المعاني يكتب: على طاولة دولة الرئيس.. شاورما في زمن الكورونا
كتب: الدكتور عبدالرحمن المعاني *
في كل صيف يكون هناك احتمالية كبيرة في ظهور التسممات الغذائية نتيجة تناول الأطعمة الجاهزة من المطاعم نظرا لارتفاع درجة الحرارة وقابلية أغلب الأطعمة الجاهزة الى الفساد وانتشار البكتيريا الضارة المختلفة سواء في اللحوم أو الدواجن والتي تعتبر عاليه الخطوره أو المايونيز الذي يحضر صناعته في المطاعم بالإضافة إلى سوء التخزين في مستودعات تخزين المواد الغذائية من لحوم ودواجن وخضراوات والتي لا تتوفر فيها أدنى شروط الصحة والسلامة العامة من درجة حرارة أو إطفاء الكهرباء على هذه المستودعات ليلا توفيرا للطاقة.
لكن الأمر المستغرب هو عدم قيام الجهات الرقابية المختصة بجولات ميدانية على المؤسسات الغذائية والمطاعم قبل ظهور حالات التسمم الغذائي والأعداد الكبيرة وظهور حالات أو إصابات حرجة لا بل أدت إلى الوصول إلى مرحلة الوفاة.
كان من المفترض قيام الجهات الرقابية المختصة المختلفة القيام بجولات ميدانية مبرمجة أو غير مبرمجة على جميع المؤسسات الغذائية أو المطاعم ومستودعات تخزين المواد الغذائية من لحوم وغيرها والتأكد من شروط السلامة العامة سواء في أماكن إعداد الأطعمة أو التخزين أو البيع ونظرا لعدم القيام بهذه الإجراءات ظهرت حالات التسمم العديدة وخاصة في مناطق التجمعات السكانية والتي تتميز بالكثافة وانتشار واسع للمطاعم وخاصة في مناطق انطلاق الباصات والمواصلات العامة.
والان صرنا نسمع عمليات مداهمة للمطاعم ومستودعات التخزين وظهور كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة والمطاعم التي لا تطبق شروط السلامة العامة فيها، وبالتالي نطالب وبشدة أن تقوم الجهات المسؤولة والمختصة عن هذا القطاع الرقابي في مجالات الاغذية المختلفة بعمل حملات كبرى على جميع المؤسسات الغذائية والمطاعم ومستودعات تخزين الأغذية في جميع أنحاء المملكة دون استثناء وخاصة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وذلك منعا لتفاقم الوضع وظهور حالات تسمم غذائي جديدة في مناطق أخرى تتهاون في الرقابة الميدانية المسبقة على هذه المنشآت الغذائية، وكما أعرف يوجد فرع في كل محافظة للمؤسسة الغذاء والدواء أو مديرية صحة تشرف على الوضع الغذائي في المنطقة ولا نتجه فقط إلى اطلاق الوعود في محاسبة المقصرين في مجال عملهم بعد أن تقع (الفاس بالراس)،والمطلوب الان أن يتم توجيه المؤسسات الرقابية بأن تقوم بوضع برنامج للزيارات الميدانية بشكل مكثف وعاجل والكشف على جميع المنشآت الغذائية.
وكما يقال الان سيخ شاورما تسبب في إصابات خلال فترة زمنية قصيرة جدا أكثر من الإصابات التي ظهرت نتيجة للإصابة بفيروس كورونا المستجد نظرا لإهمال الجهات الصحية المختصة بالأمور الرقابية وتركيز اهتمامها فقط على مكافحة فيروس كورونا فقط والقيام بالفحوصات العشوائية التي لم تكن مقنعه لا في العدد ولا في تحديد مكان أخذها في كثير من الأحيان ولم تكن تعكس الواقع الوبائي في المملكة،نسأل الله السلامة لبلدنا وأن يحميه من كل مكروه.
والله من وراء قصد....
* باحث وخبير في الإدارة الصحية
طبيب مجتمع وبيئة ووبائيات