أخطاء التحكيم تهدد بتدمير دوري أبطال أوروبا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/27 الساعة 14:35
مدار الساعة - جاءت الأحداث التحكيمية السخيفة التي وقعت على ملعب سانتياغو بيرنابيو خلال مواجهة ريال مدريد وضيفه بايرن ميونيخ بعد أسابيع قليلة من مواجهة برشلونة المشوهة أمام باريس سان جيرمان، مما تسبب بضرر بالغ لبطولة دوري أبطال أوروبا.
سيكون من المناسب لو أن اتحاد كرة القدم الأوروبي (يويفا) تخلى عن النشيد الرسمي لدوري أبطال أوروبا، واستبدله بأغنية فكاهية تناسب عبثية الأحداث، سيظل في مقدور اللاعبين الاصطفاف والإنصات لها بتبجيل ووقار، بالطبع، لأنها ستكون مادة ترفيهية مسلية تكشف أمام الجماهير التناقض الصارخ بين ما تزعم البطولة أنها تمثله والصورة الهزلية التي غالباً ما تبدو عليها.
جرى الترويج لمباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ في ربع النهائي باعتبارها مواجهة كبرى تضمن لمشاهديها مستوى متميزاً من الإثارة والمتعة.
بدلاً عن ذلك، يبدو أن هذه المباراة ستظل عالقة في الأذهان لما تضمنته من قرارات تحكيمية معوجة على نحو مذهل لا يملك المرء أمامها سوى الوقوف مشدوهاً رافعاً حاجبيه، عاجزاً عن تصديق ما تراه عينيه.
احتوت المباراة على عدد من القرارات المعيبة على رأسها البطاقة الحمراء التي تلقاها آرتورو فيدال جراء تدخل رآه الكثيرون عادياً، مع أنه ارتكب خطأ قبل ذلك خلال المباراة استحق عليه الطرد، والهدفان من وضعيتي تسلل لكريستيانو رونالدو، وهدف سيرخيو راموس بالخطأ في مرمى فريقه الذي جاء من حالة تسلل على روبرت ليفاندوفسكي، لدرجة تدفع بفوز ريال مدريد في هذه المباراة إلى ذات الفئة التي تنتمي إليها مباراة برشلونة أمام باريس سان جيرمان التي شهدت صحوة غير مستحقة لصالح الأول.
في كلتا المواجهتين، جاءت قرارات التحكيم على درجة من التشوه والسذاجة جعلت المدربين يبدون وكأنهم تخرجوا لتوهم في مدرسة التكهنات الخاطئة.
جاء فوز ريال مدريد في تلك الليلة التي شهدت تقدم جاره أتلتيكو مدريد نحو نصف النهائي بعد تفوقه على ليستر سيتي بنتيجة إجمالية 2-1، حيث جاء الهدف الأول للروخيبلانكوس من ركلة جزاء لأنتوان غريزمان جرى احتسابها عن مخالفة وقعت خارج منطقة المرمى.
جاء هذا القرار مشوهاً أيضاً، وإن كانت المباراة على الأقل لم تشهد طرد مارك آلبرايتون المتسبب بالخطأ، على خلاف ما حدث مع أندرياس بيك الذي تعرض للطرد خلال المباراة التي شهدت هزيمة بيشكتاش أمام دينامو كييف في دور المجموعات بسبب تداخل وقع بينه وبين لاعب خصم خارج منطقة المرمى.
وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع ما ألمح إليه آرسين فينغر من أن آرسنال ربما لم يكن ليخسر أمام بايرن ميونيخ، ناهيك عن كون النتيجة التي خسر بها 10–2، لو أن الحكام أصدروا قرارات صائبة فيما يخص البطاقات الحمراء وركلات الجزاء، يبقى من الواضح أن مكانة بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم تراجعت كثيراً جراء سلسلة من قرارات التحكيم الخاطئة.
في الواقع، الخطأ طبيعة بشرية - وقد كان هذا تحديداً المبرر الذي اعتمدت عليه الكيانات المعنية بإدارة وتنظيم كرة القدم لعقود طويلة.
ومع ذلك، مرت سنوات منذ آخر مرة بدا فيها هذا العذر مقبولاً، فعلى مدار فترة طويلة تمسكت هذه الكيانات برفض الاعتماد على التكنولوجيا للمعاونة في الحد من الأخطاء التي يقع بها الحكام، وذلك على نحو أثار الشكوك في وجود تقصير متعمد من جانبها في الاضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها. ويبقى التساؤل المحير قائماً: لماذا تفضل هذه الكيانات التنظيمية بقاء المباريات عرضة بمثل هذه الصورة الخطيرة للأخطاء البشرية في وقت تدرك جيداً أن ذلك يترك المباريات أيضاً عرضة للفساد البشري والرشوة؟ أي متابع لكرة القدم منذ فترة من المحتمل أن يكون عاين أخطاء تحكيمية أسوأ وأشد قسوة عن تلك التي وقع بها الحكم جوزيف أودارتي لامبتي، من غانا، خلال واحدة من مباريات التأهل لبطولة كأس العالم بحق السنغال، عندما تعرض خاليدو كوليبالي لاحتساب ركلة جزاء ضده بسبب لمسة يد للكرة رغم أنه بدا واضحاً للسواد الأعظم من المتابعين للمباراة أن الكرة اصطدمت بساقه. ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عاقب الحكم الشهر الماضي بحرمانه من مزاولة التحكيم مدى الحياة، فإن الاتحاد لم يعلن حتى الآن عن حيثيات قراره بالكامل. لذلك دعونا نبدي شعورنا بالامتنان لأنه قريباً سيتوافر قدر أكبر من الوضوح على صعيد التحكيم بفضل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا. وفي أعقاب تجارب ناجحة متعاقبة، مثلما حدث خلال المباراة الودية الأخيرة بين فرنسا وإسبانيا عندما جرى تصويب قرارات بخصوص هدفين في أعقاب مشاهدة الحكم إعادة لأحداث المباراة في مكان داخل الملعب، من المقرر اعتماد الفيديو في معاونة الحكام في الكثير من المسابقات الموسم القادم، بما في ذلك كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الألماني. وينبغي أن تدفع المهزلة التي شاهدناها في مباريات دوري الأبطال الاتحاد الأوروبي للتفكير في ضرورة بذل قصارى جهده لضمان صدور قرارات تحكيم صائبة في البطولات التي يروج لها بحماس ويوليها جل اهتمامه. والمؤكد أن التكنولوجيا ستضمن صدور قرارات صائبة على نحو أكبر، لكن ينبغي التنويه بأن ذلك لا يعني أننا سنبلغ بالضرورة درجة الكمال. يذكر أنه في وقت سابق من الموسم، تسببت تقنية "عين الصقر" التي استخدمت في الدوري الإيطالي الممتاز في إرسال عن طريق الخطأ تنبيه بتسجيل هدف إلى الحكام المسؤولين عن مباراة سامبدوريا وجنوى بعدما ارتطمت الكرة بالعارضة وارتدت بعيداً عن خط المرمى، ولكن التقارير الإعلامية التي تناولت الأمر ألقت اللوم على قصور في دائرة كهربائية. وبعد عدة أسابيع، وقع أمر مشابه في فرنسا خلال مباراة بين بوردو ورين، وأشارت الشركة المصنعة للتقنية المستخدمة، "جول كونترول"، في تصريحات صحفية لاحقة لصحيفة "لو موند" أن الخطأ وقع نتيجة تعثر الجهاز عن العمل لتعرضه للارتباك والتشويش بسبب القميص الأصفر اللامع الذي كان يرتديه حارس المرمى. ورغم ذلك، تظل الحقيقة أن الاعتماد على تكنولوجيا الفيديو في قرارات التحكيم سيحد من أخطاء التحكيم ويقلص فرص تحول مزيد من مباريات دوري أبطال أوروبا إلى مهازل جديدة.
ومع ذلك، مرت سنوات منذ آخر مرة بدا فيها هذا العذر مقبولاً، فعلى مدار فترة طويلة تمسكت هذه الكيانات برفض الاعتماد على التكنولوجيا للمعاونة في الحد من الأخطاء التي يقع بها الحكام، وذلك على نحو أثار الشكوك في وجود تقصير متعمد من جانبها في الاضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها. ويبقى التساؤل المحير قائماً: لماذا تفضل هذه الكيانات التنظيمية بقاء المباريات عرضة بمثل هذه الصورة الخطيرة للأخطاء البشرية في وقت تدرك جيداً أن ذلك يترك المباريات أيضاً عرضة للفساد البشري والرشوة؟ أي متابع لكرة القدم منذ فترة من المحتمل أن يكون عاين أخطاء تحكيمية أسوأ وأشد قسوة عن تلك التي وقع بها الحكم جوزيف أودارتي لامبتي، من غانا، خلال واحدة من مباريات التأهل لبطولة كأس العالم بحق السنغال، عندما تعرض خاليدو كوليبالي لاحتساب ركلة جزاء ضده بسبب لمسة يد للكرة رغم أنه بدا واضحاً للسواد الأعظم من المتابعين للمباراة أن الكرة اصطدمت بساقه. ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عاقب الحكم الشهر الماضي بحرمانه من مزاولة التحكيم مدى الحياة، فإن الاتحاد لم يعلن حتى الآن عن حيثيات قراره بالكامل. لذلك دعونا نبدي شعورنا بالامتنان لأنه قريباً سيتوافر قدر أكبر من الوضوح على صعيد التحكيم بفضل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا. وفي أعقاب تجارب ناجحة متعاقبة، مثلما حدث خلال المباراة الودية الأخيرة بين فرنسا وإسبانيا عندما جرى تصويب قرارات بخصوص هدفين في أعقاب مشاهدة الحكم إعادة لأحداث المباراة في مكان داخل الملعب، من المقرر اعتماد الفيديو في معاونة الحكام في الكثير من المسابقات الموسم القادم، بما في ذلك كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الألماني. وينبغي أن تدفع المهزلة التي شاهدناها في مباريات دوري الأبطال الاتحاد الأوروبي للتفكير في ضرورة بذل قصارى جهده لضمان صدور قرارات تحكيم صائبة في البطولات التي يروج لها بحماس ويوليها جل اهتمامه. والمؤكد أن التكنولوجيا ستضمن صدور قرارات صائبة على نحو أكبر، لكن ينبغي التنويه بأن ذلك لا يعني أننا سنبلغ بالضرورة درجة الكمال. يذكر أنه في وقت سابق من الموسم، تسببت تقنية "عين الصقر" التي استخدمت في الدوري الإيطالي الممتاز في إرسال عن طريق الخطأ تنبيه بتسجيل هدف إلى الحكام المسؤولين عن مباراة سامبدوريا وجنوى بعدما ارتطمت الكرة بالعارضة وارتدت بعيداً عن خط المرمى، ولكن التقارير الإعلامية التي تناولت الأمر ألقت اللوم على قصور في دائرة كهربائية. وبعد عدة أسابيع، وقع أمر مشابه في فرنسا خلال مباراة بين بوردو ورين، وأشارت الشركة المصنعة للتقنية المستخدمة، "جول كونترول"، في تصريحات صحفية لاحقة لصحيفة "لو موند" أن الخطأ وقع نتيجة تعثر الجهاز عن العمل لتعرضه للارتباك والتشويش بسبب القميص الأصفر اللامع الذي كان يرتديه حارس المرمى. ورغم ذلك، تظل الحقيقة أن الاعتماد على تكنولوجيا الفيديو في قرارات التحكيم سيحد من أخطاء التحكيم ويقلص فرص تحول مزيد من مباريات دوري أبطال أوروبا إلى مهازل جديدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/27 الساعة 14:35