خولة الكردي تكتب: ثقافة العجز

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/08 الساعة 13:58
بقلم خوله كامل الكردي هل تخيل المرء يوماً أن يقف على حافة جبل على وشك السقوط ولا يسقط، أم حاول أن يقذف في البحر ويواجه الغرق! أم هل حاول أن يبقى في حفرة تحت الأرض بلا هواء! هذا بالضبط ما يشعر به المرء العاجز عن التفكير للقيام بخطوة تنقذه وتنقذ من هم اعزاء عليه. يتمنى القيام بشيء يرفع عنهم الألم ولا يستطيع، ينظر لاحباءه وهم يتألمون وتخونه قدراته، يتضور أطفاله جوعا لكنه يقف متسمرا بلا حول ولاقوة هذا هو العجز بعينه. في كل يوم يدخل في هذا العالم دائرة الفقر أناس جدد، لا يعرفون كيف حدث لهم ذلك ومن المسؤول؟! هو الاقتصاد العالمي بات على وشك الإنهيار. حيث توالت الضربات من كل حدب وصوب، واصبح العالم في حيرة من أمره، وصار الخوف على فقد أمنه الغذائي والمائي هاجسا لا يفارقه. فوباء كورونا هوى بالاقتصاد العالمي إلى درجات غير مسبوقة، فكثيرة تلك المؤسسات والشركات والمصانع التي استغنت عن موظفيها وعامليها، بسبب عدم القدرة على دفع رواتبهم، مما ترتب عليه إقفال أبواب رزق كانت مصدر عيش لأسر كثيرة، الحكومات بالطبع عاجزة عن فعل شيء تجاه الأسر التي كانت تعيش على خط الفقر فأصبحت تعيش داخل بؤرة الفقر، وصار الحل مشكلة عويصة يصعب حلها. فالأزمة تصاعدت سنة بعد سنة، والأمل بالانفراج لا تبدو بوادره قادمة، والأمل في انتشال الناس من فقرهم لا تلوح في الأفق مطلقاً، لقد لجأ بعض الناس إلى امتهان أعمال غاية في البساطة مع عائد زهيد، على الأقل يمكنهم من شراء خبز لإطعام أطفالهم وحمايتهم من الجوع والتسول، فالحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية لم تدع مجالاً للإنسان كي يدبر نفسه ويتخلص من قيد الفقر والعوز. إن تبني مشاريع تنموية متوسطة وصغيرة، قادرة على خلق مصدر رزق دائم ليعتاش منه الذين انقطع مصدر رزقهم وباتوا عاطلين عن العمل، فسرعة القيام بتلك المشاريع كفيل بأن ينقذ عائلات تغرق في وحل الفقر والكفاف، فالدول الكبيرة والمتقدمة اعتمدت تلك الوسيلة لمساعدة الناس على العمل، وتأمين لقمة عيش لهم بكرامة وبعيدا عن شبح الفقر والبطالة. رجاؤنا أن تتخلص شعوب العالم من آفة الفقر للأبد، ولا يعود الإنسان خائف من الجوع والتشرد. فرحم الله من مسح بيده على رأس فقير او يتيم أو مسكين.
  • اقتصاد
  • كورونا
  • أعمال
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/08 الساعة 13:58