لا ديغولية بعد ديغول!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/25 الساعة 00:29
اختلطت على المتابع اخبار انتقاء مرشح الحزب الديغولي بالانتخابات النيابية الفرنسية. فماريا لوبان, مثلاً, تنتمي نظرياً لهذا الحزب مع ان لا شيء يربطها «بالتحالف من اجل الجمهورية» الذي رفعه الجنرال ديغول لنقل فرنسا من الجمهورية الرابعة الى الجمهورية الخامسة, من جمهورية الاحزاب الى جمهورية الاستفتاءات الشعبية وهي التعبير الطبيعي لمبدأ: فرنسا وأنا. الذي آمن به طوال حياته.
لوبان مثلاً.. ديغولية. وهذه فرية لا يصدقها احد, الا حين رأوا جاك شيراك يدخل بتواضعه المعروف قاعة الانتخابات.
ومن المفارقات ان ماريا لوبان اعترفت مؤخراً بأن جدتها قبطية مصرية من الاسكندرية, وشعبيتها تقوم على عداء المهاجرين الاجانب.
اليسار الاشتراكي مثلاً غير موجود عملياً, بعد ان اعترف الرئيس بأن لا حظوظ له بالترشح مرة اخرى للانتخابات العامة. لأن اداءه لم يكن مقنعاً بعكس سلفه ميتيران الاشتراكي الوحيد الذي نجح رئيساً للجمهورية لانه يشبه الديغوليين اكثر من شبيهه المفترض الاشتراكي.
لن تنجح ماريا لوبان في تمثيل الديغوليين, ولن تنجح في الحصول على اصوات الترشيح للجولة الثانية, ومع ذلك فقد وجدت من يستقبلها رسمياً باستقبال الرئيس الروسي لها في الكرملين.. تماماً كاستقباله بشار الاسد. ولعل هناك من يجد فيها الوسيلة لهز الوحدة الاوروبية ولو من باب النكاية. فالسفسطائيون وجدوا قبل سقوط القسطنطنية ان «المنطق» يمكن أن يجعل من الحصان الرخيص حصاناً ثميناً. فالحصان المريض الضعيف هو حصان نادر في اسبارطة, وطالما ان النادر ثمين فإن الحصان المريض الضعيف هو.. حصان نادر.
لو كان مالرو حياً لاستذكر الجنرال ديغول في كتاب آخر, فهذه الديغولية لا تشبه ديغول ابداً. فالانباء كانت تقول إن الحظ يحالف احدهم واسمه فيون – لولا أنه تحايل على القانون ليوظف زوجته وابنته حين كان يتولى منصباً عاماً. تصوروا ان الجنرال ديغول كانت عينه على وظيفة لابنه الذي كان ادميرالاً في البحرية.. ولم يكن أي مهتم بالتاريخ يعرف.. مجرد المعرفة أنه على قيد الحياة.
لم يكن ديغول العظيم يؤمن بأحزاب فرنسا ولهذا كانت الصلة بينه وبين الشعب الفرنسي, أما ما شاع عن الديغولية كحزب, فكان اسمه الحقيقي «التجمع من اجل الجمهورية».. كان ديغول يرفض دائماً ان يتعامل مع فرنسا عن طريق حزب. فقد اخطأ مارلو حين سأل الجنرال: انت تحب الفرنسيين فرفع الجنرال يده على طريقة لا تخطئ: .. أنا أحب فرنسا فقط.
الرأي
لوبان مثلاً.. ديغولية. وهذه فرية لا يصدقها احد, الا حين رأوا جاك شيراك يدخل بتواضعه المعروف قاعة الانتخابات.
ومن المفارقات ان ماريا لوبان اعترفت مؤخراً بأن جدتها قبطية مصرية من الاسكندرية, وشعبيتها تقوم على عداء المهاجرين الاجانب.
اليسار الاشتراكي مثلاً غير موجود عملياً, بعد ان اعترف الرئيس بأن لا حظوظ له بالترشح مرة اخرى للانتخابات العامة. لأن اداءه لم يكن مقنعاً بعكس سلفه ميتيران الاشتراكي الوحيد الذي نجح رئيساً للجمهورية لانه يشبه الديغوليين اكثر من شبيهه المفترض الاشتراكي.
لن تنجح ماريا لوبان في تمثيل الديغوليين, ولن تنجح في الحصول على اصوات الترشيح للجولة الثانية, ومع ذلك فقد وجدت من يستقبلها رسمياً باستقبال الرئيس الروسي لها في الكرملين.. تماماً كاستقباله بشار الاسد. ولعل هناك من يجد فيها الوسيلة لهز الوحدة الاوروبية ولو من باب النكاية. فالسفسطائيون وجدوا قبل سقوط القسطنطنية ان «المنطق» يمكن أن يجعل من الحصان الرخيص حصاناً ثميناً. فالحصان المريض الضعيف هو حصان نادر في اسبارطة, وطالما ان النادر ثمين فإن الحصان المريض الضعيف هو.. حصان نادر.
لو كان مالرو حياً لاستذكر الجنرال ديغول في كتاب آخر, فهذه الديغولية لا تشبه ديغول ابداً. فالانباء كانت تقول إن الحظ يحالف احدهم واسمه فيون – لولا أنه تحايل على القانون ليوظف زوجته وابنته حين كان يتولى منصباً عاماً. تصوروا ان الجنرال ديغول كانت عينه على وظيفة لابنه الذي كان ادميرالاً في البحرية.. ولم يكن أي مهتم بالتاريخ يعرف.. مجرد المعرفة أنه على قيد الحياة.
لم يكن ديغول العظيم يؤمن بأحزاب فرنسا ولهذا كانت الصلة بينه وبين الشعب الفرنسي, أما ما شاع عن الديغولية كحزب, فكان اسمه الحقيقي «التجمع من اجل الجمهورية».. كان ديغول يرفض دائماً ان يتعامل مع فرنسا عن طريق حزب. فقد اخطأ مارلو حين سأل الجنرال: انت تحب الفرنسيين فرفع الجنرال يده على طريقة لا تخطئ: .. أنا أحب فرنسا فقط.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/25 الساعة 00:29