مواطن اللامواجهة واللامبالاة!!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/24 الساعة 15:53
مدار الساعة - كتب.. سيف الله حسين الرواشدة متى كانت آخر مرة فكّرت بالتّصرّف إزاء قضيةٍ ما؟ أو فكّرت في مسببات و نتائج خبرٍ أو حدثٍ ما؟ و مع كلّ ما يجري على الكوكب من مجريات واحدها كفيلٌ بقلب أنماط حياتنا إلى الأبد، تجدنا لا نبالي فقط، أو تقتصر ردود أفعالنا على عاطفة في الأغلب إلكترونيّة تستمرّ لساعاتٍ لا أكثر، و يقتصر اهتمامنا على لقمة العيش و أسباب السّعادة الاستهلاكيّة و كأنّنا ندور في أفلاكٍ حول فردانيّتنا التي توهمنا أنّنا نقطن على جزيرةٍ بعيدةٍ عن كلّ العالم و ما يجري فيه. مع كلّ المشاكل الاقتصاديّة و الأمنيّة و الحروب التي تلوح على الحدود، لن تجدَ أحدًا يتحدّث عن الشّأن العام في الطّرقات أو المقاهي، حتى نخبنا و مثقفينا الجدد أو حرسنا القديم، ما عاد أحد يبشّر أحدًا بأفكاره، و لا للنّقاش مكانٌ على موائدنا، في أفضل الأحوال نحن نصنّف النّاس فقط، تبعًا للأصول و المنابت أو الأنماط المسبقة المعلّبة للولاءات الأبويّة العتيقة. أمّا ثقافة التّسطيح و مشاهيرها فهي الرّائجة و الرّابحة، فضحكات المغيبة تعلّب عبوس الواقع دومًا. فما دام أنّ مواطننا قرّر أن يكونَ لا مباليًا في كلّ ما يحيط به، و أنّ اللامواجهة و الاستياء العام هو ردّ الفعل المتاح، فماذا ننتظر من مجتمعنا الفاقد للإهتمام بكلّ شيء؟ و أكبر ردود أفعاله هي رشق كاميرات مراقبة السّرعة بالقهوة التّركية، و ماذا ننتظر من نخبٍ نسيت دورها و ما تحمله من أفكار؟ و الأخيرة هي من تُأهّل النّخب للوجود لا غير، و من مثقفين ما عادت معالم دورهم أو حتى وجوههم واضحة؟ ماذا تنتظر إلا أنّنا على أعتاب عصر عزلةٍ عن بلادنا و دولتنا و هويتنا متى استيقظنا منه الله وحده يعلم ما قد يتبقّى منّا و من عالمنا وقتها. لهذه العزلة المقبلة أسبابٌ كثيرة أوّلها قد يكون في الإجابة عن مسببات خيارات اللامبالاة و الهروب الرّابحة في بلادنا، و هل حقًا فقدنا الأمل في قدرتنا على التغيير؟ أمّا أنّنا فقدنا الدّهشة لكلّ ما حصل و ما قد يحصل؟ أم أنّنا نحتاج لفكرةٍ تتحد معنا لنتحرّك من خلال تنظيرها بعيدًا عن ثقافة التتفيه المنتشرة؟ متى يكون اقتصاد بلادنا و ما حدث و ما قد يحدث له محور اهتمامنا؟ و متى سنواجه نحن ما تواجهه مؤسّساتنا من خياراتٍ صعبة؟ متى سنختار المواجهة و نبالي بما يحدث؟ و متى سنشعر بالانتماء بعيدًا و لو قليلًا عن موسيقى الأغاني ومدرّجات الملاعب؟ لابدّ أن يعرف الجميع أنّ كلّ واحدٍ منّا له سهمٌ في هذه البلاد، و أنّ ما يجري على بعضنا سيلحق بنا جميعًا، و أن لا محيد لنا من مواجهة الواقع و أنّ النجاة في المبالاة، و أنّ أعراض مرض العزلة قد بدأت حقًا، فنحن نهتمّ بالشأن الداخلي التّركي وتفاصيل التعديلات الأخيرة و لا نكترث لما يجري في بلادنا و ما يعدل من قوانينها، و نناصر فرقًا في سوريّا على فرق، و لا نعلم شيئا عن التّيارات السياسيّة على ساحتنا نحن، مجتمعنا يتحوّل رويدًا الى مجموعاتٍ من البشر تعيش في حلقات منغلقةٍ على نفسها لا تريد خيرًا لغيرها، قريبًا سنجد أنفسنا في عزلةٍ عن أوطاننا فتضعف هي و نحن، وقتها سيكون وقت المواجهة انتهى و حان وقت سداد فاتورة الأخطاء التي ارتكبها غيرنا و لم ندري لأنّنا لم نكترث.
  • مدار الساعة
  • نتائج
  • لب
  • اقتصاد
  • ثقافة
  • مقبلة
  • تعديل
  • قوانين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/24 الساعة 15:53