مزارعون يحذرون من تبعات الخسائر المتراكمة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/07 الساعة 10:38

مدار الساعة - يحجم مئات المزارعين في مختلف مناطق الاغوار الجنوبية بمحافظة الكرك، عن البدء في إعداد وتجهيز أراضيهم الزراعية، استعدادا لزراعتها مع بدء الموسم الزراعي كما هو الحال كل عام، بسبب مخاوفهم من تكرار تعرضهم للخسائر المالية التي تعرضوا لها الموسم الماضي.

وحسب يومية "الغد" يؤكد مزارعون، ان المخاوف هذا العام تزداد وخصوصا مع الظروف التي رافقت الاجراءات الرسمية بمكافحة فيروس كورونا وإغلاق الاسواق الخارجية في وجه صادرات الخضراوات والفواكه من مناطق وادي الأردن الى دول الجوار في الموسم الزراعي.

وأشار مزارعون إلى انهم يقومون بإعداد وتجهيز بعض مساحات اراضيهم الزراعية وترك البقية بورا، دون زراعة الامر الذي يقلل من فرص استفادتهم من الموسم الزراعي.

وخلال المواسم الزراعية الاخيرة تعرض غالبية المزارعين بالأغوار الجنوبية لخسائر مالية كبيرة، ما اضطر عشرات المزارعين إلى إلقاء منتجاتهم الزراعية وخصوصا محصول البندورة، وهو المحصول الأكثر إنتاجا بالأغوار على الطريق العام وفي مجاري الأودية والسيول.

في حين يقلل مدير زراعة الاغوار الجنوبية المهندس ياسين الكساسبة، من مخاوف المزارعين ويؤكد انه رغم كل ما يقال حول الخسائر التي يتعرض لها المزارعون كل عام، الا انهم يعاودون زراعة الاراضي، باعتبار ان هناك املا في كل موسم زراعي لتحسين ما سبق من خسائر، مؤكدا ان الموسم الماضي شهد تعرض المزارعين لخسائر في موسم البصل والحمص بسبب الظروف الطارئة التي ألمت بالعالم إثر فيروس كورونا.

وبين ان المزارعين كل عام يعيشون على امل ان يتحسن الموسم الزراعي ويعوضون خسائرهم في بعض المحاصيل، وخصوصا ما حدث الموسم الماضي في محصولي الحمص والبصل.

ويؤكد المزارع حسن المشاعلة، ان المزارعين وفي ظل تكبدهم خسائر مالية كبيرة ومتراكمة سنويا، بسب عوامل مختلفة من بينها ضعف التسويق والتصدير وجاءت ظروف كورونا لتقضي على آمال المزارعين، بسبب تلك الظروف يتردد الكثير من المزارعين بزراعة أرضهم، وخصوصا في زراعة مادة البندورة التي تعتبر مادة وزراعة رئيسة بالاغوار الجنوبية، والتي تشكل نصف الاراضي الزراعية سنويا.

وأكد المشاعلة، ان مئات المزارعين يحجمون زارعة كل اراضيهم الزراعية حرصا على تقليل الخسائر المالية، معتبرا ان تجهيز الاراضي للزراعة يكلف المزارعين مبالغ مالية كبيرة وخصوصا وان الفترة الحالية تشهد نقصا كبيرا بالأيدي العاملة بالزراعة من العمالة الوافدة، التي غادرت الى بلدانها ولم تعد بسبب الظروف الصحية.

وطالب المشاعلة الحكومة العمل على دعم المزارعين الذين يتعرضون للخسائر بسبب الظروف الطارئة أسوة ببقية القطاعات الاقتصادية الاخرى.

وبحسب عضو لجنة الزراعة والتنمية في مجلس محافظة الكرك عن منطقة الاغوار الجنوبية فتحي الهويمل، فإن اعدادا كبيرة من المزارعين اوقفت زراعة مساحات من اراضيها الموسم الحالي بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها الموسم السابق ولم تقم بتجهيز واعداد الاراضي كما هو الحال كل فترة من هذا العام، لافتا الى ان هناك تقديرات لخسائر مالية تصل الى حوالي 7 ملايين دينار، نتيجة زراعات لم تجد تسويقا وبقيت اسعارها دون كلفة الانتاج ومن بينها البصل والبندورة وغيرها من المحاصيل.

ولفت الى ان غالبية المزارعين اصبحوا يقومون بزراعة أرضهم حاليا في حدود دنيا لتقليل الخسائر المتراكمة من كل موسم زراعي، وإبقاء بقية الاراضي بورا وبدون زراعة على تحسن الموسم المقبل، بحيث ان الزارعة اصبحت مغامرة تؤدي الى خسائر كبيرة هم في غنى عنها.

وأشار إلى إن أكثر من 35 ألف دونم من اصل 50 الف دونم تزرع سنويا بمحصول البندورة بالاغوار الجنوبية، وفي كل عام تتعرض المنطقة والمزارعون لخسائر كبيرة بسبب غياب التنسيق الزراعي لمنتجات الاغوار الجنوبية، والتي تساهم في عمليات التصدير الوطنية للمنتجات الزارعية سنويا.

ولفت الى أن المزارعين يتخوفون مع كل موسم زراعي من التعرض للخسائر مجددا، مؤكدا ان اكثر من 80 بالمائة من السكان القاطنين بالاغوار الجنوبية يعتمدون على الزراعة ويعتبرونها مصدرا رئيسا من مصادر دخلهم.

وأشار المزارع ياسر الموصلي، الى ان اعدادا كبيرة من المزارعين بدأت من عدة اعوام تقليل وتخفيض المساحات المزروعة من اراضيهم بسبب ما يتعرضون له في كل موسم زراعي من خسائر، لافتا الى ان مهنة الزراعة اصبحت غير مجدية على الاطلاق، إلا أنه وبسبب غياب فرصة عمل أخرى للمواطنين والمزارعين يقومون بزراعة أراضيهم.

وبين انه اعتاد كل عام زراعة اكثر من 5 وحدات بمحصول البندورة، الا انه وبسبب تردي الاسعار والخسائر الكبيرة بالمحصول قام بزراعة وحدتين فقط العام الماضي، وتحول لزراعة محصول البصل، الذي هو الآخر تعرض لخسائر كبيرة الموسم الحالي ووصل سعر لمستويات لم تشهدها من قبل.

واشار الى ان العام الحالي سوف يخفض مساحات الارض التي يزرعها من الاراضي، التي يملكها بسبب تردي احوال الزراعة بشكل كبير وحرصا على عدم تعرضه للخسائر المتكررة.

ويقدر المهندس الكساسبة المساحات الزراعية بالاغوار الجنوبية بحوالي 55 الف دونم تزرع منها 30 الف دونم كل موسم، بمحاصيل البندورة والخضراوات الاخرى وحوالي 12 الف دونم بمحصول العنب وحوالي 4 آلاف دونم بالموز، لافتا الى ان مساحة لا تزيد على 5 آلاف دونم هي التي يتم تركها بورا ولا تزرع من المزارعين من اراضيهم بمختلف المناطق.

الغد

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/07 الساعة 10:38