فهد الخيطان يكتب: رحلات شاقة وأنباء غير سارة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/05 الساعة 23:20
سجلت تحفظات من قطاعات متعددة على آلية فتح المطارات التي أعلنتها الحكومة نهاية الأسبوع الماضي.
وملخص تلك التحفظات أن الآلية المعتمدة لاتشجع على قدوم المسافرين الأجانب للأردن، وتحرم المكاتب السياحية من ممارسة عملها المعتاد، وتمنح الملكية الأردنية ميزات حصرية.
وقيل أيضا ان الهدف الوحيد من تسيير الرحلات المبرمجة هو تسهيل عودة الأردنيين المغتربين إلى ديارهم.
الملاحظات صحيحة دون شك، ومن الواضح أن الهدف هو بالفعل ترتيب عودة سريعة وآمنة للمغتربين، خاصة من الدول الخليجية.
ومن المستبعد تماما أن نشهد قدوم أفواج سياحية في ضوء تعليمات الحجر المعتمدة.
لكن الصيغة المقررة لفتح المطار أمام الرحلات المنتظمة، هي في الحقيقة صيغة تجريبية، ومتدرجة تبدأ بأربع رحلات يومية ثم ترتفع إلى ثمانٍ، وهكذا.
وقد تصمد العملية وتتطور إلى أبعد من ذلك، وقد تتراجع كليا تبعا لعوامل كثيرة، أبرزها استعداد الدول والوجهات المقترحة للقبول بالشروط الأردنية، وتعليمات السفر لمواطني تلك الدول، ومعدلات انتشار فيروس كورونا هنا وفي البلدان المعنية، وتصنيف العواصم العالمية للأردن من حيث معدلات انتشار الفيروس، وغيرها من الاعتبارات المتغيرة يوميا.
المؤكد أننا لن نشهد عودة طبيعية للسفر حول العالم في وقت قريب، تماما كما هو الحال مع مختلف أشكال الحياة على كوكبنا بعد جائحة كورونا.
حياتنا كبشر أصبحت في العموم حقل تجارب في محاولة للتكيف مع واقع جديد وغير مسبوق. صلتنا بالعمل متأرجحة،اليوم نذهب إلى أعمالنا وغدا ربما نعود للعمل عن بعد.
طلبة المدارس مشتتون بين عدة نماذج تعليمية. نذهب إلى الأسواق ثم نكتشف فجأة أن علينا الاعتماد على التسوق الإلكتروني لتلبية حاجاتنا، نجلس في المطعم ونحن ننظر إلى ساعتنا حتى لايداهمنا موعد الحظر.
نلتقي ونتواصل بحذر شديد تحسبا من نقل العدوى أو حملها.
المطارات مناطق خطرة للغاية وكذلك الطائرات، فهى أماكن مغلقة تعج بالبشر من كل الجنسيات، وإجراءات السفر اليوم أصبحت لاتطاق، وتتطلب معاملات وأرواق رسمية . تخيل أن عليك الانتظار في المطار ثلاث ساعات قبل أن تعرف نتيجة فحص كورونا، ولاتعلم إن كنت ستعود لبيتك أو أن تحملك الفرق الصحية إلى مستشفى الأمير حمزة.
قد يصاب المرء بشكل عارض عند نقاط التفتيش أو داخل الطائرة، وكل من هم حولك مصادر عدوى محتملة.
نحن في قلب الجائحة ولم نغادرها، ولانملك ترف التطلب واقتراح البدائل أو الاختيار بينها. ليس أمامنا من خيار سوى خوض مغامرة التجربة والتعلم من الأخطاء وتبديل الخيارات والانتقال من وصع مستقر إلى حالة طوارىء بسرعة. الاستقرار صار أمرا صعب المنال في كل نواحي حياتنا.
هناك دائما رابحون وخاسرون في العملية المتقلبة. قطاعات كاملة ستهوي وتنهار وأخرى تنهض على وقع الأزمة. وفي لحظة أخرى ينقلب الحال ويربح الخاسر ويخسر الرابح.
والخبر السيىء لنا جميعا أن العام المقبل لن يكون أحسن حالا من 2020 التي نستعجل رحيلها ونحملها كل كوراثنا. جائحة كورونا لن تنتهي بنهاية السنة الحالية وسنبقى نعيش في ظلالها القاتمة لزمن غير معروف، والأمر لايتوقف على رحلات الطيران الشاقة.الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/05 الساعة 23:20