محمد محيلان يكتب: حلقة يسعد صباحك من اربد هزيلة وباهتة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/25 الساعة 22:37

كتب: د. محمد حيدر محيلان

أما قبل: فكنت اتمنى ان يتم الاعلان والاعلام مسبقا عن حلقة اربد وغيرها من الحلقات السابقة واللاحقة التي تتحدث عن السياحة الاردنية وعلى مستوى وطني وعالمي لان المهتم بالسياحة يرصد كل ما يتعلق بالسياحة وينتظر الحلقة لكي يتخذ قرار وجهته السياحية .

وأما بعد: وكغيري من المشاهدين تفاجأت بالحلقة وغيرها من الحلقات ولكوني لا أفوت حلقة من حلقات البرنامج لانه يعيدني للوطن ولمرابعه الجميلة فقد شاهدت الحلقة بفرح وشوق كباقي الحلقات وبالذات حلقة الجمعة امس 24/7/2020 كونها تبث من اربد مسقط رأسي ومرابع طفولتي وصباي ودراستي وأهلي واترابي وذكرياتي ... وكنت بمستوى لهفتي وشوقي انتظر ان تعرض الحلقة اماكن اربد الاثرية والتاريخية واقترب من الشاشة مع كل مشهد، مؤجلا كل برامجي وحاجاتي، كي لا تفوتني فرصة مشاهدة كل منظر او بقعة او حارة أو شارع كنت عايشته او عشته وله عندي معاني ومعزة كبقية الاردنيين والاربديين ...غير إني خاب ضني كثيرا وتنكس أملي مرات عديدة فأربد أم التاريخ والتراث

اختصرها البرنامج على جلسة باهتة في في موقع مختصر من ام قيس العريقة، وليته اظهر المواقع الاخرى لام قيس جدارا، كمدرجها ودكاكينها وحتى استراحتها المشهورة، كون البرنامج يسوق للسياحة والاثار...

فإربد التراث والاثار والسياحة تعج بمئات المواقع الغنية بالجمال والمعاني والدلالات، فانتظرت بلهفة ان تعرض الحلقة اماكن مهمة في اربد علاوة على سوق البخارية والحميدية ، مثل الحمام التركي القديم في اربد وغيره الكثير من المعالم التراثية التي تعبر عن تاريخ المدينة وعمقها الحضاري وما زالت قائمة ومنها على سبيل المثال:

متحف التراث الشعبي في حي البارحة، ويعود تاريخه إلى ما قبل (120) سنة. ومتحف آثار إربد ويعتبر أقدم متحف في المحافظة. ثم. خرزة بئر ماء موسى المصطفى التل موجودة في ديوان آل التل، تل إربد: (التل الصناعي): وهو أثر قائم في إربد ويحمل في جوفه بقايا المدينة القديمة. سور إربد القديم. وبرج المراقبة في وادي الغفر. والمسجد المملوكي القديم. ومنزل علي خلقي الشرايري الذي يشكل نموذجاً فريداً للفن المعماري في تلك الحقبة، ثم اغفل البرنامج مسجد إربد الكبير ومدرسة إربد التجهيزية (الرشيدية).وفندق الملك غازي: الذي أسسه المرحوم الحاج عبد الرحمن محمد عايد حجازي وسبب التسمية بفندق غازي على اسم الملك غازي بن فيصل الهاشمي ملك العراق آنذاك. وكان فندق غازي أول فندق في إربد وكان قبل هذا من أراد المبيت في إربد يقصد المضافات. التي لم يتعرض البرنامج ولا لاي مضافة من المضافات العريقة والتراثية في اربد، ثم هناك دار النابلسي.و دار عبد الله الجودة ويعود تاريخها إلى بدايات القرن، كانت بمثابة دار للحكومة، ولفترات طويلة سكنها معظم الحكام الإداريين وضيوف المقاطعة من رجالات رسميين، وقد أقام بها، ولفترات، الملك عبداللَه الأول واغفلت الحلقة منزل شاعر الأردن عرار المعروف الان ببيت عرار الشعري وكذلك سوق الصاغة القديم وهو ذو ساحة مبلطة بالحجر الأسود، واهم من ذلك لم تتعرض الحلقة ايضا قصر الملكة مصباح: الذي بناه المعماري الشهير " فالح حسين كريزم" بالحجر الأحمر ليكون مقراً للملك عبداللَه أثناء زيارته للمدينة، واحد معالم اربد القديمة وهو خان حدو: أول مركز مواصلات في المدينة. وكان صلة الوصل ما بين البلدة والمناطق المحيطة ومبنى دار سرايا إربد: وهي شاهد كبير على تطور المدينة، ويعود تاريخها إلى العهد العثماني، وقد كانت مراكز الحكم ومجمعاً للدوائر الرسمية، كما يوجد في دار السرايا متحف يتضمن بعض الآثار، ومطحنة الملقي التي تعتبرمركز اقتصادي في المدينة القديمة، وغيرها الكثير فقط في اربد ولم اتطرق للاثار والاماكن التراثية والسياحية في قرى اربد فهي تفوق الوصف والحصر ... كنت اتمنى على البرنامج ان يستظيف رجالات اربد الكبار أو أحد رؤساء البلدية الحاليين أو السابقين ليتحدث عن تاريخ اربد وتراثها ، ولا انتقص من مكانة المتحدثين، ولكن يوجد في اربد من هو اكبر سنا من المتحدثين واكثر خبرة، فيفيدنا بما لم نعاصره ولا نعلمه عن دلالات واخبار المواقع والجغرافيا. لن اتحدث عن الفرقة واداءها البسيط، مع الشكر لهم ولكل من قدم اي فقرة في البرنامج، ولكن كان الاولى ان يتم التنسيق مسبقا للتحضير للبرنامج ليكون على مستوى يليق بالحدث وبالتسويق الرائع والنموذجي للسياحة بالاردن. ولما لا يعطى الموضوع وقت اطول نسبيا لتتمكن المدن من تهيئة وتحضير الفقرات بشكل اكثر مهنية وكفاءة ومحتوى اذا كنا بالفعل نريد اعمال تسويقية وتاريخية ومؤثرة في المشاهِد من كافة الدول،

اما ما تم عرضه مع احترامي لجميع القائمين على البرنامج فهو سلق وغير مستوي، ولا يغني من جوع ولا يروي من عطش، والله وسمعة الاردن وتشجيع السياحة من وراء القصد، ولا نبغي التقليل من شأن احد ولا اجتهاده.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/25 الساعة 22:37