بيان لـ المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: «تشويش واضح» على قناة رؤيا تضمنت إساءة غير مسبوقة
مدار الساعة - صدر اليوم الأحد بيان عن المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، جاء فيه:
في إطار عمل المجلس لرصد التناول الإعلامي لحقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في مسعى لتعزيز دور الإعلام لمكافحة الصور والقوالب النمطية المسيئة التي تكرس ممارسات الإقصاء الاجتماعي والتمييز على أساس الإعاقة، تابع المجلس وبكل أسف حلقة برنامج تشويش واضح التي بثت على قناة رؤيا الفضائية يوم الخميس الموافق السادس من شهر آب الحالي، والتي تضمنت إساءة غير مسبوقة للأشخاص ذوي الإعاقة وتحديداً المكفوفين والصم، في مشهد أراد القائمون على البرنامج منه تجسيد صورة كريكاتيرية لانتقاد أمور معينة تتعلق بالشأن العام، فكانت النتيجة إظهار الشخص الكفيف والأصم في صورة هزلية واستخدام إعاقته للدلالة على مؤشرات سلبية من وجهة نظر فريق العمل، الأمر الذي يرى فيه المجلس تراجعاً كبيراً نحو ممارسة عنصرية مرفوضة تكرسها إحدى شاشات التلفاز التي نربأ بها عن هذا المسلك المشين الذي مسّ وجرح مشاعر الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم وأصدقائهم وأحبائهم، هذا فضلاً عمّا يحدثه مثل هذا التصرف غير المسؤول من أضرار بمكانة الأردن التي تحققت دولياً في مجال احترام حقوق الإنسان وبصفة خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم.
من هنا، فإن المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يهيب بهذه القناة ووسائل الإعلام كافةً البعد عن الممارسات الإعلامية التمييزية التي تسيء لقطاع عريض من ابناء وبنات هذا الوطن الذي يستحق وأهله الأفضل والأكمل والأمثل.
يدعو المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الجميع من إعلاميين وفنّانين ومبدعين إلى المساهمة في تسخير نتاجهم الفكري والإبداعي لترسيخ ثقافة التنوع واحترام الآخر وقبوله، والنظر إلى كيفية تعامل وتناول الدول الأخرى لحقوق هذا القطاع العريض الذي علّم العديد من أفراده العالم، مثل عميد الأدب العربي الراحل طه حسين وهو كفيف، وعبقري الفيزياء ستيف هوكينغ وهو مصاب بإعاقة جسدية ونطقية كاملة وتامة، وعملاق الموسيقى الكلاسيكية بيتهوفين وهو أصم، والسياسي المعاصر المخضرم وزير الداخلية البريطاني السابق ديفد بلانكيت وهو كفيف... والقائمة تطول.
إنّ المجلس على أتم الاستعداد لتقديم الدعم المعرفي والفني لأي وسيلة إعلام أو إعلامي حول إيتيكيت التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وآليات تناول حقوقهم وقضاياهم في الإعلام.