لا ..ليس مجهولا .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/30 الساعة 03:04
/>الكاتب: كمال زكارنة
دموع الفلسطينيات الحرائر، التي ذرفت على شهيد اردني في بلدة زعترة الفلسطينية، بمنطقة نابلس في دولة فلسطين المحتلة، لا يمكن ان تنسكب بهذا الشكل، كما لا يمكن للالم العميق، ان يرتسم على تلك الوجوه الوردية الجميلة، حزنا على شخص غير معروف،مضى على استشهاده اكثر من ثلاثة وخمسين عاما،وعمره شهيدا يفوق اعمار الباكيات على روحه الطاهرة،ولا يمكن لتلك الجموع الغفيرة،من ابناء الشعب الفلسطيني من كل الاعمار،ان تجتمع وتموج وتهدر كموج البحر العالي،حماسا واندفاعا للوغى،وهي تفيض بالمعنويات والكبرياء والشجاعة والبسالة،وتستحضر في تلك اللحظات،منازلات بطولية كثيرة،كما تستذكر شهداء ارتقوا في فلسطين الطاهرة المقدسة،دفاعا عن ترابها وعروبتها وإسلاميتها وهويتها وقدسها واقصاها وصخرتها المشرفة ولا يعرفون الشهيد،يكفي ان يعرف شعب فلسطين والاردن والأمتان العربية والاسلامية ،ان الشهيد اردني،والاجمل ان يعرف الجميع انه البطل فريد يوسف بني حسن.
الشهيد فريد،بكل تأكيد انه فريد في شجاعته وبسالته وبطولته،لكنه ليس فريدا في الشهادة،فهنك آلاف الشهداء الابطال الاردنيين،الذين ضحوا بارواحهم وشبابهم ودمائهم،من اجل فلسطين ودفاعا عنها،من رجال بني حسن وجميع العشائر والعائلات الاردنية.
فريد ليس مجهولا ولا وحيدا ولا غريبا،لو سألناه،الى اين تريد ان ننقلك ايها الطاهر،لأجاب من فلسطين الى فلسطين،فهو يعرف حب ودفء تراب فلسطين له،ويعرف جيدا ان تراب فلسطين لا يمكن ان يتخلى عنه او ان يسمح بانتشاله منه،اسوة بجثامين الشهداء الآخرين الراقدين في قلب ذلك التراب الطهور.
قي كل قرية ومدينة فلسطينية شهيد اردني وشهداء،وعلى كل ربوة وسفح جبل وفي كل سهل وواد،في ربوع دولة فلسطين المحتلة،مدرعة او دبابة او آلية او عربة اردنية محترقة،وليس ادلّ من ذلك على ان الجيش العربي الاردني قاتل في ارض فلسطين بشجاعة وبسالة،بما اتيح له من عتاد وسلاح،فقد استخدم كل ما وقع بين يديه من تجهيز وتسليح عسكري،ولا ذنب له بالنتائج.
عندما كان الجنود الاردنيون ينسحبون من موقع بسبب نفاذ الذخيرة،كانوا يخفون سلاحهم الفردي الخفيف والمتوسط،بشكل يجعل العثور عليه سهلا،حتى يتمكن ابناء الشعب الفلسطيني من الاهتداء اليه واستخدامه ضد الاحتلال الصهيوني من قبل رجال المقاومة،وهذا ما حصل بالفعل.
اجساد الشهداء الاطهر والاكرم من كل المخلوقات،ليست الا جسرا قويا،يوصل بين التوأمين الاردن وفلسطين،وحصنا متينا يصون العلاقات الاخوية ويحميها بين الشعبين الشقيقين،فلا انفكاك ولا انفصام او انفصال ولا غربة بين اشقاء تجمعهم الجغرافيا والتاريخ والحياة بكل تفاصيلها واشتباكها وملحها ومرّها.
عاش الاردن وعاشت فلسطين،وما اجمل واطهر وازكى التي تغذي شرايين العلاقة بينهما ..انها دماء الشهداء
  • مال
  • اردن
  • إسلامي
  • الاردن
  • عربية
  • شباب
  • لب
  • عرب
  • الجيش العربي
  • نتائج
  • عبين
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/30 الساعة 03:04