بقانون جديد يعاقب بالحبس.. مصر تتعقب المتنمرين

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/03 الساعة 21:08

مدار الساعة - دفعت ظاهرة "التنمر" التي أصبحت تشكل "خطرا" على المجتمع المصري، الحكومة والبرلمان إلى التحرك لمواجهتها، وذلك بإقرار تشريع يقضي بمعاقبة المتنمرين بالحبس والغرامة، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وتناقش لجنة الشئون الدستورية والتشريعية في البرلمان المصري، يوم الثلاثاء، مشروع قانون مقدم من الحكومة؛ لمواجهة ظاهرة التنمر، وذلك بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات.

النائب إيهاب الطماوي، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، أكد في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" إن اللجنة ستناقش الثلاثاء، كافة تفاصيل مشروع قانون حكومي خاص بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، وذلك بحضور ممثلين عن الوزارات المعنية.

ونبه الطماوي إلى أن مشروع القانون جاء لمواجهة "التنمر" بعد أن تفشى في الفترة الأخيرة وأصبح ظاهرة من الواجب التصدي لها، مردفا: "ينبغي على المشرع مواجهة التنمر بتعديل تشريعي سريع وحاسم".

وشدد وكيل اللجنة التشريعية والدستورية على أن المشرع يجب أن يواكب كل تطور يحدث في المجتمع، وسلوكيات أفراده، خاصة إذا كان هذا السلوك يمثل أحد صور الاعتداء والأذى لأي شخص؛ حيث إن مجرد الأذى النفسي تعد جريمة تستوجب العقاب.

وبين "الطماوي" أن المشرع والحكومة يعملان لصالح المجتمع؛ لمواجهة أي ظواهر سلبية به.

خطر على المجتمع

ووفق المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون الذي حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، فإن المشروع الجديد يعتبر أول إجراء حكومي تشريعي لمواجهة ظاهرة التنمر بعد أن تنامت، وأصبحت تشكل خطرا على المجتمع، وعائقا يحول دون تطبيق موجبات الحياة الكريمة للمواطنين.

ويقع مشروع القانون في مادتين؛ أولاهما مادة مضافة إلى قانون العقوبات برقم 309 مكرر، تتضمن تعريف التنمر، وعقوبة مرتكبي الجريمة، أما الثانية فهي المتعلقة بسريان القانون من اليوم التالي لتاريخ نشره.

ووفق المادة المضافة، فإنه "يعد تنمرا كل استعراض قوة/ أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجنى عليه، أو حاله يعتقد الجاني أنها تسئ للمجنى عليه كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه، أو إقصائه من محيطه".

وأوضحت المذكرة إن الغرض من القصد الأخير هو مواجهة أحوال تهميش المجني عليهم، أو عدم ترقيهم في أعمالهم.

عقوبات تصل للحبس

ويعاقب مرتكب جريمة "التنمر"، بحسب المادة نفسها: "بالحبس مدة لا تقل عن سته أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وأشارت المادة إلى" تشديد العقوبة، بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر، أو كان الفاعل من أصول المجنى عليه، أو من المتولين تربيته، أو ملاحظته، أو ممن لهم سلطة عليه أو كان مسلما إليه بمقتضي القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادما لدي الجاني أما إذا اجتمع الظرفان يضاعف الحد الأدنى للعقوبة".

وفي حالة عودة الجاني إلى ارتكاب نفس الجريمة "تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى".

وأشارت مذكرة الحكومة إلي أن مشروع القانون جاء لوضع إطار تشريعي مناسب لمواجهة ظاهرة التنمر؛ اتساقا وإعمالا لنص المادة الثامنة من الدستور، التي تنص على " يقوم المجتمع على التضامن الاجتماعي. وتلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل التكافل الاجتماعي، بما يضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين، على النحو الذى ينظمه القانون".

اليونيسيف ترحب بالمشروع

وعبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف في مصر عن سعادتها بإعداد مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات يتعلق بإضافة مادة جديدة تحمل تعريفا لـ "التنمر".

ونظمت "اليونيسيف" منذ عامين حملة للقضاء على ظاهرة التنمر في المدارس المصرية، بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، ووزارة التربية والتعليم بمصر، وبدعم من الاتحاد الأوروبي تحت شعار "أنا ضد التنمر".

وكانت الحملة تستهدف القضاء على "التنمر الذى يعد أحد أشكال العنف الذى يمارسه طفل، أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر عن عمد وبطريقة متكررة، سواء وجهًا لوجه، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وينتهى بالأذى الجسدي أو الإساءة اللفظية والنفسية".

وشارك في حملة "اليونيسيف" الفنان المصري أحمد حلمي الذي بث مقطع فيديو عبر صفحة على فيسبوك كشف خلاله عن تعرضه للتنمر، وقال إن زملائه كانوا يقولون له : "أنت دمك ثقيل، وودانك مطرطقة"، مشيرا إلى أن مثل هذه الكلمات أثرت على ثقته بنفسه كثيرا، لكنه سرعان ما تمالك نفسه، وحول الكلام الذي حاول هدمه إلى طاقة إيجابية تساعده على التفوق والنجاح.

وقدم النصيحة للآباء والأمهات بضرورة الاستماع لأبنائهم جيدا، ومساعدتهم على الحديث عما يتعرضون له من تنمر، رافعًا شعار "ضد التنمر.. ثق في نفسك".

حوادث يكشفها فيسبوك

وشهدت مصر في الفترة الماضية، أكثر من حادثة تنمر، كان لها صدى واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان من بينها الواقعة الشهيرة للتنمر بطفل سوداني الجنسية والاعتداء عليه.

وقضت محكمة مصرية في القاهرة، مؤخرا، بحبس متهمين اثنين لمدة عامين مع الشغل والنفاذ، وغرامة 100 ألف جنيه في واقعة التعدي على الطفل السوداني.

وكانت النيابة العامة قد أمرت في 3 يوليو الماضي بحبس المتهمينِ الاثنين احتياطيا على ذمة التحقيقات لاتهامهما بسب طفل سوداني الجنسية على نحو يخدش شرفه واعتباره، و"كان من شأن ذلك إحداث تمييز بين الأفراد بسبب الأصل ترتب عليه تكدير السلم العام واعتدائهما بذلك على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، وانتهاكهما حرمة الحياة الخاصة، ونشرهما عبر الإنترنت ما ينتهك خصوصية المجني عليه دون رضاه، مستخدمين في ذلك حسابا خاصا بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، وسرقتهما متعلقات شخصية للطفل المجني عليه، وتعديهما عليه بالضرب، وتعريضهما إياه -لكونه طفلا- للخطر".

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/03 الساعة 21:08