أزمة كورونا.. تشديد القيود في عدة دول تجنبا لموجة ثانية من الوباء

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/24 الساعة 10:15
مدار الساعة - تُشدّد دول كثيرة على غرار كوريا الجنوبيّة قيودها وإجراءاتها الحدوديّة، خشية حصول موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد يمكن أن تتسبّب بها عودة المصطافين من العطل كما هي الحال في إيطاليا والنمسا. ووسّعت كوريا الجنوبيّة الأحد نطاق قيودها الصحّية السارية في منطقة العاصمة سيول لتشمل كامل أراضيها، فأغلقت الشواطئ والمطاعم والحانات والمتاحف وفرضت إقامة الأحداث الرياضية بلا جمهور. وفي الدولة الآسيويّة التي كانت بين البلدان الأولى المتضرّرة جرّاء الوباء في الربيع بعد الصين، سُجّلت الأحد 397 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، في أعلى حصيلة يومية منذ مطلع آذار/مارس. وقال مدير المراكز الكورية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها جونغ يون-كيونغ الأحد إنّ "الوضع خطير جداً وجدّي، لأننا على شفير وباء وطني". في الهند، تجاوز عدد الإصابات بكورونا عتبة الثلاثة ملايين الأحد مع تسجيل حوالي 70 ألف إصابة جديدة و912 وفاة، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات جراء المرض إلى 56706. وكانت ثاني دولة أكثر اكتظاظاً في العالم فرضت واحداً من أكثر إجراءات الإغلاق صرامة في أواخر آذار/مارس، تم رفعها مطلع حزيران/يونيو لمحاولة إنعاش اقتصاد منهك. خشية من إصابات مصدرها الخارج في أوروبا، تُبقي عودة المواطنين من العطل، الدولَ في حال تأهّب، إذ إنّها تخشى وصول مصابين من الخارج. وفرضت النمسا السبت قيوداً صحية صارمة على الحدود السلوفينية تسببت بازدحام كبير، وانتظر المصطافون خصوصاً الألمان والهولنديون، في بعض الأماكن حتى الساعة العاشرة تلك الليلة. تتحدث فيينا عن ارتفاع مستمرّ في عدد الإصابات على أراضيها، إذ إن الفحوص أظهرت إصابة ثلث المصطافين منذ شهر لدى عودتهم من كرواتيا. منذ السبت، توقِف النمسا كل سيارة آتية من سلوفينيا لتسجيل بيانات الركاب الشخصية، وكذلك أولئك الذين يعبرون النمسا فقط متوجهين إلى دولة أخرى، بهدف تعقّب المصابين. وتخشى إيطاليا، أول دولة أوروبية تفشّى فيها الوباء، حدوث موجة ثانية. وسجلت إيطاليا 1210 إصابات جديدة بكوفيد-19 خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق ما جاء في حصيلة رسمية نشرت الأحد، ما يؤكد ارتفاع عدد الحالات نتيجة التنقلات وأنشطة الترفيه الصيفي. كما سجلت منطقة روما خلال 24 ساعة عددا قياسيا من الإصابات الجديدة منذ بداية تفشي الوباء في آذار/مارس ومعظمها مرتبط بالعودة من الإجازات. ويشار خصوصا إلى العائدين من سردينيا في جنوب إيطاليا والتي نجت من الموجة الأولى من الفيروس لكن حركة السياح والمحتفلين غير الحذرين، ساهمت في عودة انتشار الفيروس. تجري إيطاليا فحوصاً للمصطافين الآتين من هذه الجزيرة على متن عبارات في مرفأ سيفيتافيكيا الكبير على بعد سبعين كيلومتراً نحو شمال روما. ويقول فرانشيسكو مازا وهو يعمل مُنتج فيديو ويبلغ 43 عاماً "على متن العبارة، كنا مكدسين مثل السردين، لم يخففوا القدرة الاستيعابية للسفن ولم يزيدوا عددها" مندداً بـ"عدم التنظيم في إيطاليا". في ألمانيا أيضا، ازداد عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد في الأيام الأخيرة بسبب عودة أعداد كبيرة من السياح الألمان بعد قضاء إجازاتهم في مناطق ينتشر فيها الفيروس في الخارج، وفقا للسلطات. وأعلن مسؤولون أن جزيرة ليسبوس اليونانية التي تستضيف أكثر من 15 ألف طالب لجوء أضيفت الأحد إلى لائحة المناطق الخاضعة لإجراءات "مشددة" بسبب فيروس كورونا. وتأتي هذه الخطوة مع إعلان الحكومة اليونانية ارتفاع عدد الإصابات اليومية الجديدة الى 284 على مستوى البلاد في الـ24 ساعة الأخيرة. تدافع دام في إيرلندا، قررت السلطات هذا الأسبوع تشديد القيود على التجمعات. وأعلن رئيس الوزراء الإيرلندي ميتشل مارتن الأحد، أنه سيدعو البرلمان إلى الانعقاد بعد فضيحة سياسية مرتبطة بفيروس كورونا، طالباً من المفوض الأوروبي للتجارة الإيرلندي فيل هوغان الاستقالة لتورطه فيها. وقدّم هوغان اعتذاره لمشاركته الأربعاء، في حفل عشاء لمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس نادي الغولف التابع للبرلمان، بحضور 82 مدعوا. وقد أدى ذلك إلى استقالة عدد كبير من المسؤولين بينهم وزير الزراعة دارا كالياري. في باريس، فُرضت تدابير صارمة لضبط الخروج المتوقع للحشود بعد نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ولفت وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إلى أن الوباء "لم يتوقف عن الانتشار (...) ولم تتم السيطرة عليه إلا خلال فترة الإغلاق ومن ثم خلال مرحلة رفع القيود الصحية بشكل تدريجي"، مشددا على أنه بعد إلغاء التدابير التي كانت مفروضة لمكافحة الفيروس، سيعود الوباء ويتفشى مجددا. وسُجّلت أكثر من 4500 إصابة جديدة بكوفيد-19 في فرنسا خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقًا للأرقام الصادرة الأحد عن هيئة الصحة العامة الفرنسية. وفي العالم، أودى الوباء بما لا يقلّ عن 805470 شخصاً وأصاب أكثر من 23 مليون شخص في 196 بلداً ومنطقة منذ ظهوره في الصين أواخر كانون الأول/ديسمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس. وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي أكثر المناطق تضررا بالوباء حيث أودى الفيروس بأكثر من 257469 شخصاً. وسُجّل أكثر من نصف عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في العالم في أربع دول هي الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والهند. في البيرو، لقي 13 شخصا على الأقل حتفهم خلال تدافع حصل عقب تنفيذ الشرطة مساء السبت عملية دهم لناد ليلي في البيرو حيث أقيمت حفلة رغم الحظر المفروض على تجمعات مماثلة. أ ف ب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/24 الساعة 10:15