جمعية الصداقة الاردنية تنظم حفل عشاء

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/11 الساعة 14:33
الساعة - رعى رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز مساء امس السبت في نادي السيارات الملكي بعمان حفل العشاء السنوي الذي اقامته جمعية الصداقة الاردنية الهولندية بحضور امين عام وزارة الخارجية الدكتور نايف الزيدان ورئيس الجمعية وزير الاعلام الاسبق الدكتور سمير مطاوع.
وقال الفايز في محاضرة خلال الحفل بعنوان "الاردن والوضع الاقليمي"، انه عند الحديث عن الاردن، في ضوء الاوضاع الاقليمية الراهنة، "لا يمكن عزل ذلك عن مجمل التداعيات والاوضاع القائمة في المنطقة، والصراعات والازمات السياسية، التي تعصف بها".
واضاف، ان الاردن الذي يمكن تشبيهه اليوم "بجزيرة امنة وسط محيط ملتهب" كان الاكثر تأثرا بالأوضاع الاقليمية الراهنة وخاصة ما يجري في العراق وسوريا، وقد انعكس ذلك على اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية وزاد من الاعباء الامنية عليه".
وأشار الى ان الاردن يواجه صعوبات وتحديات اقتصادية كبيرة بسبب ما يجري في محيطه الاقليمي، فقد توقف نشاطه الاقتصادي مع سوريا والعراق بعد اغلاق الحدود المشتركة بسبب الازمة السورية، ويحتضن على ارضه اليوم حوالي 3ر1 مليون لاجئ سوري يقدم لهم الرعاية، ومختلف المساعدات قدر استطاعته، بما يعادل تقريبا ربع موازنة الدولة التي تعاني بالأصل من عجوزات كبيرة.
كما ان اللجوء السوري اثر بشكل كبير على مختلف البنى التحتية وقطاعات المياه والكهرباء والتعليم والصحة، وزادت الصعوبات المعيشية على الاردني، مشيرا في الوقت ذاته الى حرص الاردن على الحفاظ على امنه واستقراره وحماية مواطنيه في ظل الاوضاع الضاغطة عليه جراء الصراعات السياسية في المنطقة، واستمراره في محاربة مختلف قوى الارهاب والتطرف ومنعها من تنفيذ مخططاتها التدميرية او الوصول لدول الخليج العربي التي تشكل عمقا استراتيجيا لنا، وهو ما ضاعف من الضغوطات الاقتصادية والامنية عليه، باعتباره يملك اطول حدود مع العراق وسوريا.
واكد ان الوضع الراهن اثر على الاردن في العديد من الانشطة الاقتصادية والاستثمارية وخاصة في جانب السياحة والسياحة العلاجية وجذب الاستثمارات العربية والاجنبية، وحركة التصدير للخارج وتجارة الترانزيت، ما أثر سلبا على اوجه النشاط الاقتصادي الكلي للدولة.
وقال، انه ولمواجهة هذه التحديات والوضع الاقليمي الحرج، فقد اتخذت الحكومات المتعاقبة العديد من التدابير والخطط، ربما يرى البعض انها غير كافية في ظل تقلص حجم المساعدات والمنح الخارجية، وتخلي المجتمع الدولي ، عن مسؤولياته تجاه دعم اللاجئين.
ولأن ما يدور بدول الجوار له تأثيرات مباشرة على الاردن، ومن منطلق سياسة الاردن الثابتة في الدعوة الى السلم والعدالة والتسامح وحل النزاعات سياسيا، أشار الفايز الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني يدعو وباستمرار الى ضرورة ايجاد الحلول السياسية للصراعات والازمات في المنطقة خاصة ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي والازمة السورية انطلاقا من ايمان جلالته بأن الحلول الامنية لا يمكن ان تحقق الاستقرار في المنطقة وتمكن شعوبها من العيش بكرامة واستقرار، ومن هذا المنطلق يؤكد الاردن أن حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، وبما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية، سيمكن من حل كافة الازمات والصراعات الأخرى، وسيسهم بشكل فاعل في القضاء على قوى الارهاب والتطرف في المنطقة.
وبين ان الاردن وبالرغم من التداعيات الخطيرة حوله، وانتشار القوى الارهابية والظلامية المختلفة، الا انه وبفضل حكمة جلالة الملك عبد الله الثاني وشجاعته، ووعي الاردنيين ، هو اليوم اكثر صلابة واقوى سياسيا وامنيا، ولم تزده التحديات الا ثباتا وشموخا، وهو يواصل مشروعه الاصلاحي الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بخطى ثابتة ومتدرجة، وبروية حكيمة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ، واستطاع تحقيق قفزات واسعة في هذا الاطار، مكنتنا من تجاوز الكثيرين.
وقال الفايز ان الاردن اليوم، وفي ظل التحولات الجارية في المنطقة والعالم، بدأت سياساته تأخذ بالاعتبار هذه التحولات انطلاقا من ثوابتنا الاردنية ومصالحنا الوطنية وبما يعزز امننا واستقرارنا ويحافظ على تماسك نسيجنا الاجتماعي، وبما يكن من استمرار دورنا المحوري، كدولة تسعى الى السلام، وإنهاء دوامة العنف والصراع في المنطقة والعالم.
وكان رئيس جمعية الصداقة الاردنية الهولندية وزير الاعلام الاسبق الدكتور سمير مطاوع القى كلمة بين فيها الجهود التي تقوم بها الجمعية لتنمية وترويج المشاريع المشتركة بين الاردن وهولندا في المجالات الثقافية والانتاجية حيث دعمت الجمعية عددا من البعثات لطلبة اردنيين يتلقون تعليمهم في هولندا بمنح من الجامعات الهولندية، اضافة الى دعم المعارض وكنوز المخطوطات الاثرية العربية والاسلامية في مختلف الجامعات الهولندية مثل جامعة لايدن التي تملك اكبر مجموعة من هذه المخطوطات.
كما تدعم الجمعية اقامة معارض في الاردن للتعريف بهذه الكنوز الحضارية من اجل التعريف بها ولترويج السياحة التراثية بين البلدين، اضافة الى اقامة معارض اردنية هولندية تعزز السياحة من هولندا واوروبا الى الاردن.
وحضر الحفل عددا من السفراء السابقين واعضاء مجلس المعهد الدبلوماسي واعضاء الجمعية.
يشار الى ان جمعية الصداقة الاردنية الهولندية تضم 150 عضوا من الاردنيين والهولنديين ولهم علاقات مشتركة في مختلف المجالات.
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/11 الساعة 14:33