مؤسس الخطوط الجوية الملكية الأردنية علي غندور: من حبل المشنقة إلى عالم الأعمال الباهرة 

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/29 الساعة 13:33
مدار الساعة - توفي اليوم السبت، مؤسس الخطوط الجوية الملكية الاردنية "عالية" علي غندور. وتاليا قصة الرجل وكيفية قدومه إلى الأردن وإلتقائه بالراحل الكبير جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وفق ما نقلت "صحيفة النهار اللبنانية": رجل الأعمال البشوش الوجه، الناشط باستمرار من دون إقرار بالشيخوخة، لأنّ في "الحركة بركة" كما يقول. علي غندور، احد مساهمي "النهار" وصديق آل تويني من الجد غسان، الى الابن جبران، فالحفيدة نايلة، يغادر اليوم الى هناك، مستسلما في نهاية المطاف، على الدرب التي يعرف كل انسان انه سيسلكها. لكن الفارق كبير على الطريق، بين من ترك اثراً، وخط سيرة، وحقق انجازا، وبين مرور عابر لا نكهة له ولا ذكرى. علي غندور من الاولين. الشاب اللبناني الجنوبي الذي جاب العالم، وأسس الاعمال والشركات، وفي سجله الحافل شركة الطيران الملكية الاردنية "عاليه"، في البلد الذي حضنه هاربا من لبنان، ومنحه الجنسية الاردنية. علي غندور الذي لجأ الى الاردن بعدما حكم عليه بالاعدام في بلده، وهو السوري القومي الاجتماعي انذاك، والذي اتهم (زورا) بمشاركته في الانقلاب الفاشل الذي قام به القوميون في العام 1961. وعن تلك المرحلة يروي علي غندور: في اواخر العام 1961 كنت في باريس مع زملاء لي نتلقى دروساً فنية حول طائرة الكارافيل التي كانت ستنضم الى اسطول شركة الخطوط الجوية اللبنانية التي كنت مسؤولاً عن صيانة طائراتها، وفي هذه الاثناء وتحديداً في رأس السنة قام الحزب السوري القومي الاجتماعي بمحاولة انقلاب في لبنان الامر الذي سبب لي صدمة اذ انني لم اؤمن ان الانقلابات هي خير وسيلة للوصول الى الحكم لا سيما ان الحزب السوري القومي حزب عقائدي يؤمن بالتبشير العقائدي في المجتمع وبالتالي يصل المؤمنون بفكره الى الحكم فيكرسون المجتمع المدني الذي يؤمن بالحرية والديموقراطية منهجاً للحكم العادل. عدم ايماني او اشتراكي بمحاولة الانقلاب لم يمنع الحكومة اللبنانية من ملاحقتي فكنت مطلوباً للعدالة وفاراً لاجئاً في باريس ومنها الى افريقياـ ساحل العاج، فالكويت حيث عملت لفترة وجيزة في مديرية الطيران المدني. وهناك قال المسؤولون في وزارة الداخلية: اذا صدر الحكم عليك في لبنان بالبراءة تبقى عندنا على الرحب والسعة اما اذا صدر الحكم بحقك وطلبك لبنان فعلينا عندئذ تسليمك وعندها نرى ان تغادر الكويت فوراً. في شهر آب من عام 1962، صدر الحكم علي بالاعدام فغادرت الكويت فوراً الى الاردن. في عمان توجهت مع بعض الامناء في الحزب لزيارة جلالة الملك لتقديم الشكر على حسن ضيافة الرفاق. وحينها سألني جلالته عن مشاريعي المستقبلية وكان يعرف عن مهنتي في الطيران، اجبته: ربما اعود الى افريقيا الغربية واعمل هناك. رفض الفكرة وقال انت هنا بين اهلك في الاردن، تبقى معنا ونؤسس معاً شركة طيران وطنية، اذ ان الشركة التي كانت قائمة يومها كانت اجنبية ولا هم لها الا جني الارباح فلا تدرب الشباب ولا توسع خطوطها. قمت فوراً باجراء الدراسات فأعجب بها وطلب مني ان نباشر بالتنفيذ وهكذا كان. فبعد اسبوع باشرنا بتسيير الرحلات من عمان الى القدس وبيروت. اول طائرة كانت من طراز DCC استأجرناها من شركة الخطوط الجوية اللبنانية التي كنت قبل محاولة الانقلاب رئيساً للمهندسين لديها ومسؤولاً عن صيانة طائراتها. وكان للأخوين كارلوس والفونس عريضة اللبنانيين اصحاب الشركة دور كبير في دعم تأسيس شركة "عاليه". ثم اعطاني جلالة الملك طائرتين كانتا في السلاح الجوي الملكي فحولتهما الى طائرات مدنية. اما اسم "عاليه" فخلال اجتماعي الاخير مع جلالة الملك بحثنا في اسم الشركة فطلبت منه الموافقة على اسم "الخطوط الجوية الملكية الاردنية"، فوافق ثم طلب مني اضافة اسم "عاليه" وهو اسم ابنته البكر الاميرة "عاليه"، ليبين للجميع مدى اهتمامه بالشركة ودعمه ورعايته لها. كانت بداية متواضعة انما بطموح كبير وكانت الخطوة الاولى لمسيرة طويلة مع جلالته استمرت اكثر من سبعة وثلاثين عاماً، بدأت كرئيس لمؤسسة الطيران ثم مستشاراً لجلالته حاملاً رسائله لعدد كبير من الملوك والرؤساء". وقد تولى غندور رئاسة مجلسها والإدارة العامة حتى عام 1989. أنتخب عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة الدولية للنقل الجوي (IATA) ثم اصبح رئيس لجنة التنمية البشرية التابعة لها. وأسس وترأس مجلس إدارة كل من "شركة الأجنحة العربية"، ومؤسسة سعادة للثقافة"، كما أسس كل من "أكاديمية رواد الطيران" وكان رئيساً مشاركاً فيها، و"شركة الشحن الجوي العربي"، و"شركة ارامكس" والتي شغل عضوية مجلس إدارتها. وساهم في تأسيس كل من "شركة طيران جيت" في الهند وشغل عضوية مجلس إدارتها ورئاسة اللجنة التنفيذية فيها، و"مركز الدراسات العربية المعاصرة" في "جامعة جورج تاون" في الولايات المتحدة وترأس المجلس الاستشاري للمركز لمدة 10 أعوام. كما كان عضواً في مجلس إدارة "مؤسسة الملكة نور الحسين"، و"شركة ناس للطيران"، و"شركة آرام للاستثمارات الدولية"، و"شركة المنتجعات السياحية في الأردن"، وعضواً في مجلس أمناء كل من "الصندوق الملكي للثقافة والتعليم"، و"الجمعية الملكية للفنون الجميلة"، وعضواً ثم رئيساً للجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي للنقل الجوي "الاياتا"، ومؤسساً ورئيساً للجنة التنمية البشرية التابعة لذات الاتحاد. حاصل على بكالوريوس في هندسة الفضاء من "الجامعة الأميركية في بيروت"، كما درس هندسة الطيران في "جامعة نيويورك" في الولايات المتحدة. النهار اللبنانية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/29 الساعة 13:33