافع والغنايم، مراعيا أنه لا يعيش بمعزل عن العالم، فهو بحاجة الى فتح القطاعات، متاثر بحركة وقرارات الاخرين وتنظيم الرحلات أو فتح المطارات، وبنفس الوقت عليه دعم بعض القطاعات، وتقديم لها بعض الاعفاءات، أو التأجيل لها لجزء من الالتزامات. كل ذلك يزيد من حجم الأعباء، وبنفس الوقت يحتاج إلى التعاون من جميع الاطراف، والتوقف الآن عن كثرة توجيه الانتقادات، فالمسؤول الآن بحاجة الى اقتراحات ومساعدات في الطروحات والفكر والجانب المعنوي والمالي،
وأن يقوم الجميع بما عليه من التزامات تجاه الوطن وما يعانيه من صعوبات وليس التصيد للاخطاء والعثراث. وما سبق ليس دفاعا عن أشخاص أو حكومات، وليس تهجما أو تقليل من ما يبديه البعض من أراء لمواجهة أمور أو حاجات او ضرورات أو مستجدات، ولكن ما سبق هو وصف لوضع عالمي تحتاج به الدول الى التكاثف شعوبا وحكومات والتوحد معا ووضع الخلافات جانبا، وعدم النظر الى كل قرار من زواية واحدة، دون اعتبار أن الضرورات تبيح المحظورات. وما يسجل للحكومة الحالية أنها تأخذ القرارات وتحتفظ بمرونة اجراء التغيرات حسب المقتضيات والدراسات وحسب الملاحظات الواردة أثناء التطبيق. وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.
  • ملكا
  • اقتصاد
  • لب
  • الشامل
  • مال
  • مناسبات
  • مقالات
  • معلومات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/06 الساعة 15:36