مروان سمور يكتب: تحديات الصين للوصول لقيادة العالم
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/23 الساعة 18:11
بقلم مروان سمور
كلنا نعلم قوة الولايات المتحدة الأمريكية ونعلم تمام المعرفة كيف تتحكم بالعالم ، وكيف أن ساسة الولايات المتحدة يسعون بجد لبقائها "الدولة العظمى" لعشرات السنوات القادمة , ويعملون بدأب لاستمرار ريادتها وتزعمها لهذا العالم .
ولكن في الوقت ذاته فان الصين اضحت قوة عالمية لا يستهان بها , فهي بقوتها الاقتصادية والعسكرية وعوامل القوة الاخرى التي تملكها , تشكل تهديد مباشر للولايات المتحدة بزعامتها ومنظومتها في المجتمع الدولي .
وقد تزايدت في الفترة الاخيرة , تحليلات كثيرة تشعل ناقوس الخطر , وتدق طبول الحرب العسكرية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين , وبانها اصبحت شبه مؤكدة وقيامها امر واقع , وان الحرب بين الدولتين قادمة لا محالة .
ولكن السؤال : هل يوجد هناك معطيات ومؤشرات تدل على رغبة كلا الدولتين فعلا بالحرب ؟ وهل يملك كلاهما الاستعداد والتصور لهذه الحرب ؟
رغبة الصين في منافسة الولايات المتحدة على قيادة العالم ان الصين تعلم جيدا بأن القوة في العالم ؛ لا تزال بيد النظام الرأسمالي وادواته هي التي تحكم العالم ، وإن أرادت الصين السيطرة على هذا العالم , فيجب ان تبدأ عملها بالتدريج , وتبدأ بمشاريع تخلق بدائل لكل مشاريع الولايات المتحدة والدول الغربية معها , وتسحب البساط من تحت اقدامهم . لذلك فقد سعت لاحياء طريق الحرير القديم عبر طرحها مشروع : حزام واحد طريق واحد . وقامت بشراء الموانئ وانشاء سكك الحديد واصلاح الطرق على طول مسار المشروع . وايضا عملت على السيطرة على الاقتصاد الافريقي عن طريق الديون من خلال اقراض دولها دون حساب او شروط كما تفعل الدول الغربية او مؤسسات دولية كصندوق الدولي او البنك الدولي . فهدف الصين الاستراتيجي على المدى المتوسط والبعيد : هو استبدال المنظومة الراسمالية الغربية في العالم لكي تصنع بعدها منظومتها الخاصة بها , متوشحة بطابعها الاسيوي . وبناء نظام عالمي جديد يعمل على مقاسها . ومن اجل الوصول الى هذا الهدف , كان لا بد من اضعاف وانهاك القوى الكبرى كالولايات المتحدة وأوروبا . استرتيجية الصين
لقد سمحت الصين للولايات المتحدة وحلفائها بان تمرر القرارات في مجلس الامن الدولي , وعمل غطاء لهم للتدخل العسكري في افغانستان ثم العراق , ووافقت الصين على قرارات الحرب والتدخل الامريكي وحلفائها بافغانستان ولم تعارض ايضا قرارات الحرب والتدخل الامريكي وحلفائها بالعراق في مجلس الامن , والهدف من ذلك كله , كان عملية توريط واستنزاف قواهم وقدراتهم المالية والبشرية . تقوم الفلسفة الصينية على إخفاء أو تمويه القوة العسكرية وتجنب الصدامات العسكرية، واتخاذ المواقف المناورة في القضايا العالمية المختلفة مثل الحرب على الإرهاب والثورات المختلفة وقضايا مجلس الأمن، وهو ما نلحظه في الوقت الراهن مع الثورات العربية، وهذه المواقف تجعل كل شيء ممكنا، وكل الحلول قريبة، وكلا خطي التقدم والرجعة متاحا. وبنفس الوقت ان الصين بطريقها للوصول نحو سيادة العالم تلعب لعبة التدرج وتعمل على استراتيجية الاحلال البطيء والسيطرة , وبدون اثارة الانتباه , للوصول الى الى مرحلة الزام الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة للاعتراف بتفوقها عليهم واستحقاقها هذا الدور . فيضطروا حينها الى طريقة الاستلام والتسليم وبهدوء وعمل اتفاق جنتلمان بينهما , كما فعلت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا - بعيد الحرب العالمية الثانية - باخذ زمام الامور والسيطرة منهم على معظم مستعمراتهم - ودفعتهم دفعا نحو الاعتراف بزعامتها للعالم .
رغبة الصين في منافسة الولايات المتحدة على قيادة العالم ان الصين تعلم جيدا بأن القوة في العالم ؛ لا تزال بيد النظام الرأسمالي وادواته هي التي تحكم العالم ، وإن أرادت الصين السيطرة على هذا العالم , فيجب ان تبدأ عملها بالتدريج , وتبدأ بمشاريع تخلق بدائل لكل مشاريع الولايات المتحدة والدول الغربية معها , وتسحب البساط من تحت اقدامهم . لذلك فقد سعت لاحياء طريق الحرير القديم عبر طرحها مشروع : حزام واحد طريق واحد . وقامت بشراء الموانئ وانشاء سكك الحديد واصلاح الطرق على طول مسار المشروع . وايضا عملت على السيطرة على الاقتصاد الافريقي عن طريق الديون من خلال اقراض دولها دون حساب او شروط كما تفعل الدول الغربية او مؤسسات دولية كصندوق الدولي او البنك الدولي . فهدف الصين الاستراتيجي على المدى المتوسط والبعيد : هو استبدال المنظومة الراسمالية الغربية في العالم لكي تصنع بعدها منظومتها الخاصة بها , متوشحة بطابعها الاسيوي . وبناء نظام عالمي جديد يعمل على مقاسها . ومن اجل الوصول الى هذا الهدف , كان لا بد من اضعاف وانهاك القوى الكبرى كالولايات المتحدة وأوروبا . استرتيجية الصين
لقد سمحت الصين للولايات المتحدة وحلفائها بان تمرر القرارات في مجلس الامن الدولي , وعمل غطاء لهم للتدخل العسكري في افغانستان ثم العراق , ووافقت الصين على قرارات الحرب والتدخل الامريكي وحلفائها بافغانستان ولم تعارض ايضا قرارات الحرب والتدخل الامريكي وحلفائها بالعراق في مجلس الامن , والهدف من ذلك كله , كان عملية توريط واستنزاف قواهم وقدراتهم المالية والبشرية . تقوم الفلسفة الصينية على إخفاء أو تمويه القوة العسكرية وتجنب الصدامات العسكرية، واتخاذ المواقف المناورة في القضايا العالمية المختلفة مثل الحرب على الإرهاب والثورات المختلفة وقضايا مجلس الأمن، وهو ما نلحظه في الوقت الراهن مع الثورات العربية، وهذه المواقف تجعل كل شيء ممكنا، وكل الحلول قريبة، وكلا خطي التقدم والرجعة متاحا. وبنفس الوقت ان الصين بطريقها للوصول نحو سيادة العالم تلعب لعبة التدرج وتعمل على استراتيجية الاحلال البطيء والسيطرة , وبدون اثارة الانتباه , للوصول الى الى مرحلة الزام الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة للاعتراف بتفوقها عليهم واستحقاقها هذا الدور . فيضطروا حينها الى طريقة الاستلام والتسليم وبهدوء وعمل اتفاق جنتلمان بينهما , كما فعلت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا - بعيد الحرب العالمية الثانية - باخذ زمام الامور والسيطرة منهم على معظم مستعمراتهم - ودفعتهم دفعا نحو الاعتراف بزعامتها للعالم .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/23 الساعة 18:11