أين الدعم العربي للحراك المناهض لـنتنياهو؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/12 الساعة 13:30
/>الكاتب: كمال زكارنة
يثور الجمهور "الاسرائيلي" يسارا ويمينا ضد نتنياهو، ومنذ عدة اسابيع والتظاهرات الصاخبة تحيط بمقر اقامته الذي اغتصبه من احدى العائلات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة،وعشرات الآلاف من اليهود الغاضبين يهاجمونه ويطالبونه بالرحيل ومغادرة الحكم بسبب فشله في الادارة السياسية والصحية وهزيمته في مواجهة وباء الكورونا،اضافة الى فضائحه التي لا تعد ولا تحصى، وتتسع الاحتجاجات المعارضة له يوما بعد يوم،والعالم العربي يتفرج، ولا ينظر الى هذا الموضوع الهام جدا والاستراتيجي الا من خلال شاشات التلفاز،ويتابع تلك الاحداث مثل ايّ خبر عابر لا يعيره ادنى اهتمام،علما بأن التدخلات العربية المؤثرة جدا،والفاعلة والتي قلبت وتقلب الموزاين في دول اخرى عربية وغير عربية،وهي تضخ تريليونات الدولارات من اجل التغيير في تلك الدول المستهدفة،واستطاعت اسقاط انظمة وتثبيت اخرى وتغيير انظمة وتجييش شعوب ضد انظمة الحكم في تلك الدول،ووصلت الى القرن الافريقي وامريكا اللاتينية والجنوبية وغيرها من مناطق العالم،تستطيع ان تفعل الشيء ذاته في الكيان المحتل.
ما يجري في داخل الكيان الغاصب لفلسطين هذه الايام،يشكل فرصة ثمينة للدول العربية التي يتوجب عليها اغتنامها ومحاولة احتواء المعارضة الاسرائيلية للمجرم نتنياهو وتمويلها ودعمها وتعزيز مطالبها وتطويرها الى حد رفع الصوت والشعارات المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتوصل الى سلام مع العرب على اساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
تستطيع الدول العربية ان تشكل قيادة للحراك الداخلي الاسرائيلي وتمدها بالمال والادوات الاخرى اللازمة، المعنوية والسياسية،لتمكينها من الاستمرار والصمود وتوفير عوامل القوة المؤثرة لها،وخلق حالة من المعارضة الحقيقية داخل الكيان المحتل تتبنى الطرح والموقف العربيين من السلام مع الكيان الغاصب،وبامكان الدول العربية توفير كل المتطلبات اللوجستية لمثل هذا الحراك واعتماده كركيزة مضادة لسياسة نتنياهو واليمين الصهيوني بشكل عام،والانتقال الى حالة جديدة من ادارة الصراع مع العدو الصهيوني في ظل غياب الخيار العسكري وخيارات القوة بمجملها لتحرير الاراضي المحتلة.
تستطيع الدول العربية ان تفعل الكثير لو ارادت توظيف طاقاتها المالية والسياسية من اجل احتواء المعارضة الاسرائيلية، وزيادة نشاطها وفعاليتها اكثر ضد اليمين الصهيوني المتطرف،من خلال التغلغل في صفوف المجتمع الاسرائيلي في هذه الظروف بالذات، التي تعتبر مواتية اكثر من اي وقت مضى،ويمكن للمال العربي ان يفعل الكثير داخل المجتمع الصهيوني.
الكيان الصهيوني كيان هشّ،لا يستطيع الوقوف والاستمرار بدون الولايات المتحدة الامريكية،ولا يقوم بأي خطوة بدون موافقة الادارة الامريكية الحاضنة له والتي تعتبر الشريان الابهري والتاجي لجسد الكيان،عكس ما يعتقد البعض أن اسرائيل هي التي تحكم اميريكا.
وهذا يعني ان هناك فرصتين متاحتين لاحداث التغيير داخل الكيان الغاصب،استغلال الحراك الداخلي المعارض لنتنياهو وحكمه،واستثمار تراجع ترامب ولو نسبيا عن سياساته ومواقفه الداعمة بالمطلق للكيان الغاصب لفلسطين.
  • مال
  • الرحيل
  • كورونا
  • عرب
  • عربية
  • لب
  • سحاب
  • يعني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/12 الساعة 13:30