بلال التل يكتب: الأردن في مواجهة الجيل الرابع من الحروب

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/18 الساعة 00:36
البيان الذي أصدرته جماعة عمان لحوارات المستقبل يوم الأحد الماضي يثير الكثير من الشجن، لأنه يقرع ناقوس خطر، ويعيد طرح السؤال الخطير: من يصنع الرأي العام في بلدنا؟ ومن يقوده؟ وإلى أين؟ وكيف نجح في تعبئته ضد دولته ووطنه؟ ليس فقط في قضايا سياسية جدلية، ولكن في قضية صحية واضحة وضوح الشمس كجائحة كورونا، التي أدت فيها الدولة الأردنية أداءً متميزاً بشهادة الجميع، من خلال إجراءات ساهمت في حماية الأردنيين من جائحة أرهقت دولاً عظمى، وأحزنت شعوباً كبرى، حتى إذا ما وقعت في بلدنا انتكاسة بسبب تفلت شرائح من الأردنيين، وعدم إلتزامهم بإجراءات الوقاية وأولها التباعد الجسدي، حيث لا تغيب عن العين مظاهر الإزدحام في كل مكان، بالإضافة إلى عدم إرتداء الكمامات، وقبل ذلك التفلت من الحجر، وغير ذلك من إجراءات السلامة التي تحث عليها الأجهزة الرسمية المختصة، ولا تستجيب لها شرائح المتفلتين، في ظل ذلك كله فإنه من الطبيعي أن تقع انتكاسة وبائية دون أن يخرج الوضع عن السيطرة، لكن ماهو غير طبيعي أن ينساق الكثيرون وراء تفسيرات مشبوهة لهذه الانتكاسة، كربطها بقضية نقابة المعلمين تارة وبالانتخابات النيابية تارة أخرى، أو تحميل وزر ذلك كله للدولة بشكل عام ولبعض المعابر التي ظلت مفتوحة لاستمرار تدفق سبل الحياة في مجتمعنا بشكل خاص. قد يكون من المقبول أن يتم إنتقاد بعض الأخطاء في الأداء الحكومي، لكن ماهو غير مقبول أن يتم تسيس قضية صحية، وربطها بقضايا سياسية بعضها خلافي كأزمة نقابة المعلمين، وبعضها محل جدل مثل الانتخابات النيابية، بهدف التشكيك في أداء الدولة إلى درجة أتهامها باستثمار سلامة وصحة أبنائها لتحقيق أهداف سياسية آنية وصغيرة، في إنكار واضح للحقائق وللإجراءات المتخذة على الأرض، وهو إنكار يصب في جهود موصولة تأخذ صوراً مختلفة لتشويه صورة الدولة الأردنية، وكسر هيبتها، وهز الثقة بها لدى مواطنيها، وهو ما يجب أن ينتبه له كل أردني، بأن يفحص كل ما يصله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأن يقرأه بعينه هو، وأن يحلله بعقله الوطني، فآفة الكثيرين من الذين يعيشون بيننا أنهم ينظرون إلى الأشياء بعيون غيرهم، ثم ينقلون الصورة كما رسمها هذا الغير، كما أنهم يلغون عقولهم لحساب عقول تختبئ وراء شاشات العوالم الافتراضية، التي صارت جزءا من الجيل الرابع للحروب، التي تعتمد على إنهاك الدول على أيدي أبنائها، من خلال سرقة عقولهم، وهز ثقتهم بأنفسهم وبأوطانهم وبدولهم، مما يفرض على كل أردني غيور أن لا يكون جزءاً من حرب تشن على وطنه وإلا ما سر هذا السيل المتلاحق من الإشاعات التي تستهدف الأردن؟ وما سر هذه الأزمات المتلاحقة التي يسعى البعض إلى تضخيمها في الأردن؟ وما علاقة ذلك كله بمواقف الأردن إتجاه ما يجري على صعيد قضية فلسطين؟ ألا يستدعي ذلك كله التفكير، وقبل ذلك الالتفاف حول وطننا لحمايته، بدلاً من أن يكون البعض خنجراً في ظهره؟. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/18 الساعة 00:36