مدينة (رحاب) تشتهر بالمواقع الأثرية وتفتقر لـ (جلب) السياحة التاريخية والتراثية
أمام وزاره السياحة والآثار وبلدية رحاب واليونسكو والمستثمرين
مدينة (رحاب) تشتهر بالمواقع الأثرية وتفتقر لـ (جلب) السياحة التاريخية والتراثية
الدكتور الحصان يشخص تردي أوضاعها التي تعوق تسويقها سياحيا وتراثيا
32 كنيسة أقدمها تعود للعام 230م وأرضياتها الفسيفسائية جميلة ومتنوعة فريدة
إيجاد سوق تراثي مفتوح يتولى إعادة إحياء العادات والتقاليد والقيم الأصيلة
جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشعبي تضع خبرات أعضائها وتمد أياديهم للنهوض سياحيا وتراثيا
مدار الساعة - عبدالله اليماني
تقع بلدة رحاب بني حسن على بعد (12) كم من مدينة المفرق، باتجاه الجنوب الغربي على الطريق المؤدي، ما بين المفرق، وجرش وتتربع على مرتفع استراتيجي مطل على سهول خصبة من الجهات، الغربية والشمالية والجنوبية الشرقية.
ويقول الباحث الآثار الأكاديمي الدكتور عبد القادر الحصان، مدير مديرية آثار محافظة المفرق الأسبق ورئيس جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشعبي في محافظة المفرق إن رحاب سميت رحاب بداية باسم (بيثا راحوب). أي البيت الواسع الرحب. وذلك في العصر البرونزي، المتأخر قرابة القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وحتى العصر الهلنستي.
ويضيف الحصان وكانت عاصمة لإحدى الممالك الآرامية.كما أطلق عليها اسم بلدة الحصن ( القلعة الحصينة ). في العصرين الساساني الفارسي والبيزنطي المبكر. وأشار الحصان، إلى انه قد عثر على هذا الاسم في كتابة كنيسة القديس الرسول الشهيد يوحنا المعمدان.
وأضاف الحصان، وفي العصور العربية الإسلامية أطلق عليها الاسم القديم الآرامي معرباً أي،( رحاب ). وقد ذكر على ثلاثة أشكال مرة بكسر الراء وأخرى بفتح الراء وثالثة بضم الراء.ورحاب بمعنى اتسع ورحب المكان.
وقال الحصان،ومن أهم المعالم الأثرية نجد ونحن نغوص في أعماق التاريخ عبر رحلة الزمن فإننا نجد لقد كان لها دور بارز في تطور، وارتقاء الحضارة الإنسانية وذلك عبر تراكمات الحضارة، ومنذ طفولتها الأولى، وحتى الآن، دونما انقطاع، وذلك لأهميتها الإستراتيجية عبر التاريخ.
الحضارات المتعاقبة والمتراكمة عبر العصور
وأضاف الحصان، هناك العصر الحجري القديم، العصر الحجري النحاسي، العصور البرونزية، العصر الحديدي، العصور الهلنستية، الرومانية النبطية البيزنطية. العصور العربية الإسلامية،( الأموية، العباسية، الأيوبية، المملوكية والعثمانية ) حتى بداية عهد الإمارة.
وتابع الحصان قائلا، ومن أهم آثارها، الكنائس المتعددة والتي يربو عددها على ( 32). كنيسة أقدمها تعود للعام 230م والكنيسة الكهفية ( الكتاكومب ). وأحدثها تعود للعام 686م في العصر الأموي أي أن الكنائس كثيرة وأرضياتها الفسيفسائية جميلة ومتنوعة فريدة وتكثر الكتابات.
كيفية النهوض بـ( رحاب) عبر تسويقها سياحيا
المساكن التراثية
وقال الحصان، في البدء تم استخدام الكهوف الأثرية للإيواء والسكن بداية القرن العشرين في رحاب بعد استصلاحها وتحسين مداخلها بالحجارة المشذبة، وبعد ذلك بدأ باستخدام الحجارة الأثرية لبناء منازل حجرية على الطراز التراثي والأسقف من الخشب والقصب والأبواب من الخشب والنوافذ من الخشب والحديد. كما تم استخدام المنازل الطينية المدشنة من الطوب الطيني. واستخدام بيوت الشعر كسكن بشكل مؤقت قديماً. وخاصةً في فصل الصيف.
ويرى الدكتور عبدالقادر الحصان من التباع العديد من الأمور للنهوض ب( رحاب ) وجعلها قبلة للسياح من كل أرجاء العالم، في القيام بالخطوات الهامة، والتي أوجزها قائلا : بإعادة تأهيل المباني التراثية لاستخدامها في وظائف مبتكرة لتطوير المجتمع المحلي وخلق فرص عمل، وكوادر فنية متخصصة وتبرز أهمية دور المؤسسات الاقتصادية والأكاديمية. بالكشف عن عناصر ومصادر الإرث الحضاري والممتلكات الثقافية وابتكار المخططات العلمية الكفيلة.
وتابع الحصان قائلا : لابد من ضرورة تهيئة المباني التراثية، وإعدادها ك( تجمع عمراني تراثي ثقافي، وسياحي إنتاجي)،بحيث تكون مدخلاً لتطوير، وتنمية السياحة البيئية، والثقافية التراثية، وذلك من خلال استحداث مشاريع وأنشطة إنتاجية ملائمة. بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبلدية رحاب وكل من له علاقة في ازدهار الحركة السياحية في المحافظة. مضيفا والعمل على أحياء الصناعات التراثية الآيلة إلى الزوال. كـ ( صناعات الخزف والفخار، الحياكة، النحت على الخشب والحجر، صناعة السلال، اللوازم التراثية، وخاصة الملابس، بيوت الشعر، والفن القديم المتجدّد، صناعة الفسيفساء الهامة في تراث منطقة رحاب، وجوارها والتي تحتضن ما يزيد عن( 32 ) كنيسة أثرية هامة،وتسويقها من خلال (القرى التراثية والأثرية ) على السواء.
معيقات انطلاقة نشاط الجذب السياحي في رحاب
وكشف الحصان عن وجود العديد من المعيقات التي تعيق تطور مدينة رحاب سياحيا محليا عربيا وعالميا أبرزها وأهمها: عدم وجود سوق حرفي لإنتاج وتسويق الصناعات التراثية الشعبية. والتشوه البصري الذي تعاني منه، واجهات المباني، الواقعة على الشارع الرئيس المخترق للبلدة. إلى جانب وجود فوضى في وقوف السيارات والحافلات نظرا لعدم توفر موقف لها. فضلا عن افتقارها لمنطقة صناعية.
وطالب الحصان،العمل على تأمين منطقة حرفية ومهنية يدوية لإنتاج ( المشغولات ( الحياكة، الفسيفساء، الفخار، النحت على الحجر والخشب، صناعة الخيام وبيوت الشعر ). والإفادة من الصوف وشعر المواشي التي تهدر دون فائدة، في حياكة البسط والحصير.
وأكد الحصان، بان تقوم بلدية ( رحاب ) بالعمل على أكساء الواجهات المطلة على الشارع الرئيس، والموقع الأثري التراثي بالحجارة المناسبة. وتحديد مسارات سياحية، تراثية ما بين ورش العمل والموقع الأثري. (المتحف المفتوح). وإيجاد سوق تراثي مفتوح يتولى إعادة إحياء العادات والتقاليد والقيم الأصيلة والمرتبطة بثقافة المجتمعات المحلية وترويج الحرف والمهن اليدوية التقليدية، لتكون مصدر رزق للعاملين فيها، وترويج تراث الطعام الشعبي وحلوياته الشعبية وخاصة ( صناعة الألبان والجميد)، وتجفيف العنب (الزبيب) والتين (القطين) وهي رفيقة للصحة وغيرها كثير.
وشدد الحصان العمل على حماية المباني التراثية المميزة، وإعادة توظيفها لغايات الإنتاج، والعمل المنتج وضمان استمراريتة. وكذلك على ضرورة إحياء روح الحيوية للبلدة، واستحضار ذاكرة المكان والزمان وربط الماضي بالحاضر لانطلاقة مبتكرة للمستقبل. إلى جانب إيجاد ( كادر فني ) قادر على حمل رسالة الحفاظ على الإرث الحضاري المتكامل في الصناعات الشعبية وترويجها محلياً وسياحياً عبر المعارض المتنقلة والمواقع السياحية الجاذبة.
وطالب الحصان بتأمين أماكن للإقامة والخدمات في مراكز الزوار والبيوت التراثية الخاصة باستراحة السياح، وإقامة نزل تراثي كفندق متكامل لجذب السياحة العامة في الموقع المتكامل.
ودعا الحصان الجهات كافة لتحفيز النشاطات السياحية الثقافية والدينية الإسلامية والمسيحية على السواء والإفادة من المقومات الهامة لإبعادها الأثرية الخاصة بالكنائس الأقدم والتي (اعتمدت للحج المسيحي والسياحة) على السواء. وذلك عبر تطوير الممرات السياحية، المعتمدة ورفع مستوى الوعي عند الجميع دونما استثناء ببعده الإنساني الحضاري لمدينة رحاب. مبينا إلى أن جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشعبي تضع خبرات أعضاءها وتمد أياديهم للنهوض بـ(رحاب) سياحيا وتراثيا.