محمود كريشان يكتب: الحكومة تتعلل هي الأخرى..!
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/13 الساعة 10:42
كتب: محمود كريشان
بلا مقدمات.. كان عقيل يجلس في المقهى الشهير، وطاولته المعهودة عامرة بالمقبلات والمازات والمشروبات "البريئة".. عرق بدون كحول مثلا..!
عقيل وهو يتمعن بالمشهد.. قال في قرارة نفسه، اليوم أمر وغدا.. أمر.. خلينا "نتعلل".. وأخذ يفكر مليا في معنى كلمة "نتعلل"، وطافت به الذاكرة لفك طلاسم المعنى، نحو ثقافة الدكاكين في القرى والأحياء الشعبية، عندما يجتمع كبار الحي والوجهاء بمن فيهم "المختار" ويتحولقون حول طربيزة خشبية "واقعة من طيارة"، وابريق الشاي ذو اللون الكحلي يلالي والكاسات ماركة "جرس" فوق صينية المنيوم.. وحتى لا تضيع امسيتهم، يقترح أحدهم ان يتم جلب شخص "ضاوي" وخالص كازه" حتى يتعللوا عليه، ليكون بديلا عن الفستق والبزر.. بمعنى يتسلوا عليه.. ألم يسموا المكسرات تسالي!..
وامعانا.. في توثيق المعنى لكلمة "يتعلل".. وبالصدفة كان النادل في المقهى الشهير ولا اقول البار "تأدبا"، يضع أغنية عتيقة وجميلة ومصادفة على طريقة ان القلوب جنود مجندة.. لكنها أذهلت عقيل، وقد جاء في بعض مقاطعها: جانا الحلو يتعلل.. مندل والساعة تلمع بايده.. مندل يا كريم الغربي.. مندل ومضيع عناقيده!..
امام ذلك.. عنقر عقيل شماغه مع انعطاف الهوى نحو الزمن البريء اللذيذ عندما كانوا يقولون في الثقافة الشعبية في القرى والحارات، ان يوم الخميس يوجد تعليلة للعريس فلان ابن الفلاني وهو اليوم الذي يسبق الزفاف وكان الدبيكة جمع "دبيك" يرقصون على أنغام العزف القشيب المنفرد للقربة والصوت يمتد ويصعد؛ سألنا الفرح قلنا لميني، قالوا لفلان عيني اليميني..!
عندها.. كان عقيل يخلط ماء وزيت، وخارج السيطرة.. دورها.. دور.. دور.. واعطيني شحطة.. ليقسم بأغلظ الأيمان ان "الحكومة" تتعلل هي الأخرى.. والرزق على الله..!
Kreshan35@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/13 الساعة 10:42