زيد النوايسة يكتب: انتكاسة وبائية ولكنها ليست مفاجئة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/26 الساعة 22:36
التدهور الوبائي المتسارع منذ السابع من شهر آب الحالي يجب ألا يكون مستغربا ولا مفاجئا وعلينا أن نتهيأ لمرحلة جديدة وصعبه طالما أن الوباء ما يزال ينتشر في العالم بوتيرة متسارعة ولكن بنفس الوقت ألا نرهن كل شيء حتى تنتهي الجائحة، فالأمر ليس بمقدورنا وحدنا حتى لو تمكنا من الوصول للمرحلة الخضراء ولأشهر طويلة.
عالميا وحتى هذا التاريخ بلغت الاصابات أربعة وعشرين مليون إصابة وأكثر من ثمانمائة وعشرين ألف وفاة والرقم يتزايد كل ثانية بينما ما تزال الإصابات التي تم اكتشافها في الأردن سواء كانت وافدة او محلية اقل من ألفي إصابة والوفيات خمس عشرة وفاة، وهذا نتاج جهود للدولة بمختلف أجهزتها لا يمكن إنكاره، ولكنه يندرج ضمن تأجيل وضبط الانتشار وليس القضاء عليه أو ينشف ويموت.
في بداية انتشار الجائحة حصل ارتباك في التعاطي معها عالميا وكان النموذج المرجعي لمعظم الدول هو تجربة الصين في عزل مدينة أوهان لأكثر من سبعين يوما مما ساهم في محاصرة الوباء داخليا ولكنه انتشر لاحقا بشراسة في العالم؛ كان لإيطاليا وإسبانيا النصيب الأكبر من دفع الكلفة ولاحقا الولايات المتحدة الاميركية ودول أميركا اللاتينية التي ما تزال تترنح تحت ضربات الجائحة، وبالتالي بدأت معظم دول العالم تضع برتوكولات جديدة تقلل قدر المستطاع من الانتشار حتى يتم التوصل للقاح أو علاج.
محليا؛ ثغرة واحدة نتيجة إهمال في مركز حدود جابر أوصلتنا لرقم غير مسبوق منذ آذار الماضي والأرقام مرشحة لزيادة كبيرة خلال الأيام القادمة بعد الحديث عن حفل زفاف في منطقة ماركا؛ التقديرات الأولية للمخالطين قد تصل لعشرة آلاف مخالط وربما تكون من أخطر بؤر الانتشار في عمان التي تستقبل كل القادمين من المحافظات يوميا.
مهما حاولت الأجهزة الحكومية استخدام لغة التحذير والتنبيه ستبقى احتمالية حدوث مثل هذه الثغرات واردة فهذا مجتمع قوامه عشرة ملايين مواطن؛ منهم ما يزال يعتقد أن كورونا مؤامرة كونية ويمارس حياته دون اكتراث لأي إجراءات سلامة ووقاية ولا تستطيع الدولة وضع شرطي مع كل مواطن لضبط سلوكه لكنها تستطيع أن تحمر عينها وتطبق القانون على من يخالف ويقيم حفل زفاف أو يتساهل على الحدود أو لا يلتزم بالحجر المنزلي.
الاستعداد للمرحلة المقبلة تستدعي آليات جديدة تتعلق بطبيعة الحجر والتفكير جديا بالعزل المنزلي الاجباري أو إقامة مناطق للعزل ضمن المنشآت الكبرى كالمدن الرياضية أو بيوت الشباب أو انشاء مراكز جديدة كمركز العزل في منطقة البحر الميت وزيادة قدرتها الاستيعابية خاصة وأن فتح المطار لن يتأخر كثيرا وهو امر لا مفر منه الا إذا قررنا ان نعيش كجزيرة معزولة وندفع الكلفة من اقتصادنا المأزوم أصلا.
مقارنة مع الجوار ومع من يملكون إمكانيات أكبر منا في وضع مقبول لكن المهم ألا يتفاقم أكثر خاصة ونحن مقبلون على فصلي الخريف والشتاء وهما بيئة مناسبة لانتشار امراض الانفلونزا التي قد تحدث إرباك للجهاز الصحي، لذلك من المناسب ان يكون هناك برنامج وطني للتطعيم ضد الانفلونزا يشمل الجميع.
في المحصلة هذه معركة مع الوباء يخوضها العالم ونحن جزء منها وعلينا كلفة لا بد من تحملها وعلى الجميع أن يساهم في تقليل الآثار المترتبة.الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/26 الساعة 22:36