كمال زكارنة يكتب: ملحمة القبول الجامعي
الكاتب: كمال زكارنة
ما ان خرج طلبة الثانوية العامة هذا العام، من صدمة نتائج التوجيهي، التي شهدت ارتفاعا في المعدلات لم تعهده المملكة منذ تأسيس امارة شرق الاردن، والاعداد الكبيرة من الطلبة الذين حصلوا على اعلى المعدلات، اذ تقدر اعداد الذين حصلوا على معدلات ما بين التسعين والمئة بالآلاف،وهي اعداد ومعدلات غير مسبوقة تاريخيا، مما تسبب بازدحام شديد وتنافس اكثر شدة على مقاعد الطب البشري وطب الاسنان خاصة، والعلوم الطبية والهندسية في الجامعات الحكومية المحدودة، في برنامجي التنافس والموازي، وما زاد من شدة المنافسة، الاعداد القليلة جدا من المقاعد والتخصصات المتبقية للطلبة الذين لا يستفيدون من القبولات الجامعية التي تقسم تحت مسميات مختلفة كثيرة، تحصد اكثر من خمسة وثمانين بالمئة من القدرة الاستيعابية للجامعات لهذا العام من الطلبة الجدد.
كل شيء هذا العام مختلف، ظروف وباء الكورونا، امتحان التوجيهي مرة واحدة، تقديم الامتحانات وفق نظام الدوائر،التصليح على نظام الماسح الضوئي واسماء الطلبة مكشوفة امام المصحيين، خوف الطلبة من الكورونا والامتحان،عدم كفاية الوقت لبعض الامتحانات،ورود اخطاء في الاسئلة لبعض المواد،وغير ذلك من الملاحظات الاخرى.
واهم ما يميز هذا العام ايضا، ويرفع من منسوب التزاحم على المقاعد الجامعية وخاصة الحكومية، ان السواد الاعظم من الطلبة المتفوقين في معدلاتهم، ونتيجة للظروف العالمية التي فرضها وباء الكورونا،سوف يدرسون في المملكة ولن يتمكنوا ولن يختاروا الدراسة في دول عربية او اجنبية،لذلك سنشهد معركة حامية الوطيس على مقاعد الطب البشري وطب الاسنان تحديدا في جميع الجامعات التي تدرس هذه التخصصات،وكذلك على تخصصات العلوم الطبية الاخرى والهندسية ايضا في مختلف الجامعات الحكومية، الامر الذي يتطلب من الجامعات نفسها، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مضاعفة اعداد المقبوولين هذا العام، بما يتناسب مع ارتفاع نسب المعدلات واعداد المتفوقين من الطلبة، واتاحة الفرصة امام اكبر عدد منهم للالتحاق بالجامعات في مختلف التخصصات
الامر الآخر الذي لا بد من الاشارة اليه،وهو تزامن تقديم طلبات القبول الموحد للجامعات مع تقديم طلبات الموازي،وخشية بعض الطلبة من عدم تمكنهم من الحصول على قبول في تخصصات اختاروها في طلب القبول الموحد ثم اختاروها في برنامج الموازي،من الزامهم بدراستها على برنامج الموازي ودفع رسوم مضاعفة.
كان من الاجدى فتح باب التقدم للقبول على برامج الموازي بعد اعلان نتائج القبول الموحد، حتى يستطيع الطالب اتخاذ القرار المناسب،هل يدرس التخصص الذي حصل عليه في القبول الموحد ام يتقدم بطلب جديد لبرنامج الموازي في الجامعة التي يختارها.
العملية برمتها،تقديم امتحان التوجيهي،وطلبات القبول الجامعية،التنافس والموازي، يحتاج الى دراسة معمقة ومراجعة وتقييم شامل واعتماد منهج ثابت.
ان انشاء وتأسيس اكثر من كلية طب في جامعات جنوب المملكة،سوف يكون له آثار ايجابية كبيرة جدا خاصة فيما يتعلق باستقطاب الطلبة للدراسة في تلك الجامعات.