بانتظار الاستراتيجية الأميركية للسلام

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/27 الساعة 01:19
فيصل ملكاوي

مع ان الرئيس الاميركي دونالد ترمب وضع شعار ( اميركا اولا ) كعنوان استراتيجي له ولادارته ، ما رأاه العالم حالة انعزال اميركية عن القضايا الدولية وخصوصا منطقة الشرق الاوسط بصراعاتها وازماتها ، الا انه وجد نفسه وادارته سريعا في خضم هذه الازمات التي باتت محل انشغال يومي واشتباك شامل وصل حد استخدام القوة سريعا بعد الهجوم الكيماوي في خان شيخون وما حملته الضربة الاميركية من رسائل وعلامات عودة اميركية قوية للمنطقة وللعالم ايضا.

الرئيس الاميركي واركان ادارته ومستشاروه ، باتوا منشغلين بقضايا المنطقة كلها اذ ان زياراتهم الى عواصم المنطقة تتناول كل القضايا ، وعادت جهود السلام والصراع العربي الاسرائيلي الى اجندة الرئيس ترمب وادارته بصرف النظر انه لم تظهر مؤشرات اساسية عن المقاربة والاستراتيجية الاميركية حيال جهود السلام ومالاتها ، في الوقت الذي وضع جلالة الملك عبدالله الثاني والقادة العرب الذين التقوا الرئيس الاميركي مشروع السلام العربي المتمثل بمبادرة السلام العربية على طاولة الرئيس والادارة الاميركية كاستراتيجية واضحة وعادلة لتحقيق السلام الشامل والاستقرار في المنطقة.

وفي هذه المرحلة التي تترقب فيها كافة الاطراف شكل ومضمون المقاربة او الاستراتيجية الاميركية حيال احياء جهود السلام ، فان الامر الذي لا يمكن الهروب او التنصل منه ، ان بداية الطريق لاحياء السلام ، ستكون في الاقرار بان حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع العربي الاسرائيلي وبدون ذلك فان كل الجهود ستدور مجددا في دائرة الاخفاق والبقاء في مربع ادارة الصراع وعدم النجاح في التقدم لحله.

الرئيس الاميركي دونالد ترمب يوحي في تحركاته وقراراته ، بانه يريد ان يشكل حالة غير مسبوقة بين الرؤساء الاميركيين، بل انه صرح وهو في نشوة فوزه الذي كان مفاجأة داخلية وعالمية مدوية وفي سياق حديثه عن الصراع العربي الاسرائيلي بان لديه (صفقة ) ستنهي هذا الصراع مرة واحدة والى الابد وسينجح في ما فشل في تحقيقه كل الرؤساء والادارات الاميركية في السابق.

لكن اذا كانت مجريات الصراع العربي الاسرائيلي ، وتاريخ القضية الفلسطينية حافلا بالتطورات والجهود والمبادرات ، فان الرئيس الاميركي وادارته سيجدان المعادلة واضحة على ارض الواقع وهي ان الحل بالنسبة للطرف العربي موجود ومجسد في مبادرة السلام العربية وهي مبادرة اسلامية ايضا وتلقى اجماعا دوليا.

فيما ستجد في المقابل على الجانب الاسرائيلي موقفا على النقيض تماما يتنصل من اي حلول ومرجعيات للسلام تحقق حل الدولتين وبالتالي الحكم مجددا على جهود السلام بالفشل ، فاي مقاربة اميركية منتظرة يمكن ان تحقق الاختراق المنشود ؟!

القناعة العربية والدولية كانت دوما صحيحة ، بان الولايات المتحدة هي القوة العالمية الوحيدة القادرة على الضغط على الحكومات الاسرائيلية لتحقيق السلام وفق المرجعيات التي تضمن تحقيق السلام وفق حل الدولتين ، لكن هذا الهدف كان ينتهي بتوقف الادارات الاميركية عن جهودها ومبادراتها في اللحظة المطلوبة لهذا الضغط ، وهذا ما حدث بالضبط خلال ادارة الرئيس باراك اوباما ، وكل ما حصل هو فشل جهوده ووزير خارجيته جون كيري مع كلفة ليست غالية بتوتر في العلاقة الشخصية بين الرئيس اوباما ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتياهو فيما ودع اسرائيل بدعم غير مسبوق ب 38 مليار دولار.

واليوم ومع ادراك الحكومة الاسرائيلية بان الرئيس ترمب غير متوقع في قراراته الا ان اليمين الاسرائيلي الذي يحكم مقاليد السلطة في اسرائيل لا يخفي حالة النشوة بان الرئيس الاميركي دونالد واركان ادارته خصوصا في الدائرة الضيقة في البيت الابيض لن يقوموا بما لم يقم به الرؤساء السابقون واداراتهم الا بمفاجاة تاريخية لرئيس لا يمكن التنبؤ بها ، فهل تحدث ؟!

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/27 الساعة 01:19