النسويات ودون كشوت.. اعتصام وصراخ.. وكلمة السر هنا

مدار الساعة - دون كشوت بطل ذكوري غربي مجنون من العصور الوسطى. اشغل عمره محاربا طواحين الهواء على اعتبار أنها خصمه. تفعل جماعة من النسويات و"حياتي أهم من شرف العيلة" ما فعله ذاك المجنون، دقة بدقة. يحاربن طواحين الهواء، ويتوعدن الذكورية، والأبوية، بأغلظ الأيمان. المدافعات عن حقوق المرأة الأردنية اول من هاجم ما ظهر من مشاهد الاربعاء في عمان. والمرأة الأردنية رأت ما اغضبها من هذه المشاهد. إذن المسألة ليست صراعا بين الأردني والأردنية. هناك صراع خفي اخر. صراع استعماري، بوجه حقوقي. بينما تعرضت المواطنة الأردنية أحلام على يد والدها، لِمَ لا يمكن أن يتخيله عقل، راحت بعض المدافعات عن حقوق المرأة يهمسن في أدمغة بعضهن: "تعالين نستغل الواقعة". مورس على أحلام ما مارسته حكومات عربية في القضية الفلسطينية. يقبضن الثمن، والمفتاح هذه المرة الضحية "أحلام". حتى باتت ضحية ألف مرة. النساء اللواتي يترفعن عن فعل ما يفعلنه النساء تشبهًا بالرجل الذي يعادينه، فيصبح التغريب حضارة، والتعريب قتلا، حملن مسؤولية حادثة أحلام كلها إلى الفاعل "العربي" العشائري. هن يردن منا أن نصدق أنهن لسن دونكشيتيات يحاربن طواحين الهواء بلا طائل. ظاهرة صوتية، بزعيقها حتى تظن ان البلد كلها هن، حتى اذا فحصت ضحكت. تدخل موضة النسويات في المنظومة غير السوية، التي تعاني منها المجتمعات العربية اليوم، حتى إذا تسرب العفن إلى أركان المجتمع من استعمار، وفساد، وعبودية، وغير ذلك من مظاهر هوان؛ تسربن هن أيضا. على أية حالة كلمة السر فيهن، هي ظروفهن الاجتماعية. فبعد معاناتهن مع محيطهن الاجتماعي شعرن بالحقد الاجتماعي، ثم فرغن هذا الحقد على شكل أفكار التقطتها الالة الغربية الاستعمارية وانبتتها نبات سوء. بجرة قلم تنتهي موضة النسويات، والمدافعات عن حقوق التمويل الأجنبي. أوقفوا التمويل الأجنبي عنهن، يتوقفن عن الصراخ. فالصراخ هنا بالدولار.