المساعدة يكتب: رسائل مهمة وعاجلة أمام دولة الرئيس الرزاز

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/25 الساعة 22:23

بقلم: جهاد أحمد مساعده

دولة الرئيس الدكتور عمر الرزاز، لا أحد يشك بقدرتكم في إدارة كثير من الملفات الصعبة، ونحن نعلم أنك صاحب رأي سديد وحكمة، تمتاز بالحلم والعقلانية، وأنت الآن في موقع مهم من المسؤولية، وأن المرحلة لا تحتمل ارتكاب أي خطأ.

ونتيجة لكثير من التناقضات التي يسمعها المواطن الأردني من تصريحات حول جائحة كورونا، فإنه يقع على دولتكم تصويب الأخطاء، واتخاذ سلسلة من القرارات والإجراءات لإحداث تغيير ايجابي لآثار هذه الجائحة التي يشهدها الوطن.

فنحن نمر بمرحلة استثنائية، ولا بد من وضع الخطط الصحيحة غير الخاضعة لاجتهادات شخصية، فمن يتحمل الخطأ الناتج عن تلك الاجتهادات؟ التي قد يكون لها آثار كارثية ومدمرة على الجوانب الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية.

من هنا ابعث لدولتكم عدداً من الرسائل التي تهم كثيراً من القطاعات في هذا الوطن.

الرسالة الأولى: تأجيل دوام المدارس:

 لماذا لم يتم تأجيل بدء الدوام الرسمي للمدارس لمدة شهر على الأقل على أن يكون ذلك على حساب العطلة الصيفية؟ وهذا يتيح للحكومة قراءة خارطة الطريق للحالة الوبائية بشكل واضح، ووضع الخطط السليمة في التعامل معها.

 لماذا لا يكون شهر أيلول هو عملية إعداد للمعلمين وتأهيلهم لدورات تدريبية متخصصة لبناء قدراتهم؟ وخاصة فما يتعلق بالتعليم عن بُعد، واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

 لماذا لم يتم حصر احتياجات أسر الطلبة الذين تضرروا من التعلم عن بُعد خلال الفصل الدراسي الثاني؟، وتزويدهم بالأجهزة التي قد تساعدهم في التعليم عن بُعد وقت الحاجة.

 لماذا المخاطرة بصحة الطلبة؟ وإخضاع الدوام للحالة الوبائية في المنطقة، ما دام هناك أمام الدولة وقت لتأخير الدراسة.

 كيف تقنع الدولة أولياء الأمور أن يرسلوا فلذات أكبادهم للمدارس الحكومية في حال ازدياد عدد الإصابات؟

الرسالة الثانية: البطالة بين الشباب:

- على الحكومة وضع الخطط المناسبة لتخفيض نسبة البطالة بين صفوف المعطلين عن العمل، فإحالة الموظف ممن بلغت خدمته 25 عامًا إلى التقاعد، ومنحه للحوافز أصبح ضرورة مُلحة، وهذا الإجراء سيخلق وظائف شاغرة للشباب وللمعطلين عن العمل.

 انتقال أعداد كبيرة من طلاب المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، سيؤدي إلى فقدان عدد كبير من العاملين في المدارس الخاصة لوظائفهم، حيث يبلغ عددهم (46000) معلم ومعلمة، كما سيلحق أيضًا أضررًا كبيرة على الاستثمارات للمدارس الخاصة.

الرسالة الثالثة: المغتربون في الخارج

- فقدان عدد كبير من الأردنيين العاملين بالخارج لوظائفهم، سيزيد من نسبة البطالة بين الأردنيين مما يتطلب إلى وضع خطط للتعامل معهم.

- كثير من المغتربين ينتظرون العودة إلى الوطن، وأن عدد من أبنائهم الطلبة تقطعت بهم السبل، فهم لا يستطيعون إلحاقهم بالمدارس في دول الاغتراب نتيجة للظروف المادية وفقدانهم للوظائف، وأيضًا لا يستطيعون الآن الدخول إلى الوطن إلا بعد سلسلة من الإجراءات الطويلة, مما يعرض الطلبة إلى ضياع عام دراسي عليهم.

دولة الرئيس: تقوم الدولة الأردنية على ركائز أساسية منها الصحة والتعليم فبدون الصحة لا يستطيع الإنسان التعليم، فالصحة أولًا ومن ثم يأتي التعليم وهو أساس التقدم، وقد اشتهر الأردن بتميزه في التعليم، وأصبح يُشار للمتعلمين الأردنيين بالبنان.

بصراحة نحن اليوم بحاجة إلى وضع خطط استثنائية في زمن مُتغير، خطط غير قابلة للاجتهاد أو الخطأ، فالمصلحة العليا للأردن لا تحتمل الخطأ، وكما قال الشهيد وصفي التل: "عندما يتعلق الأمر بالوطن لا فرق بين الخيانة والخطأ لان النتيجة ذاتها".

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/25 الساعة 22:23